كتبت - أماني موسى
قال د. محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن أحد علماء الطب النفسي قال منذ عشرين عامًا أن العالم داخل على وباء الوحدة، وتحققت نبوءته بمحتمعات الوحدة، وبحسب دراسة أجريت مؤخرًا تبين أن 25% من الأشخاص بمجتمعات مختلفة يعانون من الوحدة.

وأضاف المهدي في لقاءه ببرنامج "الستات ميعرفوش يكدبوا" المقدم عبر شاشة cbc، هناك فارق بين الوحدة وبين الشعور بالوحدة، فهناك بعض الناس يستمتعون بالوحدة، وكثير من العباقرة كانوا يستمتعون بالوحدة، فالشعور بالوحدة هو المشكلة، حين يشعر المرء بأنه يريد قضاء وقت مع الناس ولا يجد أحد حوله، كما أن هناك عزلة اجتماعية تفرضها بعض المجتمعات.

وتابع، هناك مفهوم الوحدة وسط الزحام وهي أمر بات منتشر جدًا الآن، أن تتواجد وسط مجموعة من الناس دون أن تراهم أو تجد نفسك قادر على التفاعل معهم.

الحيوانات تقلل من الشعور بالوحدة
وشدد د. المهدي، أن الوحدة تسبب العديد من الأمراض النفسية والاجتماعية، منها الاكتئاب.

لافتًا إلى أن كل شخص لديه معدل اجتماعي يختلف عن الآخر، فهناك شخص معدله الاجتماعي 40 شخص، وآخر معدله الاجتماعي 4 أشخاص، لو وجدهم في حياتهم يصبح قانع جدًا ومكتفي.

وأوضح أن المعدل الاجتماعي ليس بشر فقط بل أيضًا حيوانات، فالبعض يستأنسون بالحيوانات الأليفة، ويتحدثون معهم، ويتقاسمون معهم الحياة بالفرح والحزن.

لافتًا إلى أن الوحدة قد يكون لها علاقة بالأسرة والتنشأة، إذ أن بعض الأسر يحبون الاختلاط والعلاقات الاجتماعية المفتوحة، وعائلات أخرى منغلقة لا تحب التواصل مع الآخرين.

وعن وحدة المشاهير، قال المهدي: أن كثير من المشاهير يعانون من هذه الوحدة، إذ يكونوا محاطين بالمعجبين طوال الرحلة الفنية أو ما شابه لكنهم حين يختلون بأنفسهم ليلاً يجدون أنفسهم وحيدين، فيظهر كل هذا العدد من المعجبين وكأنهم فقاعات غير حقيقية وغير موجودة، ويكتشف أنه لا يوجد في حياته علاقة حقيقية.

وكان بعض الفنانين يعيشيون بفنادق لكي يجدوا أناس يتواصلون معهم، ويتحدثون إليهم، وأوضح أن الشخص النرجسي من أكثر الأشخاص الذين يعانون من الوحدة.

وقال أن الوحدة تغير من كيميا الدماغ، حيث تقلل من سنوات العمر بنسبة 30% وتزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب بنسبة 20%، وتزيد من الإصابة بأمراض ضغط الدم، وكذلك الإصابة بالسكتة الدماغية وإضعاف جهاز المناعة ومنها الإصابة بالسرطان، تزيد قابلية الجسم للالتهابات والاكتئاب والانتحار.

وشدد، لو شخص حاسس بالوحدة، ينزل يتمشى وسط الناس، يروح جيم يشوف ناس حتى لو مش هيتكلم معاهم، يروح الجامع أو الكنيسة.

وأكد على أن تربية الحيوانات تفرق جدًا لتقليل الشعور بالوحدة وتزيد الشعور من السعادة.

من جانبها قالت رانيا بديع، أن الوحدة فكرة وتعود للشخص نفسه، وأكدت على أن هناك ارتباط وثيق بين الإبداع والشعور بالوحدة، فشخصية المبدع أو الفنان تكون قائمة على المعاناة والوحدة.

وقال د. أحمد أنور، أن الغربة والوحدة هي نتاج الحضارات الغربية، لافتًا إلى أنه كان طالب مغترب، حيث يدرس ببلد أخرى وهو من الأرياف، فكان يشعر بغربة يرغب في مقاومتها والتخلص من الوحدة.

وتابع، الوحدة لها جذور وراثية، إذ ترتبط بالتركيب الجيني للإنسان، وقال أن الوحدة جعلت منه شخص طموح ومتفوق بدراسته.