كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص
تضامن الكاتب والباحث القبطي كمال زاخر، مع استغاثة من دمياط  إلى المحافظ ووزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، من قبل المواطن وأستاذ النحو يسري سلال والشهير بأيوب اللغة العربية.

وكتب زاخر عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك"،
استغاثة من دمياط
الأستاذة الدكتورة وزيرة الصحة
السيدة محافظ دمياط
السادة أعضاء مجلس النواب عن محافظة دمياط
نقابة المعلمين
في البداية اسمح لي أن أعبِّر لكم عن بالغ اعتزازي بالكتابة إليكم،

اسمي يا عزيزي يسري سلال .. مدرِّس لغةٍ عربيَّةٍ .. من دمياط .. وإن كنتُ قد أُحِلتُ مؤخَّرًا إلى المعاش بداعي العجز الطِّبِّيِّ .. رغم أنَّني لم أبلغ بعد الـ 47 عامًا بعد!!

لي تجربةٌ فريدةٌ وددتُ أن أطلعكم عليها .. وأن أشاركها معكم .. خصوصًا وأنَّني في سباقٍ محمومٍ مع الموت!!

منذ 11 عامًا قرَّرتُ أن أهب حياتي للنَّحو .. فنذرتُ نفسي لمهمَّة (تيسير النَّحو على المتعلِّمِين ) .. واتَّخذتها رسالةً عشتُ لأجلها .. وبذلتُ في سبيلها الغالي والنَّفيس

طوال هذه السَّنوات قدَّمتُ عشرات المواقع .. والبرمجيَّات .. والتَّطبيقات .. والإصدارات .. التي تدور جميعًا في فلك النَّحو
كلُّ ذلك أصدرته بمجهودٍ فرديٍّ خالصٍ .. وبتمويلٍ ذاتيٍّ كاملٍ .. رغم مواردي الشَّحيحة .. التي تنحصر في راتبي المتواضع .. والذي كان يبلغ 2400 جنيه .. بعد 24 عامًا من العمل بالتَّربية والتَّعليم .. قبل أن تضنَّ عليَّ الحكومة بهذا الرَّاتب .. فتقرِّر – منذ حوالي 4 أشهر - إحالتي قسرًا إلى المعاش بالعجز الطِّبِّيِّ .. ليتقلَّص اّلرَّاتب إلى النِّصف تقريبًا .. رغم أنَّ تمويل مواقعي والمملكة التي أقمتها لخدمة محبِّي النَّحو (مجَّانًا ) تتكلَّف عشرات الآلاف من الجنيهات سنويًّا .. ورغم أنَّني أعول زوجةً و 4 أولاد في مراحل التَعليم المختلفة!!

11 عامًا من العمل الدءوب المتواصل في خدمة النَّحو وعشَّاقه ودارسِيه .. ولم تكن المعاناة المادِّيَّة هي الوجه الوحيد للمشكلة .. وإنَّما .. وهو الأهمّ .. معاناتي الصِّحِّيَّة التي تستعصي على الوصف .. حيث عملتُ طوال هذه السَّنوات وأنا (نصف ميِّتٍ ) بالمعنى الحرفيِّ للكلمة!!
نعم .. يا أستاذي .. 11 عامًا .. كنتُ أعمل خلالها لمدَّة 15 ساعة يوميًّا .. وأنا نصف ميِّتٍ!!

حيث عانيتُ – وأعاني – من ثالوثٍ مرعبٍ مدمِّرٍ .. أحال حياتي إلى جحيمٍ .. السِّمنة المفرطة + السُّكَّر + قرحة السَّاق
قرحة من النَّوع الخبيث .. الذي لا يتركك فتستريح .. ولا يقتلك فتستريح!!

كنتُ أعمل وأعمل وأعمل بلا توقُّف .. رغم أنَّني أصرخ من الألم 24 ساعة يوميًّا .. لحرصي على أن أكمل رسالتي قبل أن ينزل بي القضاء
خصوصًا وأنَّ تلك القرحة الملعونة ألجأتني إلى خيارٍ دامٍ وهو الحقن المسكِّنة .. لدرجة أنَّني لا أنام إلا بحقنةٍ مسكِّنةٍ منذ 3 سنواتٍ وحتَّى اليوم!!
1000 حقنةٍ مسكِّنةٍ في 1000 يوم .. وما خفي كان أعظم!!

ممَّا يجعل من جميع أجهزتي الحيويَّة قنبلةً موقوتةً ستنفجر في أيِّ لحظةٍ
ومع ذلك .. ورغم كلِّ هذا الألم والمعاناة والعذاب والموت .. فما زلتُ أعمل وأعمل .. وهذه نماذج مضيئةٌ ممَّا قدَّمته طوال تلك السَّنوات:
1 – شبكة نحو دوت كوم (بيت النَّحو على الانترنتّ )
2 – المؤسِّس والمنسِّق العامُّ لمبادرة وموقع (نَحْوَ نَحْوٍ جَدِيدٍ )
3 – تطبيق (مَن سيربح المليون في النَّحو ) – للأندرويد .. لجميع الصُّفوف التي تدرس النَّحو .. بدءًا من الرَّابع الابتدائيِّ .. إلى الثَّالث الثَّانويِّ .. والذي شارف على 100 ألف تحميل من جوجل بلاي

4 – تطبيق (نحو ) للمسابقات – للأندرويد .. لجميع الصُّفوف التي تدرس النَّحو .. بدءًا من الرَّابع الابتدائيِّ .. إلى الثَّالث الثَّانويِّ .. والذي شارف على 50 ألف تحميل من جوجل بلاي
5 – برنامج (أولمبياد النَّحو العربيِّ ) – للويندوز .. لجميع الصُّفوف التي تدرس النَّحو .. بدءًا من الرَّابع الابتدائيِّ .. إلى الثَّالث الثَّانويِّ
6 – قناة (متِّع عقلك للألغاز النَّحويَّة ) على يوتيوب
7 – موسوعة (الألغاز النَّحويَّة ) التي تتألَّف من 5 كتب
8 – مشروع (النَّحو في صورٍ )

إنَّ ما قدَّمته خلال 11 عامًا من العمل المجَّانيِّ .. وأنا في هذه الظُّروف الصِّحِّيَّة .. والمادِّيَّة .. قدَّمته طائعًا مختارًا متطوِّعًا .. لا أطلب جزاء ولا شكورًا .. ولا أنتظر تكريمًا من أيِّ نوعٍ .. ولا من أيِّ جهةٍ .. وإنَّما كلُّ ما أرجوه هو العلاج

وبالرَّغم من أنَّ العديد من الصُّحف والقنوات التِّليفزيونيَّة المصريَّة والعربيَّة .. قد نشرت عنِّي .. وعن تجربتي .. وعن إنجازاتي في مجال تيسير النَّحو .. بل وعن مشكلتي الصِّحِّيَّة .. إلا أنَّني ما زلتُ أعاني بلا أملٍ."

لقد خاطبتُ جميع الجهات .. وغالبيَّة الشَّخصيَّات العامَّة .. طوال 8 سنواتٍ .. كنتُ أعوي خلالها كالكلب .. ورغم أنَّ مستشفى استضافتني مجَّانًا في مدينة الزَّقازيق .. وأجرت لي جراحتَين مجَّانًا .. إلا أنَّهما لم تسفر عن أيِّ نتيجة .. وإنَّما زادت القرحة توحُّشًا وتوغُّلا .. حتَّى أكلت ساقي .. وأكلت قبلها روحي!!."

كما أنَّ وزارة الصِّحَّة تطوَّعت منذ عامٍ بإدخالي إلى مستشفى في القاهرة .. إلا أنَّهم صارحوني هناك أنَّه لا يتوفَّر لي لديهم إلا الغيار على القرحة .. ولمَّا سألتُ متعجِّبًا عن فائدة الإقامة بالمستشفى ما دمتُ أغيِّر على الجرح عادي بمنزلي .. قالوا لي: خلِيك (قضِّي معانا يومين وغيَّر جوّ!! ) فعدتُ إلى منزلي ..لقد أجمَعَ الجميع على أنَّ العلاج الوحيد لمثل تلك القرحة المزمنة لا يوجد إلا بالخارج."

ورغم أنَّني أعرف أنَّ العلاج في الخارج لم يُخلَق لأمثالي من البسطاء .. إلا أنَّني أهيب بكم أن تساعدني على نشر صرختي وندائي إلى أحد المهندسَين نجيب أو سميح ساويرس بما هو معروفٌ عنهما من نشاطٍ اجتماعيٍّ وخيريٍّ مشهودٍ .. واللَّذَين أعلم يقينًا أنَّ أحدًا منهما لو علم بحالتي .. فلن يتأخَّر عن تقديم المساعدة اللَّازمة لعلاجي."
يسري سلال
دمياط
01096263877