بقلم/ماجد كامل
تميز قداسة البابا تواضروس من بين ما تميز به من مواهب ؛ بتقسيم عظاته الرئيسية إلي ثلاث نقاط أو محاور ؛ الأمر الذي يكشف عن عقلية مرتبة تتبع نسقا System جميلا في التفكير ؛ ولقد خص قداسته مجلة أغصان بسلسلة مقالات تحت عنوان "ثلاثيات " ففي ثلاثيات الكتاب المقدس الخاصة بالعهد القديم ؛قام قداسته بتقسيم أبناء نوح إلي :-

1- سام :- وهو أسم عبري معناه "أسم" وهو أكبر أبناء نوح وولد عندما كان عمر نوح 500 سنة
2- حام :- وهو أسم عبري معناه "حامي " وهو الأبن الثاني من أبناء نوح
3- يافث :- أسم سامي معناه "حجال " وهو الأبن الثالث من أبناء نوح

وثلاثية أخري من ثلاثيات قداسته خاصة بالآباء البطاركة الأوائل ؛ ونعيد بتذكارهم في 28 مسري ؛ وهم :-
1- إبراهيم :- وهو أب الآباء ؛ وهو الذي صدق مواعيد الله حين وعده بولادة اسحق ؛وعندما طلب الله منه تقديمه ذبيحة ؛ لم يتردد ولم يتوان ؛مؤمنا بأن الله سوف ينفذ وعده بأي طريقة كانت ؛ فأستحق الوعد بالبركة ؛ وعاش حتي بلغ من العمر 175 سنة

2- اسحق :- ابن الموعد ؛ وهو الذي قدم عنقه للذبح ؛ فدعي ذبيحة بالنية ؛ أعطاه الله أبنين ؛ هما يعقوب وعيسو ؛ وعاش حتي بلغ عمره 180 سنة .

3- يعقوب :- دعي أبو الأسباط ؛لأن الله أعطاه 12 ابنا ؛ وقبل وفاته باركهم جميعا ؛ وخص يهوذا بالملك ؛وتنبأ عن مجيء السيد المسيح من نسله ؛ وعاش حتي بلغ عمره 147 سنة .

وإذا ما انتقلنا الي العهد الجديد ؛ لنتأمل ثلاثيات قداسته فيها ؛نجد ثلاثة تلاميذ كانوا يرافقون السيد المسيح كثيرا هم :-

1- بطرس الرسول :- وهو أسم يوناني معناه "صخرة " وكان من بيت صيدا ؛ وكان يتميز بالغيرة الشديدة ؛ كتب رسالتين من رسائل العهد الجديد .

2- يعقوب الرسول :- وهو يعقوب بن زبدي الأخ الأكبر ليوحنا الرسول ؛ عرف مع بطرس بلقب "ابني الرعد " لأنهما كانا حادين في طبعهما ؛استشهد علي يد الملك هيرودس أغريباس عام 44م تقريبا ؛ وهو أول شهيد من الرسل الأثني عشر .

3- يوحنا الرسول :- أسم عبري معناه " الله يتحنن " وهو الذي أشتهر بلقب "التلميذ الذي كان يسوع يحبه ؛ وظل في أورشليم بعد صعود الرب إلي السماء ؛رسم أسقفا علي أفسس ؛كتب انجيل يوحنا وثلاث رسائل وسفر الرؤيا ؛ وقد نفاه الإمبراطور دومتيان إلي جزيرة بطمس .

وفي ثلاثية أخري من ثلاثيات قداسته في العهد الجديد ؛ نجد ثلاثة أقامهم الرب يسوع من بين الأموات هم :-
1- ابنة يايرس :- كانت صبية صغيرة تبلغ من العمر 12 سنة ؛ وكانت علي سرير الموت في بيت أبيها ؛ وهي تشير الي موت الخطية خلال الفكر
2- ابن ارملة نايين :- وكان شابا وحيدا لأمه ؛ وكان قد حمل في النعش علي الطريق ؛ وهو يشير إلي النفس التي ماتت بالخطية ليس بالفكر فقط بل أيضا بالعمل .
3- لعازر :- أقامه الرب بعد ما دفن في القبر أربعة أيام ؛ وكان قد أنتن ؛ وهو يمثل النفس التي تحولت الخطية عندها الي عادة .


ونتابع تأملاتنا في ثلاثيات قداسته ؛ ففي أحدي المقالات تناول قداسته سر الاعتراف في الكنيسة ؛ وقسمه بطريقته الثلاثية الجميلة كما يلي :-

1- شخص المعترف :- وهو الطرف الأول في عملية الإعتراف ؛ حيث يرغب في حياة التوبة وترك الخطية .

2- الأب الكاهن :- وهو الطرف الثاني في عملية الإعتراف ؛ وهو من خلال عمل الروح القدس ؛ يعطي المعترف الحل والحل ؛ بالاضافة أنه يؤهل نفسه لهذا العمل من خلال القراءة والدراسة والخبرة ؛ ليكون قادرا علي تطبيب النفوس ؛ وقيادتها إلي طريق التوبة والنقاوة .

3- مسيحنا القدوس :- وهو مانح الغفران ؛لأنه لولا صليب المسيح ما كان هناك توبة ولا مغفرة .

أيضا خطوات الإعتراف قسمها قداسته إلي ثلاثة خطوات هي :-
1- الخطوة الأولي :- وفيها يجلس المعترف جلسة مع نفسه ؛ يفحص فيها نفسه وضميره .
2-الخطوة الثانية :- جلسة مع الله ؛ من خلال الصلاة القلبية التي يطلب فيها التوبة والمغفرة ؛ وايضا القوة والنعمة لكي لا يعود لحياة الخطية مرة ثانية .

2-الخطوة الثالثة :- جلسة مع الكنيسة من خلال أب الإعتراف الذي يتابع حياتك الروحية بروح الابوة والتلمذة .

وأيضا عناصر الإعتراف ثلاث أيضا ؛ هي :-
1-علاقتي مع الله من خلال ( الصلاة – الإنجيل- الصوم – العطاء – الخدمة – القراءة- التناول – الخلوة ).

2- علاقتي مع الناس :- (الأسرة- الأقارب- الأصدقاء – الجيران – الأساتذة – الخدام والخادمات ).

3- علاقتي مع نفسي :- وهي بدورها تندرج إلي ثلاثية أخري هي (خطايا الفكر – خطايا القول – خطايا الفعل ).

و يذكر قداسته أيضا أعداء الإعتراف ويحددهم في ثلاثة هم :-
1- العدو الأول هو التأجيل :- فالتأجيل هو لص الزمان ؛ وهو يزيد من سؤ الوضع ؛ وقد يقود إلي سقطات أكثر وفتور وبرود في الحياة الروحية .

2- العدو الثاني هو الخجل :- وهو عدو شائع ؛ ولكن لا يجب السماح له بالسيطرة علي المعترف ؛ لأنه هو الدواء الذي يقود إلي الشفاء .

3- العدو الثالث هو الشك :- إذ يحاول أن يشكك عدو الخير في فاعلية السر أو ان السيد المسيح يمكن أن يقبل توبتي ؛ ولكن وعد الرب صادق وأمين "إن اعترفنا بخطايان فهو أمين وعادل حتي يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل آثم " ( 1 يو 1:- 7-9 ) .

وإذا ما نتقلنا الي التقسيمات الثلاثية التي تأملها قداسته في مجال التاريخ الكنسي ؛ نجد أن واضعي القداسات المعتمدة في الكنيسة القبطية الآرثوذكسية ثلاث هم :-

1- القديس باسيليوس الكبير أسقف قيصرية الكبادوك :- واضع القداس الباسيلي ؛ ونعيد له في 6 طوبة .
2- القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات :-واضع القداس الغريغوري ؛ ونعيد له في 24 توت .

3- القديس كيرلس عمود الدين :- البطريرك رقم 24 ؛ وهو منسق القداس المرقسي الذي وضعه كاروز ديارنا المصرية القديس مارمرقس الرسول ؛ ونعيد له في 3 أبيب .


ونجد ايضا ثلاث مجامع مسكونية كبري :-
1- مجمع نيقية المسكوني :- وحضره 318 أسقف ؛ للرد علي بدعة أريوس ؛ ووضع قانون الإيمان حتي "نعم نؤمن بالروح القدس " .

2- مجمع القسطنينية :- وحضره 150 أسقف ؛ للرد علي بدعة مقدونيوس ؛ ووضع تكملة قانون الإيمان حتي النهاي

3- مجمع أفسس :- وحضره 200أسقف ؛ للرد علي بدعة نسطور ؛ ووضع مقدمة الإيمان " نعظمك يا أم النور الحقيقي " .

ونجد أيضا ثلاث قديسين بأسم مكاريوس هم ( مكاريوس الكبير – مكاريوس السكندري – مكاريوس أسقف ادكو ) وثلاث قديسين بأسم غريغوريوس هم ( غريغوريوس الناطق بالإلهيات- غريغوريوس صانه العجائب – غريغوريوس الأرمني ) .

وجاءت مسك ثلاثيات قداسة البابا تاوضروس في الاحتفالية التي أقيمت مساء يوم 17 نوفمبر 2019 بمؤسسة القديس مرقس لدراسات التاريخ القبطي بمناسبة صدور كتاب عن مارمرقس ( أنظر صورة غلاف الكتاب والكتاب المشاركين فيه ضمن الصور المرفقة بالمقالة ) . وجات الثلاثيية علي النحو التالي :-


1- مارمرقس المؤسسة حيث أكد قداسته أنه لا بد أن تكون هناك مؤسسة كاملة له لها مبني مستقل بذاته أسوة بالمؤسسات العالمية المماثلة .

2- شخص القديس مارمرقس الرسول نفسه الذي يعتبر كاروز لكل أفريقيا وليس الإسكندرية فقط .

3- كتاب القديس مارمرقس المحتفي به والذي شارك فيه صفوة من كبار علماء القبطيات ( سوف يكون لنا وقفة تفصيلية مع الكتاب ومحتوياته في الوقت المناسب إن شاء الرب وعشنا ) .

وبعد هذه أطلالة سريعة علي بعض ثلاثيات قداسته ؛ نهديها إليه في عيد جلوسه قداسته ؛ داعين الرب ان يطيل لنا حياته ؛ ويمتعنا بثلاثياته الجميلة أكثر وأكثر