سعيد شعيب يكتب: في محبة خالد منتصر
خالد منتصر ليس فقط كاتب ومفكر عظيم، ولكنه من القلائل الذين قبضوا على جمر إنسانيتهم وظلوا يحاربون بكل قوتهم الأساس الديني والتاريخي للتخلف والإرهاب. خالد لم يكن من الذين يتعيشون “على حدف الطوب” على الإسلاميين'> الإسلاميين من حين لآخر لأنهم يريدون الحكم فقط، وهذا لو تعلمون بيزنس كبير، يجعلك آمناً ومحمياً بدولة، بل وبحكام يحافظون على شرعيتهم دينية لا تختلف كثيراً عن شرعية الإسلاميين'> الإسلاميين، كل ما في الأمر انهم لا يريدونهم إلى جوارهم علي كرسي الحكم.

أرجوكم تخيلوا معي شكل مصر قبل ثورة يناير المجيدة حتي نعطي الدكتور خالد بعضاً من حقه:
* اولاً خوف ورعب بعد جريمة إغتيال العظيم فرج فودة . احتمى جزء من النخبة المصرية بالصمت. والقطاع الأكبر غرق في مستنقع أن “الإخوان” فصيل وطني، تحالفوا وفتحوا لهم صحفهم وقنواتهم وحجوا إلي مكتب مرشد الإخوان في المنيل، ونالوا الكثير من الخير والبركات.

كل هؤلاء كانوا يحاربون خالد منتصر ومن معه، وفي الحد الأدنى لا يرحبون به.

* المؤسسات الدينية للدولة المصرية تحمي وتحارب وتدافع عن ايديولوجيا الإخوان والإسلاميين، ونخبة يخاف كثيرين منها من المساس بقداسة مزعومة لهذه المؤسسات، يكتفون ب ” حدف شوية طوب” هنا وهناك، تثير زوابع ولكنها لا تغير فكراً ولا تحطم اسس الإرهاب.

وكل هؤلاء كان يزعجهم من هم مثل خالد منتصر واكثرهم يكفرونه ويحاربونه.

* نظام حكم غارق في مستنقع نسخة مخففة من ” دولة الإسلام الإخوانية” ويدافع عنها، مسموح لك فقط بأن تحارب الإسلاميين'> الإسلاميين لو ارادوا السلطة، لكن اكثر من ذلك ممنوع، ممنوع ان تتحدث عن تخريبهم لوجدان وعقل بلد، واذا فعلت فانت عدوهم، لذلك حارب بعضاً من رجال نظام مبارك ومن جاؤوا بعده خالد منتصر.

*مجتمع تم اغراقه في ايديولوجيا اسلامية غير انسانية، مجتمع في معظمه يحتمي بتخلفه ويدافع عنه ويعيد انتاجه وتطويره.. قطاعات من العميان كانت ضد خالد منتصر .

الحرب ضد كل هؤلاء: دول وانظمة حكم ومؤسسات وجمعيات واموال وسلطات واسلاميين .. ليست امراً هيناً .. هدم الأساس الذي يشيدون عليه التخلف والكراهية والعنف والإرهاب ليست امراً سهلاً. تحطيم خرافة الإعجاز العلمي في القرآن .. خرافة الخلافة الإسلامية.. ختان الإناث، استعباد المرأة ، كراهية وقتل المسيحيين وغير المسلمين وغيره وغيره. انت تحارب علي ارض مفخخة بالكراهية وسيف القتل والتكفير يهددك في أي لحظة.

صديقي الكبير دكتور خالد منتصر شرف لي ان تكون بيننا في كندا.

( الكلمة التي القيتها في تكريم جريدة جود نيوز الكندية للدكتور خالد منتصر يونيو 2019 )