إبراهيم: العقلية العربية تتخذ موقف سالب من الطبيعة.. والإسلاميون لديهم "تسليع" للفتاوى

 

كتب - نعيم يوسف
غياب الفرح والبهجة
قال المفكر السوداني حيدر إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع الديني، إن قابلية المجتمعات العربية لـ"التسلف" -أي الاتجاه السلفي- تكاد تكون غريزية، رغم أنها مكتسبة نتيجة التفاعل مع البيئة والآخرين، وهي تعاني من نقص واضح في القدرة على الفرح والبهجة والتعامل مع الحياة بدهشة، وهي مهمة جدا في التعامل الطبيعة المحيطة.
 
التعامل مع الطبيعة والعقلية العربية
وأضاف "إبراهيم"، في لقاء مع برنامج "مختلف عليه"، المذاع على قناة الحرة الفضائية، ويقدمه الإعلامي إبراهيم عيسى، أن العقلية العربية لم تتعامل مع الطبيعة المحيطة بالعلم، ولكن لدينا موقف سالب جدًا من الطبيعة، وعلى سبيل المثال كانت هناك دعوة في السودان لخراب الدنيا من خلال الزهد والجهاد، وتعمير الآخرة، مشددًا على أن هذه المجتمعات غير قادرة على الحب، وهذا هو المنفذ الذي تنفذ منه التيارات السلفية.
 
السلبية.. والتكيف
وتابع المفكر السوداني، أن هناك عوامل ذاتية، وعوامل خارجية لتسلف المجتمع، ومنها قدرة المجتمعات على الاستجابة للتحديات، مشيرا إلى أن المجتمعات العربية واجهت التحديات التي تعرضت لها بطريقة ليست إيجابية، وإنما سلبية وتكيفية مع ما هو موجود.
 
يوتوبيا خيالية.. وحرب طواحين الهواء
وشدد على أن عالم الـ"يوتوبيا" الذي يعيش فيه البعض هو هروب من الواقع، وهم يريدون استعادة تاريخ وأحداث خيالية بالصورة التي يتخيلونها، ومحاولة خلق مجتمع بديل، مشيرا إلى أن أي سلفي يحارب طواحين الهواء، ولن يحصل على شيء، ويحاربون في فراغ، وهذا ما يفعله من يطلقون على أنفسهم "المجاهدون"، مؤكدا على أن ظهور أزمات مثل اجتماعية واقتصادية، وأزمة الهوية، وعدم إيجاد حلول لها تولد هذا النوع من التفكير.
 
كسل فكري لدى المجتمعات العرب
ولفت أستاذ علم الاجتماع الديني، إلى أن المجتمعات العربية لديها "كسل فكري"، وتريد طرق جاهزة لحل الأزمات، و"نستسهل الأمور"، مشددًا على أننا أمام طريقين فقط، إما التاريخ والتجربة الأوروبية وهو طريق الإصلاح، وإما القفز على المشاكل وهو الحل السهل، خاصة إذا تم تغليفه بـ"الدين"، مشيرا إلى أن الدين "المصلح" ليس دينًا، ومحاولات إصلاحه أو تجديده خروج بطريقة أخرى، ولذلك محاولات التجديد فشلت.
 
الهوية.. والوهم
وأشار إلى أن فكرة "الهوية" يوجد بها جزء من "الوهم"، لأنه يتم عمل تصميم أو بناء معين للغة والذوق، وهذا يعتبر "وهم" في النهاية لأنه لا يستطيع أحد تقديم تعريف محدد للهوية، وكل شخص يتمسك بجانب معين ويعتبره هو هويته، لافتا إلى أن "الإسلاميين" يبحثون عن شكل من أشكال الرمزية، مثل الحجاب والذقن، وبعض المواقف الاجتماعية والحياتية مثل فصل الرجال عن النساء. 
 
مشكلة وتحدي في تفسير القرارات
وأوضح أن الإسلاميين يواجهون مشكلة في تفسير قرارات كل من إيران والسعودية بالسماح للنساء بقيادة السيارة وحضور المباريات الرياضية، وكانوا يعتبرون هذا الأمر "حرام"، وبالتالي لا يعرفون كيفية تفسير ذلك وكأنهم كل ما كانوا يقولونه سابقا غير صحيح.
 
الشعر.. والإغراء.. والحجاب
وكشف أن هناك اختلاط لفكرة "السحر" والإغراء بالشعر، مشيرا إلى أن قصة "السحر" وردت في القصة المعروفة عن "شمشون الجبار"، وبالتالي تم ربط واختصار السحر والإغراء بالمرأة، موضحا أن الإسلاميين والسلفيين تفكيرهم مركز فقط في المال والمرأة، وبالتالي أصبحوا يرون المرأة بشكل مغر وبالتالي يتحدثون باستمرار عن الفتنة ويرون أن ظهور شعرها رمز من رموز الجمال والإغراء ويريدون ردع المرأة ووضعها في سجن جديد، ويضعون حجابا على العقل.
 
تسليع الفتوى
كما شدد على أنه تم "تسليع" للفتوى، وهناك المئات من الفتاوى على خروج المرأة للشارع والمجتمع، من الإسلاميين، ولكن ليس لديهم فتاوى للخروج على الحاكم، مشيرا إلى أن المجتمعات العربية تعاني باستمرار من الخوف.