في عصر التكنولوجيا الرقمية، والانخراط بشكل كبير داخل العوالم الافتراضية، والتي أقبل عليها الصغار قبل الكبار، فتعلقوا بها بشدة، نظرًا لما تتيحه تلك الوسائل من عوالم  مدهشة يتخيلونه باستمرار، لذا يقبل الكثير من الأطفال على ألعاب الفيديو، ومع الوقت يتحول هذا الحب إلى تعلق، وفي النهاية يتفاقم الأمر ويصل حد الإدمان.

دول تحارب ألعاب الفيديو
كان من بين الدول، التي التفتت إلى هذا الأمر بحرص، هي الصين التي حاربته بقانون يشبه حظر التجوال، بينما خصصت له الإمارات العربية مركزًا صحيًا كأحد الأمراض الخطيرة، ولكن العلماء اختلفوا في أمره بين تشبيهه بإدمان الكحول أو القمار، ولكن الحديث هنا عن إدمان ألعاب الفيديو ذات الأثر السيئ نفسيًا وصحيًا واجتماعيًا على من يصاب به.
 
نتيجة لذلك، قامت تصنيفات الطبية العالمية لذلك المرض وأشهر أعراضه والنتائج الاجتماعية والصحية المترتبة عليه، وكذلك بعض حالات الوفاة وجرائم القتل المرتبطة به، التي نالت مكانها على الصفحات الأولى للجرائد العالمية، واختلف التناول لهذا الموضوع بين منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات.

 تصنيفات منظمة الصحة

صنفت منظمة الصحة العالمية إدمان ألعاب الفيديو مرضًا يتطلب العلاج والمكافحة لتقرر بدء برنامجها حيال ذلك فى عام 2022، مضيفة خلال مراجعتها في 11 مايو الماضي أن تصنيفها يشمل جميع أشكال ألعاب الفيديو من ألعاب الإنترنت أو الهاتف الجوال أو غيرها، لذا قرر اتحاد الطب النفسي الأمريكي اعتبار إدمان ألعاب الفيديو مسببًا للعديد من الأمراض،موضحًا أن ممارسة هذه الألعاب أكثر من ساعتين يوميًا قد يؤدي لنتائج سلبية، مطالبة مستخدمي الألعاب بعدم تخطي ذلك الوقت.

 أعراض إدمان ألعاب الفيديو

وأعد الاتحاد قائمة بأبرز أعراض الإدمان لألعاب الفيديو من بينها، استحواذ اللعبة على تفكير الشخص طوال الوقت حتي وإن كان بعيدًا عنها، وشعور الشخص بالاكتئاب والتوتر والرغبة بسلوك عنيف حال الانقطاع عن اللعب، والانجراف حينما يبحث الشخص عن المزيد من الوقت الطبيعى للعب أو محاولة تجربة ألعاب كثيرة لنيل نفس القدر من السعادة التي تمنحها إحدى الألعاب، واضطرار الشخص للتوقف عن اللعب لأى سبب مع عدم استطاعته ترك اللعبة.
 
كما تظهر على مدمنيها، الاستمرار باللعب رغم حدوث نتائج صحية واجتماعية سلبية ومشاكل النوم والتراجع بالمستوى المهني والتعليمي والتراجع بالعلاقات الاجتماعية، والمخاطرة بالعلاقات الاجتماعية والاستعداد لخسارة أي شخص من أجل اللعبة، والكذب علي الأسرة أو الأصدقاء بشأن الوقت المخصص للعبة، واختلف الباحثون حول السبب المباشر لحدوث الإدمان على ألعاب الفيديو رغم كثرة الدراسات فى ذلك المجال، ولكن الأغلبية أجمعوا علي أن مبدأ الفوز والخسارة فى ألعاب الفيديو يحفز العقل لإنتاج مادة الدوبامين للجسم خلال فترة اللعب؛ ما يجعل الجسم يشعر بنوع من النشوة كلما شعر بالفوز، وذلك وفقا لدراسة أعدها قسم الطب النفسي بمستشفى نوتشاج الأمريكية.
 
وفي دراسة لشبكة العلاج النفسى لأمراض الإنترنت الموجودة ببرشلونة الإسبانية توصل فريق إعداد الدراسة إلى أن تعرض الشخص لإدمان ألعاب الفيديو لسنوات متتابعة يؤدي لأمراض نفسية مصاحبة أبرزها الاكتئاب والتوتر والانطوائية،  ويتبعها بقدر أقل مرض الخوف من المجتمع  وظهور ميول للسلوك العدواني.
 
وأفاد مركز بيو سيرش الأمريكى للإحصاء بأن أكثر من نصف مدمني ألعاب الفيديو فى المرحلة الجامعية يتركون في النهاية جامعتهم أو بالرسوب لسنين متواصلة، حيث رصدت الدراسة بقاء كثير من الممارسين لألعاب الفيديو لمدة 7 سنوات فى الجامعة دون تخرج، كما تفيد دراسة ممولة من قسم الطب النفسي بمستشفى كوريهاما الصينية بأن نسبة مدمني ألعاب الفيديو ترتفع في الذكور أكثر من الفتيات وفى صغار السن من المراهقين أكثر من الشباب الأكبر سنًا، وتزداد معدلات الإدمان فى دول آسيا وخاصة الصين عن غيرها من دول العالم.

 حالات وفاة

وعن حالات الوفاة بسبب ألعاب الفيديو، تجدر الإشارة إلى وفاة شاب عام 2007 بمدينة ديجو فى كوريا الجنوبية، حيث قرر محترف لعبة سونسياب لي، أن يتحدى نفسه بدخول ماراثون محموم في أحد مقاهي الإنترنت ليستمر باللعب 50 ساعة متواصلة ليلقى حتفه بعدها مصابًا بإنقباضة صدرية نقل على إثرها للمستشفى التي شهدت مصرعه.
 
وفي واقعة أخري مؤلمة عام 2009 توفيت الطفلة الرضيعة كيم سارانج من الجوع، لأن والديها كانا يتركانها فى المنزل لساعات ويذهبان لمقهى الإنترنت حيث يلعبا لعبة يرعيان خلالها طفلة افتراضية، وذلك بحسب سى إن إن.