«بحثنا عن محمد ابني في كل مكان بعد اختفائه، ولم نجده، وبعد أسبوع عثرنا عليه وطفل آخر مع متسولة بمحطة قطار المنصورة«.. بهذه الكلمات عرضت رضا الجنيدي، محامية، مأساة ابنها»محمد. ح. م«، 11 سنة، من ذوى الاحتياجات الخاصة، والذى اختفى عقب خروجه من أحد المحال بجوار منزله، وانتهت رحلة البحث عنه للكشف عن عصابة لخطف الأطفال واستغلالهم في التسول،

 
بدأت الأم روايتها لـ«المصري اليوم»، بأنها «فقدت ابني محمد، يوم الخميس الماضي، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعاني من ضعف خلايا الذاكرة والانتباه، بعد أن تركته يقص شعره عند حلاق أمام البيت، وعندما خرج توجه للشارع العمومي بدلًا من العودة للمنزل، ومشي ولم يتمكن من العودة بسبب إعاقته، وبحثنا عنه في كل مكان، وتتبعنا مساره من خلال كاميرات المراقبة حتى وصل إلى منطقة الدراسات ثم اختفى».
 
وأضافت الأم: «نشرنا صوره في كل مكان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وخلال رحلة بحثنا عنه، توجه شقيقه أمام محطة قطارات المنصورة وسأل أمين شرطة هل شاهده أم لا.. وفوجئ أنه بيقوله مش هو اللي قاعد مع المتسولة دي ؟!.. وتوجه شقيقه للمكان وعثر عليه بملابس تسول ويجلس مع سيدة تبيع مناديل وتتسول به ومعها طفل أخر يدعى»طه. ح«، 13 سنة، من منشية الجرايدة بكفر الشيخ، ولما اقترب منها تعرف على شقيقه إلا أنه كان يرتدي ملابس متسخة وممزقة، وعندما حاول أخذ شقيقه منها، رفضت وتشاجرت معه وقالت:»ده تبع تامر الليبي«، بحسب قولها.
 
وتابعت الأم: «تجمع عدد من الأهالي وبدأوا يسألوا عن ابنى والطفل الآخر، وعندما علموا بالقصة قبضوا عليها ودلهم الطفل الآخر على مكان «تامر الليبي»، ده بجوار كوبري الهابي لاند بالمنصورة، وهناك تجمع الأهالي حوله، وضربوه وطلبوا الشرطة وسلموهم لها، وتم تحرير محضر بالواقعة بقسم شرطة ثاني المنصورة رقم 11809 لسنة 2019».
 
وأكدت أم الطفل أن النيابة العامة توصلت إلى المكان الذي تم احتجاز ابنها فيه لمدة 3 أيام، مضيفة: «وجدنا ملابسه التي كان يرتديها في هذا المكان، وتبين أن المتهم كان معه عدد من الأطفال وجميعهم يخرجون للتسول».
 
وأكدت أن التحقيقات في الواقعة كشفت عن أن المتهم «تامر الليبى» مسجل خطر، ويقود تشكيل عصابى لخطف الأطفال، ويتم استغلالهم في التسول مقابل الحصول على مبالغ مالية من المتسولين.
 
وقال الطفل «طه. ح»، 13 سنة، أحد الضحايا، في التصحقيقات إن المتهم كان يحتجزهم في مكان بجوار حديقة الهابي لاند ويعتدى عليه جنسيًا وبالضرب، لتنفيذ تعليماته، وهددهم بالضرب بـ«الموس» في حالة عصيان الأوامر، مؤكدًا أنه يراقبهم وسيقتل من يحاول الهرب أو يمتنع عن تنفيذ الأوامر.
 
واعترف المتهم أنه عثر على الطفل «محمد» عند مبنى المحافظة الدقهلية، فأخذه معه وأعطاه طعام واعتنى به، ثم خرج للتسول للإنفاق على نفسه.
 
من جانبه، قال جمال مأمون، المحامي، إنه «لابد من الكشف عن باقي أفراد العصابة، وباقي الأطفال المخطوفين، والذين يتم استخدامهم في التسول في الطرقات والأماكن العامة»، مشيرًا إلى أن «أحد الأطفال اعترف باعتداء المتهم عليه جنسيًا، أما الأخر فلا يعي ما يحدث حوله نظرًا لظروفه العقلية».
 
وقررت النيابة العامة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة وملابساتها.