مكسيم عبد المسيح

+ النجاح فى الخدمة هو النجاح فى تقديم المسيح للمخدومين كمحب وصالح وقدير فى كل حين ، إن نجح الخادم فى تحقيق ذلك استطاع أن يقدم للكنيسة والمجتمع جيل مشهود له بقوة الإيمان ودماثة الخلق والاستماتة من أجل سواد الحق و جذب البعيدين عن الاستقامة والنور إلى حيث تكون السلامة ومعرفة المسيح ، وإن فشل فى ذلك ضاع كل أمل فى ظهور جيل مقدس له القدرة على تبعية المسيح بالروح والحق ..

+  كل خدمة لا يكون فى قلب القائمين عليها الرغبة فى البنيان لا يمكن أن تحقق ثمر يبقى ويدوم ، كذلك كل خادم للمسيح لا يحمل فى داخله نار الغيرة المقدسة لا يقدر أن يشعل فى القلوب نار الرغبة فى البنيان ، وكل عمل كنسي لا يحمل ضمن أهدافه تحقيق البينان سيبقى سببا فى دينونة من قام به ، وإن كان هذا القائم بالعمل رجل معجزات و يتمتع بحياة ممتلئة من المعرفة والمواهب والإنجازات ..

+ بنيان الكنيسة ليس هو عمل الرعاة وحدهم ، بل هو عمل الرعاة و الرعية معا ، لأنه لا يمكننا رؤية المسيح وسط الكنيسة مع انعدام عمل الراعي من جهاد وسهر ويقظة وغيرة و إبوة حكيمة ، كما لا يمكننا رؤية المسيح فى ظل غياب رغبة الرعية فى التوبة والحياة فى ظل طاعة الحق والشهادة للإنجيل وإكرام الصليب ..

+ فى محضر الله اسكب ضعفاتك بكل قوة ، وفى حضوره لحياتك ستنال قوة بكل يقين ...

+ إنكار الذات هو الطريق لوحدانية الفكر والرأى ، ومن ثم القلب ، ومتى غابت عن علاقاتنا الممارسة الدائمة لإنكار الذات غابت معها القدرة على الوصول إلى وحدانية الفكر والرأى والقلب، ومتى أشرقت على علاقاتنا شمس الممارسة المستمرة لإنكار الذات كلما أنبا ذلك انتصارات وامجاد وبركات لا أستطيع أن أعبر عنها ، ولكن أستطيع القول بانها ستكون سببا فى تغيرنا بالكلية إلى مستوى مجد أولاد الله المستحقين للبركة والموعد والخلاص  ..

+ إذا تقدمت لخدمة الرب فراجع نفسك أولا، فربما تحتاج أولا وحتما لرؤية ما في داخلك من شر وغرابة ولاايمانية ، الأمور التي إن دخلت معك في الخدمة ستظهرك كطفل في الإيمان تحتاج أن يعلمك أحد أبجدية الحياة الروحية..

+ سعينا بروح الأنانية لا يخدم تحقيق أدنى بنيان ، لأنه إما أن نسعى بروح الأنانية ونخسر كل مجد وارتقاء وأمل فى الوصول إلى ما نرجوه من أهداف وإنجازات ، وإما أن نؤمن بان المحبة هى سر كل نجاح وانتصار وسعادة فنحظى بما لا يمكن ان تُعبر عنه الكلمات من بركات ومراحم وأفراح ، وعلينا أن نختار الطريق التى نرغب أن نسلك فيها لكى نصل إلى ما يناسب اختيارنا ، لأنه حسب الرغبة سيكون السلوك وحسب الاختيار سيكون المصير ..

+ إن لم تستطع أن تكون قطبا فى الكرازة فلا تكون سببا فى شرود احد من حظيرة الإيمان ، وإن لم تكن قد بدأت فى مساعدة الاخرين للدخول فى الإيمان وملكوت الله فلا تكون عنصرا فى مقاومة الذين يرغبون فى رضا الله وخلاصه ، وإن لم تكن لك الغيرة المقدسة التى تجعلك سفيرا للحق والإيمان ، فلا تكون مناهضا لعمل الله وخطته فى خلاص الاخرين ، وإن لم تكن تواقا لرؤية مجد و انتصار أولاد الله فلا تكون آلة الشيطان التى يستخد.مها لتدمير سعادة وتعب ومثابرة أبناء الملكوت ، وإذ لم تكن بعد مثل بولس محبا وعاملا من أجل امتداد ملكوت الله والكرازة بالإنجيل فلا تكون من الذين أعطى لهم السيد الويل من أجل رفضهم لملكوت الله ومنع الاخرين من دخوله وإن لم تكون غيورا على الحق مثل المعمدان و السامرية وبولس فلا تكون سبب معاناة المؤمنين مثلما كان ديوتريفس وكل الهراطقة.

+ من هو المسؤول عن ظهور جيل لا يعرف قيمة الوصية المقدسة وروعة الحياة الأبدية مع المسيح سوى راعي لم يبالي بملء الروح ودوره فى اقتياد رعيته إلى النور والحق والاستقامة ومحبة الله أكثر من الكل ، ورعية شغلتها العواطف والماديات وأفكار الجهل والتخلف وعدم الانتباه لخطورة المكتوب " "مَنْ أحَبَّ أبًا أو أُمًّا أكثَرَ مِني فلا يَستَحِقُّني، ومَنْ أحَبَّ ابنًا أو ابنَةً أكثَرَ مِني فلا يَستَحِقُّني" ( مت10: 37 ) .. إن كنيستنا أصبحت كنيسة مريضة هزيلة شائخة لغياب سعي الرعاة فى امتلاؤها بالروح وجيلنا أصبح جيل فاتر ومغلوب وضعيف لتجاهله الامتلاء بما هو قادر أن يشبعه ويصيره مقتدرا منتصرا مباركا ، ملء الروح القدس ..

+ مباركة النفس التى كانت سبباً فى خلاص الشاردين والخطاة وردهم للحق والبر ومعرفة المسيح ، لأن كلمة الوعد هي هذه " و الذين ردوا كثيرين إلى البر كالكواكب الى ابد الدهور " (دا 12 : 3) ، فنعماً لكل من تعب ومازال يتعب ويجتهد فى البحث عن الخاطىء والضال والشارد والضعيف والجريح ، من أجل إحضارهم لحظيرة الإيمان بالمسيح ونموهم فى معرفة الحق.

+ لا يمكن فصل النجاح فى الكرازة عن إنكار الذات والرغبة الحاضرة باستمرار فى مجد اسم المسيح ، فكلما وضع الإنسان ذاته من أجل الله وخلاص الآخرين كلما زاد مجد الله ونجاح الكرازة ، وكلما أهمل الإنسان في إنكار ذاته من أجل الله وخلاص الآخرين كلما زاد فشل كرازته وسُحق تحت عجلة الحرمان والصغر واليأس .. إن آبائنا الرسل الأطهار هم أروع دليل فى تاريخ البشرية لأناس نجحوا فى أداء رسالتهم المباركة على أكمل وجه ، والسبب هو سعيهم لا لمجد أنفسهم بل لمجد اسم المسيح ، والمسيح وحده ..

+ إحدى علامات القوة فى الخدمة الاجتهاد المستمر من الخادم لرؤية حضور واضح وقوي ومستمر للمسيح فى حياة مخدوميه والنجاح فى تحقيق ذلك ، لأنه أما أن يجتهد الخادم من أجل الوصول إلى ذلك فيحصد فرحا وسلاما وثمرا يبقي ويدوم ، وإما أن يجتهد فى تمجيد ذاته وإشعار الآخرين بوجوده وبما يملكه من مواهب وانجازات فتتخلى عنه النعمة وتتباعد مؤازرة الروح عن مساندته وتأييده ، الأمر الذي سيُحلق به سريعا مزيدا من الصغر والفشل والانكسار ، والخادم هو المسئول عن الصورة التى ترسخ فى أذهان مخدوميه عنه وعن طبيعة خدمته ، بل وعن المسيح الذي يكرز به أيضا !

+ لا قيمة لشاطك في الخدمة إن لم يكن مشفوعا بالصلاة والتأمل ودراسة الكلمة ، بكل أمانة واهتمام ومواظبة ، فما الفائدة من سعيك وتعبك وكفاحك البدني فى الخدمة إن لم تكن لك صلواتك الخاصة التى تنال بسببها القوة والمعونة والامتلاء ؟ وما الفائدة من خدمتك الليلة والنهارية إن لم تكن للخلوة الروحية جزء من وقتك اليومي تتأمل فيها ما يجعلك اهلا لمجاوبة كل أحد بكل قناعة وإيمان وحكمة ، وما الفائدة من تعبك اليومي فى كرم الرب إن كنت متجاهلا لكلمة الله القادرة أن تحمل لحياتك الشبع والاستنارة والتجديد ، إن النشاط فى الخدمة ليس دليلا على تأييد الروح للخادم والخدمة ولكن ما يفعله الخادم من ممارسات روحية لأجل بنيان الخدمة يذكيه للمواهب التى تهب له التأييد ، ومن ثم وفرة الثمر