مريم عادل تكتب عن بسماتيك الأول بطل تحرير مصر من الآشوريين
بسماتيك الأول” هو إبن الملك “نخاو الأول” وهو مؤسس الأسرة السادسة والعشرين وهو بطل تحرير مصر من الآشوريين، وقد حكم بسماتيك الأول من 663 ق.م حتى عام 609 ق.م.

كفاح بسماتيك ضد الآشوريين
لقد بدأ الملك بسماتيك كفاحه لتحرير دلتا مصر بعد هزيمة طهارقه فى اواخر حكمه من الأشوريين بقيادة “أسرحدون” و “أشور بنى بعل” ف قد استطاع طهارقه فى وقت سابق أن يسحق جيش الأشوريين بقيادة قائدهم “سنحاريب” وصدهم عن دخول أرشاليم (القدس حاليا) ف قرر “أسرحدون” والملك “اشور بنى بعل” أن ينتقموا من الفراعنة بعد سلسلة الهزائم التى أنزلها عليهم “طهارقه” ملك مصر و بالفعل انتظر الأشوريين و ظلوا يراقبون مصر حتى شعروا بضعفها ثم انقضوا على مصر و سيطروا عليها و استطاع طهارقه أن يتحصن فى جنوب مصر (النوبه و أسوان).

إحتلال الآشوريين للدلتا
بعد أن سيطر الأشوريين على دلتا مصر قام أشور بنى بعل ملك أشور بتعيين أحد أبناء مصر ليكون حاكما للدلتا على أن يكون تابعا للإمبراطوريه الأشوريه و ذلك الحاكم هو نكاو الأول و بعدها انفصلت جنوب مصر عن دلتا مصر بعد أن ظن الجنوب بأن نخاو الأول تابعا للآشوريين و لكن جنوب مصر بقيادة “تانوت أمانى” خليفة طهارقه , كانوا مخطئين فقد كان نكاو يغلى من داخله بسبب خضوع مصر للإمبراطوريه الآشوريه فقرر نخاو أن يكون الكفاح كفاحا سريا فبدأ بإعداد سلاحه المدمر و ذلك السلاح هو إبنة بسماتيك الأول.

وبالفعل قام نكاو بإعطاء أوامره للقاده التابعين له بوضع ابنه بسماتيك الأول فى بيئة عسكريه بحته و قاسيه حتى يصبح مجرما فى الحروب على أن يكون ذلك فى الخفاء بعيدا عن أعين الآشوريين فقد كان نكاو الأول معروفا بحكمتة فهو يعلم أنه غير قادر على أن يخوض حربا مفتوحه ضد إمبراطوريه فى حجم الآشوررين فذلك يعد انتحارا سيؤدى فيما بعد لسقوط عرش الفراعنة.

أعمال الملك بسماتيك الأول السرية فى مصر
بعد أن اشتد قوام الصبى بسماتيك و أصبح مؤهلا كما خطط أبيه نكاو , إعتلى بسماتيك الأول عرش مصر بعد موت أبيه فى معركة أقحمه فيها الآشوريين بالقوه و أجبروه على دخولها، فقام بسماتيك الأول بعد إعتلاء عرش مصر بأمور سريه فقام بالجمع بينه و بين أصول أمه النوبيه فتزوج من إبنة طهارقه النوبى ليوحد شمال و جنوب مصر ثم استفاد بتوثيق علاقاته العميقة لأبيه نخاو مع القبائل الليبية التى كانت تحكم غرب الدلتا.

وبذلك استطاع بسماتيك أن يوحد مصر من جديد فى الخفاء دون أن يشعر الآشوريين بشئ مستغلا إنشغال الآشوريين فى مصراعات داخليه على الحكم و لم يكتفى بذلك فقط بل أنه استفاد بعلاقة أجداده مع حكام الإغريق فأقام لهم مدينة كامله لهم فى غرب الدلتا لتكون مركزا للتبادل التجارى تسمى و تبادل الثقافات بين الفراعنة و الإغريق فأصبحت تلك المدينة يونانية بعنى الكلمه و سماها بإسم يونانى و هى مدينة نقراطيس , تعجب أمراء الإغريق لما فعله بسماتيك الأول فقرروا أن يمدوه بفرقتين يونانيتين من المقاتلين من المقاتلين الإغريق الأقوياء.

لم يتبقى بسماتيك الأول سوى أن ينقض على جيش الإمبراطوريه الآشوريه و ينتقم , و بالفعل سحق الجيش المصرى بقيادة بسماتيك الأول جيش الآشوريين و قتل جميع الحامية و الفرق الأشوريه المتواجده فى حدود مصر و الدلتا  و طرد الأشوريين نهائا من مصر و استقل بحكمها و بذلك أسقط الفراعنة عرش الآشوريين فى الشام و كانوا عاملا أساسيا فى زوال تلك الإمبراطورية حيث تم تقسيم بقايا الإمرباطوريه الآشوريه بين الفراعنه والكلدانيين (البابليين) و الفينيقيين (الفلسطينيين) وأمراء مملكة الميتانى (السوريين) و بعدها.

الإكتشافات المعمارية بسماتيك الأول أمر الفرعون بسماتيك الأول بإنشاء مدينه عسكريه ضخمه و محصنه على حدود مصر بعد أن تمكن من هزيمة الآشوريين الى جانب إصداره لؤامر بترميم بعض الحصون التى تعود الى أجداده من الأسره الثامنه و التاسعه عشر لحماية حدود مصر من التهديدات الخارجيه , و هذا ماتم الكشف عنه حديثا عن طريق علماء الأثار و المصريات حيث:

أعلن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية السابق الدكتور زاهي حواس عن إكتشاف أكبر مدينة عسكرية محصنة تعود للأسرة 26 (664 – 625 قبل الميلاد) غربي قناة السويس فيما يعتبر أضخم منشأة عسكرية شرقي الدلتا.

وذلك فى يوم الثلاثاء 30 يونيو عام 2009 وقد أشار إلى إن “البعثة المصرية العاملة في تل دفنة التابعة لمحافظة الإسماعيلية كشفت عن بقايا أكبر مدينة عسكرية من عصر الأسرة 26 بمنطقة آثار تل دفنة بين بحيرة المنزلة غربا وقناة السويس شرقا”.

إستخدمت فى صد هجمات المعتدين، وعلى وجه الخصوص فى عصر الملك بسماتيك الأول (664 -610 ق.م) والذى انشأ عددا من التحصينات العسكرية القوية فى هذه المنطقة لصد هجمات الآشوريين.