محمد حسين يونس
الكائنات الحية .. عليها.. أن تسعي منذ الميلاد حتي الفناء .. لتؤمن مصادر إستمرار حياتها . حتي الجرثومة .. غير المرئية .. عليها أن تجد الوسط الملائم .. لتواجدها و نموها و تكاثرها و تقاوم كل العوامل غير المواتية بما في ذلك مخترعات البشر المهلكة ..

يشذ عن هذا نوعين .. ( البرازيت ) الطفيلي .. و (المستأنس) بواسطة الأخرين ليؤدى دور معين .. فكلاهما يجد رزقه بسهولة و دون مخاطرات واسعة إلا عدم رضاء العائل .

هل تتصور نفسك خارج هذا القانون .. ؟؟
الإنسان منذ بداية تكوينه حتي مغادرتة .. عليه أن يعيش في كبد و معاناة توفير الأمن و الدفء و الطعام و الشراب .. و التحقق .. يفعل هذا منفردا .. أو في جماعات ..إلا في حالة نموه داخل رحم الأم (طفيلي ).. أو فترة حضانته ( مستأنس ) .. ثم يبدأ طريق المعاناة و الكبد .. التي تنتهي بزمن الضعف و الشيخوخة و الإحتياج لحاضن جديد .

الإنسان الوحيد .. شديد الضعف .. و لكن كجزء من مجتمع هو في حال أفضل ..و كجنس بشرى هو شديد القوة و الجبروت ... و مع ذلك فهو يميل للوحدة .. و توفير الطاقة (الكسل ) .. و يحلم بمن يعيلة أو يعتني به .

الإنسان يتميز عن باقي الكائنات بقدرته علي الإدراك و الفهم و تغيير مصيرة و مسيرة ..و قدرته علي إختلاس الراحة و الهدوء و الإستمتاع .

حقائق ينساها الناس رغم أنهم يزاولونها و يكررونها مع مرور الأيام ...

عندما أنظر للرجال الناضجين .. المرصوصين بين أحدهم و الأخر عدة أمتار .. يقفون في الحر و البرد لساعات .. ينظرون للاشيء .. و يفعلون لاشيء ..( كما لو كانوا كائنات مستأنسه) دورها مجهول... إلا إنتظار تشريفة .. رجل أخر سيمر من أمامهم .. و عليهم تأمين طريقة.. أتعجب .. هذا الواقف يتملل رجل .. و هذا الراكب في عربة مصفحة .. رجل .. و لكن هناك بون واسع بين الإثنين ..

من الذى يقدر .. هذه الفروق .. و يسمح بها ..هل هو العلم .. القوة .. الحيلة .. أم هو الميراث الذى يجعل أحدهم وارث يتمتع بالراحة وتوفر أسباب الحياة لا يشتكي إلا من سوء الهضم لطفاسته .. و الأخر شقيان يعمل معظم ساعات النهار .. و لا يحصل علي قدر كاف من إحتياجاته الحيوية .

هل عيشة البرازيت( جراثيم .. حشرات .. بشر ) الذى يتمتع بنتاج عمل الأخرين ..من هؤلاء الذين يمتلكون المليارات ..القادمة من غير جهد .. أفضل ..

أم أنها بذلك تصبح كائنات مطلوب التخلص منها عندما يعي العائل أنها تعيش علي إمتصاص دمه.

إنها الحياة .. البعض يكد و يتعب و يجد قوته بصعوبة .. و البعض طفيلي يعيش علي جهد الأخرين و يتمتع بوافر العطاء من دم العائل .. و ثالث .. إرتضي لنفسة أن يكون مدجنا ..لا يعرف سببا لوجودة ..ينتظر كرم .. مدجنية ..

أنظر حولك .. لترى أننا كبشر لسنا شذوذا للقاعدة . ( عامل يكد و يتعب .. طفيلي يعيش علي دم العائل .. مستأنس كسول ينتظر العطاء ) ..المشكلة تظهر عندما تزيد أعداد الطفيلين و المستأنسين عن العاملين ..فالكل جائع .. و الطعام قليل .