في مثل هذا اليوم 12 نوفمبر1908م..
عباس حلمي الثاني (اشتهر عباس حلمي پاشا) (و. 14 يوليو 1874 - ت. 19 ديسمبر 1944)، هو آخر خديوي لمصر والسودان، من 8 يناير 1892 حتى عزله في 19 ديسمبر 1914). عباس حلمي الثاني خديو مصر '> مصر الأخير 1892-1914.

كان عباس حلمي الثاني أكبر أولاد توفيق باشا وحاول أن ينتهج سياسة إصلاحية ويتقرب إلى المصريين ويقاوم الاحتلال البريطاني فانتهز الإنجليز فرصة بوادر نشوب الحرب العالمية الأولى وكان عباس خارج مصر '> مصر فطلبوا منه عدم العودة إلى مصر '> مصر وفرضوا عليها الحماية رسمياً وخلعه الإنگليز في 19 سبتمبر 1914، وطلبوا منه عدم العودة ونصبوا عمه حسين كامل سلطانًا على مصر '> مصر بدلًا من أن يكون خديوي. وفرضوا على مصر '> مصر الحماية رسميًا.

في 12 نوفمبر 1908 عين بطرس غالى باشا رئيساً لوزراء مصر '> مصر وقد كان بطرس غالى باشا يتولى وزير خارجية في الوزارات السابقة وقد كان سعد زغلول باشا وزير المعارف في هذه الحكومة وفى نفس السنة أصبحت جلسات مجلس الشورى علنية بعد ان كانت سرية وقرروا لأول مرة في تاريخ مصر '> مصر أن من حق أعضاء المجلس سؤال أى وزير عن أعماله وأخطاؤه .

بطرس باشا نيروز غالي (و. 1846 - ت. 20 فبراير 1910)، رئيس وزراء مصر '> مصر من 1908 حتى 1910.

ولد في بلدة الميمون بمحافظة بني سويف سنة 1846، وكان والده غالي بك نيروز ناظرًا للدائرة السنية لشقيق الخديو إسماعيل في الصعيد.

التحق بطرس غالى في صغره بأحد الكتاتيب كغيره من المصريين حيث تعلم مبادئ القراءة والكتابة ثم التحق بالمدرسة القبطية بالقاهرة، ثم انتقل إلى مدرسة البرنس مصطفى فاضل، وكانت تلك المدرسة تهتم بتدريس اللغات فأتقن الإنجليزية والتركية. تلقى تعليمه في كلية البابا كيرلس الرابع.

عُين مدرسًا بالمدرسة القبطية بالقاهرة، لكنه سافر بعد ذلك في بعثة إلى أوروبا لتلقى تعليمه العالى هناك. عندما عاد بطرس من أوروبا عمل في الترجمة بالإسكندرية، وعندما قامت الثورة العرابية في مصر '> مصر بقيادة أحمد عرابى كان بطرس من أنصارها ومن المنادين بالتفاوض مع الخديو، ولذا اختير ضمن وفد المفاوضة للتفاوض مع الخديو باسم العرابيين.

نشأ محبا للإنجليز مما مهد لعمله في وزارة مصطفى فهمي باشا الذي وصفه الإنجليز بأنه "إنجليزي أكثر من اللازم ومصري أقل من اللازم".

المناصب التي تولاها:
كان بطرس غالى هو أول من يحصل على رتبة الباشاوية من الأقباط. صعد نجم بطرس غالى سريعًا. في عام 1893 تولى نظارة المالية في بداية عهد الخديو عباس حلمى الثانى في نظارة رياض باشا التى استمرت حوالى عام، ثم لم يلبث أن أصبح ناظرًا للخارجية، في النظارة الثالثة التى شكلها مصطفى فهمى باشا الذى كان يعتبر رجل الإنجليز في مصر، واستمر في نظارة الخارجية ثلاثة عشر عامًا من 12 نوفمبر1885 حتى 11 نوفمبر 1908 وهى أطول فترة يشغلها ناظر في هذا المنصب الكبير. كوزير للخارجية صاغ ووقع على إتفاقية الحكم الثنائي الإنجليزي المصري للسودان عام 1899. كرئيس وزراء، وافق على تمديد إمتياز شركة قناة السويس 40 عاماً إضافية من 1968 إلى 2008 في نظير 4 مليون جنيه تدفع على أربع أقساط. تمكن محمد فريد من الحزب الوطني من الحصول على نسخة من المشروع في أكتوبر 1909 ونشرها في جريدة اللواء،

وطالبت اللجنة الإدارية للحزب الوطني بعرض المشروع على الجمعية العمومية، فاضطر المسئولون تحت الضغط إلى دعوة الجمعية التي رفضت المشروع.

رئاسته الوزارة:
حكومته:

"تشكيل الحكومة من 12 نوفمبر ١908 - 21 فبراير 1910"
الوزير الوزارة
اسماعيل سري نظارة الأشغال العمومية، نظارة المعارف العمومية
بطرس باشا غالي نظارة الخارجية
حسين باشا رشدي نظارة الحقانية
سعد باشا زغلول نظارة المعارف العمومية
محمد سعيد باشا نظارة الداخلية

اتهامه:
اتهم بمحاباة الإنجليز حين صادق، كوزير العدل المؤقت، على أحكام محكمة دنشواي بإعدام 6 فلاحين مصريين تحرشوا بجنود بريطانيين كانوا قد قتلوا عجوز مصرية أثناء صيدهم للحمام.

كان بطرس باشا غالى رجل دولة تحمل على عاتقه فترة من أصعب فترات التاريخ المصرى في ظل غطرسة الاحتلال البريطانى، فقد فاوض الإنجليز على تخفيف أحكام دنشواى وحمل أوزار قدرته على مواجهة الإنجليز بالتفاوض أو المراوغة، طبقًا لما أشارت له الوثائق الإنجليزية التى جرى الإفراج عنها، إلا أن تصدره المشهد السياسى جعله في واجهة الحياة السياسية، وتعاون معه وطنيون كسعد زغلول، وشُهد له بالكفاءة في إدارة النظارات (الوزارات) التى أسندت له، وبالكفاءة كرجل دولة تولى رئاسة الوزارة، ولم يلق اختياره كرئيس للوزراء أى اعتراض بوصفه قبطيا بل لقى ترحيباً من كل المصريين،

عندما عهد الخديو عباس حلمى الثاني لبطرس باشا غالى برئاسة النظارة في 12 نوفمبر1908، نوقش في كونه قبطيًا وهذا قد يثير اعتراض المسلمين، فأجاب الخديو على الفور بأن مصر '> مصر شهدت نوبار باشا رئيسًا للوزارة وقد كان مسيحيًا وأجنبيًا، أما بطرس غالى فهو على الأقل مصرى، كما كان بطرس غالى رجل سلم وعمل، نشط في مجال السلم والوساطة. لكن شابت علاقته بالحركة الوطنية خاصة الحزب الوطنى شوائب أثرت بالسلب على صورته منها اضطراره لتوقيع اتفاقية السودان في 19 يناير 1899، وترؤسه لمحكمة دنشواى الخاصة التى انعقدت يوم 23 نوفمبر عام 1906، بعث قانون المطبوعات 20 مارس 1909، دوره في مشروع مد امتيازقناة السويس.

اغتياله:
مع تنامي الحركة الوطنية بمصر تحت شعار "مصر للمصريين"، أصبحت سياسات بطرس غالي شديدة الولاء لبريطانيا بؤرة لنقمة الوطنيين المصريين. وفى الساعة الواحدة بعد الظهر يوم 20 فبراير 1910، خرج بطرس غالى من غرفته في ديوان الخارجية بصحبة حسين باشا رشدى ناظر الحقانية، وفتحى باشا زغلول (وكيل الحقانية)، وعبدالخالق ثروت (النائب العمومى)، وأرمولى بك التشريفاتى بالخارجية، ثم فارق من كانوا معه عند السلم الخارجى، وبينما هو يهم بركوب عربته اقترب منه هذا الفتى ابراهيم نصيف الورداني، الصيدلي الشاب العائد حديثا من انجلترا بإغتيال بطرس غالي، متظاهرًا بأنه يريد أن يرفع له عريضة وأطلق عليه رصاصتين أصابته إحداهما في صدره، وما كاد يلتفت خلفه ليرى صاحب هذه الفعلة حتى أطلق عليه الفتى ثلاث رصاصات أخرى أصابت عنقه من الخلف واثنتين في كتفه، وأطلق رصاصة سادسة أصابت ثيابه.

علاجه:
استدعى الدكتور سعد بك الخادم فأخذ يسعفه ويخرج الرصاصات من العنق والكتف، وأفاق قليلاً وكان في النزع الأخير، فحمل إلى مستشفى الدكتور ملتون بباب اللوق، وفور وصول بطرس باشا غالى إلى المستشفى اجتمع حوله 15 طبيبًا من كبار الأطباء في مصر، وقد رأوا في بادئ الأمر عدم إجراء عملية له لكن في النهاية تم إجراؤها لإخراج الرصاصات الباقية.

ولما وقف الخديو عباس حلمى الثانى على هذا النبأ بلغ منه التأثر ومن رجال الحاشية مبلغه نظرًا لما كان يتمتع به بطرس باشا من ثقة الجناب العالى ومحبته له، وأصدر سموه أوامره في الحال تليفونيًا إلى فتحى باشا زغلول باتخاذ جميع الوسائل الممكنة بكل سرعة للعناية به، وقد زار سموه بطرس غالى، ودخل عليه في غرفته وقبله في وجهه والدموع تملأ عينيه، وكان بطرس باشا قد تنبه قليلاً، فجعل يقول: «العفو يا أفندينا.. متشكر.. العفو يا أفندينا.. متشكر». وأمر الخديو أن تبلغ له الأخبار لحظة بلحظة.

وفاته:
بعد انتهاء العملية لإخراج الرصاص ارتاح بطرس غالى نوعًا ما، ولكن الألم ازداد بعد قليل وارتفعت حرارته، وأصبح في خطر قريب، ولم تأت الساعة الثامنة والربع مساء حتى أسلم الروح بين بكاء الحاضرين في الساعة السابعة والدقيقة 45 من صباح يوم الاثنين 21 فبراير سنة 1910 ثم عقد مجلس النظار برئاسة الجناب العالى في سراى عابدين وقرر تعطيل نظارات الحكومة وجميع مصالحها والمدارس الأميرية إلى أجل غير مسمي. وكذلك تنكيس الأعلام على الثكنات العسكرية ودور الحكومة حدادًا على فقيد مصر '> مصر العظيم.!!