في قرية بسيطة بمحافظة الغربية، عاش الشاب أحمد مبروك، وتخرج في أحد معاهد التمريض الخاصة، الذي أهله للعمل في أحد المستشفيات، إلا أن القدر انتظره في القطار المتجه من كفر الزيات إلى طنطا، وانتهت حياته بالسقوط من القطار بعد مشادة مع الكمساري بسبب غرامة تدخين.

محمد عتمان، صديق الضحية ومن أهالي قريته "كفر الشيخ علي" التابعة لمركز كفر الزيات بالغربية، قال: إن "أحمد" جاره وصديقه وكان زميله بمعهد التمريض الخاص، قبل أن يعمل كل منهما في مستشفى مختلف بعد التخرج.

عتمان: والدته منهارة تماما ومش قادرة تتكلم
وأضاف لـ"الوطن": أنه يعيش رفقة والدته، حيث يعيش شقيقه الأكبر في ليبيا منذ فترة، كما أن والده متوفي وشقيقتاه متزوجتان، وكان يرعى والدته وينفق عليها، لافتًا إلى أنه شخص ودود، مؤكدًا: "أحمد كان طيب ومش بيتكلم كتير أصلا وخجول"، وكان في علاقة خطوبة منذ فترة قبل أن يتم فسخها.


وتابع: أنه في الوقت الحالي ما زال ينتظر الجثمان أمام مستشفى المنشاوي في طنطا، وأن والدته في حالة انهيار تام، ولا تستطيع الحديث.

إبراهيم: كان بيشتغل على "توكتوك" علشان يحسن حالته ويقدر يراعي والدته ويشطب شقته
أما إبراهيم خميس، أحد أهالي القرية، قال: إن "أحمد" كان معروفًا بحسن الخلق في القرية وحب الناس له، حيث كان يخدم الجميع وفقًا لمهنته كممرض، ولا يتعاطى مقابلًا لذلك، كما أعلن عبر صفحته الشخصية.


وتابع في حديثه لـ"الوطن": أن حالة "أحمد" المادية سيئة، لذلك كان يعمل على "توك توك" بعد نهاية عمله في المستشفى لتزويد دخله، لأنه ينفق على والدته بعد وفاة والده واستقلال شقيقه الأكبر بأسرته.

وواصل: أنه بسبب ظروفه المادية الصعبة "بيشطب شقته أوضة بأوضة"، مدللًا على حالته المادية الصعبة باستقلاله القطار من كفر الزيات إلى طنطا مقابل جنيهين، بدلًا من الميكروباص مقابل 5 جنيهات.

أسماء: بيشتغل معانا من سنتين عمره ما عمل مشكلة مع حد

أما أسماء الشرقاوي، إحدى ممرضات مستشفى السلام الخاص بكفر الزيات، الذي كان يعمل به الراحل، قالت: إنه يعمل معهم منذ عامين، ولم يدخل في خلاف أو مشكلة مع أحد، والجميع يحبه داخل المستشفى.

وأكدت لـ"الوطن": أن معظم العاملين بالمستشفى ينتظرون جثمانه أمام مستشفى المنشاوي بطنطا، حيث يعتبره الجميع "أخوهم الصغير"، لافتةً إلى أن العاملين بالمستشفى كان يقدرونه كثيرًا، نظرًا لأنه كان مسئولًا عن والدته وشقيقته، فبل أن تتزوج.