ورحل صغير النمر الأسود.. هيثم، نجل الفنان القدير الراحل أحمد زكي والفنانة العذبة الرقيقة الراحلة هالة فؤاد، عن عمر يناهز الخامسة والثلاثين، فلم ينه بعد عقده الرابع، الا ان القدر اختاره ليرافق والده ووالدته في الحياة الآخرة.

 
ليلة حزينة على الوسط الفني، ومرهقة للأجهزة الامنية التى قضت ليلتها داخل شقة الراحل منذ ساعات الصباح الأولى وحتى نقل الجثمان الى مشرحة زينهم في الصباح.
 
بلاغ تلقته الاجهزة الامنية بالجيزة من خطيبة وخالة الفنان هيثم بأنه داخل شقته ولا يجيب عن اتصالاتها الهاتفية، وعلى الفور شكل اللواء محمود السبيلي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة فريق بحث، بإشراف اللواء عاصم أبوالخير مدير المباحث الجنائية، وبقيادة اللواء طه فوده رئيس قطاع مباحث أكتوبر، لكشف اختفائه، وانتقل على الفور إلى مسرح الواقعة العميد عمرو حجازي مفتش المباحث وبرفقته المقدم أحمد صبري رئيس مباحث ثان الشيخ زايد، وعقب استئذان النيابة العامة تم كسر باب الشقة الكائنة في كومبوند بيفرلي هيلز ليعثروا عليه ملقيا على الأرض في الحمام وقد فارق الحياة.
 
وتحرت الأجهزة الأمنية فحص الواقعة بعدما أشارت التحريات الأولية ومناقشات خطيبته أنه كان مريضا منذ يومين وتوجه للطبيب وعاد إلى شقته التي يقيم فيها بمفرده وعندما حاولت مرارا الاتصال بها للاطمئنان إليه لم يجبها فانتابها القلق واتصلت بخالته التي قررت اللجوء للشرطة خاصة أنه لم يظهر طوال اليوم حتى عثروا عليه متوفى.
 
وانتقل فريق من نيابة الشيخ زايد بإشراف المستشار عبد المجيد القصاص، المحامي العام لنيابات أكتوبر، لمعاينة الشقة، حيث أسفرت المعاينة التي أجراها إسلام شاكر، وكيل نيابة أول وثانٍ الشيخ زايد برئاسة المستشار علي وشاحي، رئيس النيابة، عن سلامة كافة منافذ الشقة، وعدم وجود بعثرة بمحتوياتها، كما تبين عبر مناظرة النيابة لجثمان الفنان عدم وجود إصابات ظاهرية بأنحاء جسده.
 
واستكمل فريق النيابة التحقيقات داخل ديوان قسم الشرطة، حيث تم الاستماع إلى أقوال أفراد أمن استغاث بهم الفنان فجر يوم الأربعاء لشعوره بالمرض وإصابته بحالة إعياء حيث أصيب بحالة قيئ شديدة فقاموا بمساعدته للتوجه إلى صيدلية داخل نطاق الكمبوند وحقنه الطبيب فيها بدواء ثم أعاده أفراد الأمن إلى شقته وصعد إليها.
 
وقالت خطيبة الفنان إنها كانت تتواصل معه هاتفيا للاطمئنان إليه وآخر مكالمة بينهما كانت الساعة الرابعة فجر يوم الأربعاء وبعدها لم يجب عن هاتفه تماما حتي استبد بها القلق واتصلت هاتفيا بخالته التي اعتادت التوجه للاطمئنان إليه وأبلغا أمن الكمبوند، وتم الاتصال بالشرطة لكسر باب الشقة، وأشارت التحريات إلى أن مساعد الفنان كان أحيانا يبيت معه بالشقة إلا أنه لم يكن برفقته تلك الليلة.
 
وفي الصباح أمرت النيابة بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثمان وذلك لتحديد أسباب الوفاة، وقررت النيابة نقله إلى مشرحة زينهم لإجراء عملية التشريح ثم إنهاء التصاريح اللازمة بالدفن عقب الانتهاء من التشريح.
 
وكشفت التحقيقات عن مفاجأة في وفاة الفنان حيث تم العثور على مكملات غذائية يتناولها الفنان أثناء التمرين، وأسفرت المعاينة التي أجرتها النيابة، عن وجود "مكمل غذائي"، كان يتناوله الفنان بسبب ذهابه إلى "الجيم".
 
ورجحت التحريات والتحقيقات أن وراء إصابة هيثم بـ"مغص"، تناول تلك المكملات الغذائية، مع ضعف تناول الطعام، وهو ما سبب له حالة إعياء شديدة قبل وفاته بيوم واحد.
 
وأضافت التحريات والتحقيقات أنه عقب شعور هيثم بالإعياء توجه إلى صيدلية وقام بشراء كمية من الأدوية.