كتبت - أماني موسى
قال الكاتب د. ثروت الخرباوي، القيادي السابق بالجماعة، أن للإخوان قصة طويلة مع القوى الناعمة والأذرع الأخطبوطية، يجب أن نحكيها ونتوقف عندها لنعرف كيف تتحرك هذه الجماعة حتى فى أوقات ضعفها.
 
مضيفًا في تدوينة عبر حسابه بالفيسبوك، بدأت قصة القوى الناعمة للإخوان منذ أن أنشأ حسن البنا جماعته، وكانت وسيلته فى ذلك الصحف والمجلات التى أطلقها وجعلها لسان حال جماعته، ولعل معظم الناس لا يعلم أنه كانت لجماعة الإخوان شبكة إذاعية خاصة فى الأربعينيات من القرن العشرين، وكانت لها أيضًا عشرات المدارس الخاصة التى أصبحت قبل ثورة يناير ٢٠١١ أكثر من ألف مدرسة فى أنحاء الجمهورية، كما أنه كان لها فى أوائل الأربعينيات مسرح، وكان الذى يشرف عليه عبدالرحمن البنا شقيق حسن البنا، وللتاريخ فإن بعض نجوم هذا المسرح أصبحوا نجومًا فى مجال التمثيل والإخراج بعد ذلك.
 
وأستطرد، ولم يكن غرض القوى الناعمة للإخوان الارتقاء بالقيم العليا للمجتمع، ولكن كان هدفهم «أخونة المجتمع ثقافيًا وفكريًا وسياسيًا»، بحيث يصاب معظم الشعب بـ«حالة التأخون اللاإرادى»، وهى حالة قد نجدها ماثلة أمام أعيننا فى كثير من الأشخاص يقفون ضد الإخوان، إلا أنهم من الناحية الواقعية يعبرون عن أفكار الإخوان.
 
ولكن هذه القوى الناعمة تحتاج إلى أذرع للحماية، وأذرع للتأثير، وأذرع للمعلومات، لذلك كانت الفكرة التى ابتدعها الشباب الجديد فى الجماعة فى أواخر السبعينيات تتمثل فى الدخول إلى انتخابات النقابات المهنية والأندية، ثم كانت الفكرة الثانية التى تتمثل فى إنشاء مراكز حقوقية لحماية الإخوان، ومراكز بحثية تمثل المصدر المعلوماتى لهم، ومراكز تعليمية وتربوية وتنموية كقوى تأثير وتجنيد، ومن خلالها جميعًا تستطيع التوغل فى أعماق المجتمع ومؤسساته بحرية كبيرة من غير أن يجابهها أحد بالحظر القانونى وعدم الشرعية، بالإضافة إلى قيامها بوظيفة الجسر أو الكوبرى الموصل بين الجماعة ومنظمات المجتمع الدولى.
 
وتابع الخرباوي، من خلال النقابات نشأت حركة مسرحية للإخوان تفوق فيها إخوان نقابة المهندسين حيث عرضوا عروض مسرحية كثيرة كان بعضها على مسارح الدولة!! لترويج افكار الإخوان، ثم دخلوا إلى المجال السينمائي وقام بعض مخرجيهم بإخراج مسلسلات تم عرضها على تلفزيونات الدولة، ثم تم شراء ذمم بعضهم لعمل مسلسلات وبرامج تروِّج للإخوان وتهاجم جمال عبد الناصر لوقوفه ضدهم وتروج لخرافة أن حادث المنشية كان تمثيلية، ومن أسف كانت الدولة غافلة عن هذا.
 
هذه بعض أذرع الجماعة التى كانت وما زالت تتحرك بها وبغيرها لتخدم أهدافها، وللأسف الشديد لا تزال الكثير من هذه المراكز قائمة حتى الآن، وبالذات مراكز الأخوات، والتى تعمل على موضوعات متعلقة بالمرأة والأطفال، ولا تزال الجماعة تنشئ، عن طريق أخوات جدد، جمعيات جديدة تستكمل أوراقها من الناحية الشكلية، وتقدم نفسها بأنها معنية بمشاكل الأسرة، ومن خلال الدورات التى تقدمها تعمل على أخونة سيدات مصر وشبابها وأطفالها ثقافيًا أو فكريًا أو تنظيميًا، فهل تنتبه الدولة لخطورة تلك المراكز والجمعيات وخطورة ما تقوم به من عمليات «التأخون اللاإرادى»؟.