بين البروسوكوميذى "تقدمة الحمل" والبروسيفخى"صلاة يسوع" حسب الطقس البيزنطى'> الطقس البيزنطى

الأ ب اثناسيوس حنين
أفتقدتنى هذه الخواطر خلال مصاحبتى صديق عزيز الى أحد مصحات العاصمة اليونانية أثينا لاجراء فحوصات . غاب صديقى فى حوارى المستشفى الضخمة ولم أجد بين ضلوعى سوى قلمى أبثه أشواقى لشفاء صديقى وعودته الى بيته سالما غانما لأن ساعة ملكوته لم تأت بعد .

حاولت أن أصلى صلاة يسوع "يا ربى يسوع ارحمنى ...  " وجدتها ذاتية أنانية لا علاقة لها بصديق ولا بعشرات المرضى ومن يصحبهم الذين يروحون ويجيئون يقبلون يدى ويطلبون الدعاء بالشفاء لذويهم ولهم .

هنا لمع فى ذهنى كلام الاسقف الانجليزى العابر الى الارثوذكسية البيزنطية ومدرس اللاهوت فى جامعة اكسفورد كاليستوس ويير "للاسف لم نراه هذا العام فى مؤتمر اكسفورد الابائى لعل المانع خير " كتب يوما كتابا حول "قوة اسم يسوع "The Power of the Name (متأملا فى قوة صلاة يسوع وحينما اختنق الرجل من

.The Jesus Prayer in Orthodox Spirituality ) تكرار صيغة المفرد فى صلاة يسوع "ياربى يسوع المسيح ارحمنى ..." رأى أنه يمكن توسيع نطاق الصلاة لتشمل الجميع او أشخاص بعينهم يعنينا ان نصلى لاجلهم ’ وهنا صارت الصلاة ارثوذكسية وجماعية بعد أن كان يحوم حولها شبهة الفردية البروتستانتية . أقترح الاسقف كاليستوس بأنه فى وقت الحاجة يمكن أن نصلى "يا رب يسوع المسيح ارحمنا ’ أو ارحم فلان او اشف صديقى علان او اشرق بنور معرفتك فى ذهن هذا او ذاك ونذكر الاسم او الاسماء ".

شعرت بتعزية كبيرة وصحة نفسية وعافية جسدية وأمل فى شفاء صديقى . هنا قادنى الروح ذهنيا الى القداس البيزنطى’ الذى يعكس بحق البهاء الليتورجى البيزنطى ’ بهاء ملوكى كبير وهذه حقيقة تاريخية ’ اذ كان الملك يحضر القداس فترتدى الكنيسة والاساقفة والكهنة والشمامسة والشعب الحلل الملوكية ’ سبحان من يغير الاحوال ’ كما يقول العرب’ ذهب الملك الارضى وبقى الملك الارضو-سماوى المسيح ’ وبدلا من ملك يحمل العالم ثقل الظلم والضرائب والفساد والحروب ’ جاء الملك الوديع "الذى يحمل خطية العالم ".الترجمة العملية لحب المسيح للعالم ’ نعيشه فيما يعرف فى الطقس البيزنطى'> الطقس البيزنطى "البروسكوميذى "أى "تقدمة الحمل " والتى يقوم بها الكاهن فى صلاة السحرية (باكر). السؤال هل من علاقة ممكنة بين البروسكوميذى الطقسية وصلاة يسوع القلبية ’ بين العمل الشعبى والعمل الفردى؟ ما هى البروسكوميذى ؟ يقول لنا القديس يوأنس كورستانديس بأنها تقدمة الحمل وهى أن يقوم الكاهن باختبار افضل البرسفورا التى يقدمها الشعب ومعها اسماء من يريدون ان يتم ذكرهم فى تقديم الحمل .

يقوم الكاهن بتقسيم الحمل ويخرج يسوع المسيح الغالب ’ الذى يغلب وخرج لكى يغلب ’كما يشهد الختم فوق البروسفورا (ايسوس خرستوس نيكايى )’ ويضعه فى قلب الصينية ومن على يسار الحمل يضع تسع "ميريذيس" اجزاء صغيرة تمثل الانبياء والتلاميذ وعن يمين الحمل يضع قطعة السيدة العذراء قائلا " قامت جلست الملكة عن يمينك مزينة بوشاح موشى بالذهب " ..." ومن ثم أسفل الحمل يضع ’مريذيس-قطع صغيرة ’ ذاكرا الاسماء التى سبق وقدمها المؤمنون للذكرانية ’ الاحياء للصلاة بالصحة والفهم والاستنارة فى هذا العالم ’ وللاموات بالرحمة والنياحة والراحة فى العالم الاتى . هنا يجتمع ’ فى الصينية ’ الايكومينى كله حول المسيح الذى يجمع فى جسده كل شئ .الاناكيفاليوسيس ليست مجرد فكرة لاهوتية اسخاتولوجية بل هى واقع يتم ويحدث فى الليتورجيا بوابة الملكوت لأننا نبدأ الليتورجية بالنداء "مباركة هى مملكة الاب والابن والروح القدس الان وكل اوان والى دهر الدهور " ويجيب الشعب أمين ". هنا تصير الصلاة ليتورجية والانين موسيقى سماوية وتختفى الفردية وتذوب الانانية ويصير المسيح حمل الله الكل فى الكل وتتحد صلاة يسوع القلبية بالبروسفورا الشعبية بدون اختلاط ولا امتزاج على صورة اتحاد اللاهوت بالناسوت فى المسيح الواحد.

نعود الى موضوعنا هل من علاقة بين صلاة القلب وتضرعات المذبح ؟ بين العفوية والطقس وبين الحرية الشخصية والالتزام الكنسى ؟ بين الأنا والنحن ؟ هنا يمكن أن تتحول صلاة يسوع القلبية "يارب يسوع المسيح ارحمنى انا " الى "ارحمنا يا الله الأب يا ضابط الكل" كما يصلى الأخوة الأقباط . هنا تتحقق الوحدة الافخارستية بين البرسوكوميذى والبروسيفخى .يستطيع كل مؤمن ومؤمنة أن يعيد تذكار الاسماء التى سبق وقدمها للكنيسة طالبا لها الشفاء والاستنارة والرحمة والبركة أو الرحمة والراحة الابدية .أى أن يمارس المؤمن البروسكوميذى ذهنيا وقلبيا. هنا سوف يتسأل البعض وعن حق ’ ألسنا بهذا نمارس كهنوتا ليس لنا أو نصلى صلاة لا يحل ذكرها أو أكلها الا للكهنة ؟ وهنا يجيبهم السيد نفسه مع المعترضيين من الفريسيين حينما سألوه " هوذا تلاميذك يفعلون ما لا يحل فعله فى السبت ’ فقال لهم أما قرأتم ما فعله داود حين جاع والذين معه كيف دخل بيت الله وأكل خبز التقدمة الذى يم يحل أكله له ولا للذين معه بل للكهنة فقط " متى 12 :1 -8 .

نحن أفضل من داود والذين معه لأننا شركاء فى بروسفورا العهد الجديد ونحن نقدم له قرابينه من الذى له على كل حال ومن اجل كل حال وفى كل حال .لعلنا نسينا سهوا أو تناسينا عمدا بسبب من الهجمات التبشيرية الانجيلية والتى قزمت الخبرة المسيحية فى الكلمة والوعظ والترنيم فقط بلا ليتورجيا ولا تاريخ ولا افخارستيا ولا شركة قديسين الذين هم ابائنا وأخوتنا وأمهاتنا وأخواتنا ’ مع مشروعات قديسين الذى هم نحن !’ما عدا مائدة باهتة سموها مجازا مائدة الرب !

نقول لعلنا نسينا أننا ’ أى المؤمنون والعلمانيون والشعب ’ وبحسب الكلمة الالهية ’ التى تؤكد أن يسوع نفسه هو الذى "أحبنا وقد غسلنا من خطايانا وجعلنا ملوكا وكهنة لله أبيه له المجد والسلطان الى أبد الأبدين أمين" رؤيا 1 :5-6 . ويكتب بطرس الى المتغربين والمشتتين ليطمئنهم بأنهم ليسوا متروكون بل هم "حجارة حية بيتا روحيا كهنوتا ملوكيا لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح " 1 بطرس 2 :5-9 . المؤمنون ’حسب أكبر تلاميذ السيد’ لهم الحق فى أن يقدمون ذبائح روحية مقبولة بيسوع !هذه الكلام يؤكده مكاريوس المصرى فى رسائله حينما يؤكد أن القلب هو المذبح والصلاة هى الذبيحة والنار النازلة هى الروح النارى الذى يحمل الذبيحة الى فوق حيث المسيح جالس عن يمين ابيه وسوف يجلسنا معه من الأن فى الليتورجيا . هنا يكتمل الانجيل فى الليتورجية ويتجلى ’ فالذبائح هى تقدمة الحمل التى تقدمها الكنيسة عن حياة العالم حسب الاب شميمان . هنا يمكن أن تلتقى الصلاة القلبية أى صلاة يسوع القلبية البروسيفخى بالتقدمة الشعبية أى البروسكوميذى ! أزاى ! اللحظة الوحيدة التى يعاين فيها المؤمنون الحمل هى ’ حسب الطقس البيزنطى'> الطقس البيزنطى ’ لحظة ما يسميه البيزنطيون "الدخول الكبير " ’ اذ يخرج الكهنة حاملين الصينية والكأس ويمر موكب الكهنة وسط الشعب ويسجد الشعب والشماسة حاملين الشموع ’ وهنا يمكن لكل الساجدين أن يذكروا اسماء من يريدون ذكرهم ويصلون عن الجميع وبعضهم بعضا ’ صارخين بخشوع وأنين قلبى بلا صوت مسموع " يا ربنا يسوع المسيح ارحمنا وباركنا وقدسنا : وهنا يستودعون حياتهم وبعضهم بعضا وكل حياتهم وحياة من يذكرون احياء او راقدين للمسيح الاله ’وتتحول صلاة يسوع القلبية الى ذبيحة افخارستيا تهيئ للرب شعبا مقدسا ومبررا هنا والأن .