كتب – روماني صبري 
لطالما عاشت الفنانة القديرة نادية لطفي،أحدى أيقونات الجمال في السينما المصرية، في وجدان المشاهد، جراء أدوارها المتنوعة، فهي التي برعت في تقديم الأدوار التراجيدية، والكوميدية الخفيفة مثل دورها في فيلم "للرجال فقط" مع السندريلا سعاد حسني ويوسف شعبان وحسن يوسف، ما جعلها تتصدر قائمة الفنانات الأكثر شهرة ونجمات الصف الأول، لاسيما في حقبة الستينيات والسبعينات من القرن الماضي.
 
الصعيدية الأوربية 
 ولدت بولا محمد مصطفى شفيق، في حي عابدين بمحافظة القاهرة، في الثالث من يناير عام 1937، لأب مصري من صعيد مصر وأم بولندية، وحصلت على دبلوم المدرسة الألمانية عام 1955، وبمجرد أن وقعت عين المخرج والمنتج السينمائي رمسيس نجيب عليها خلال مشاركتها في حفل عيد الأسرة  بمنزل صديق العائلة المنتج جان خوري، حتى اقترح عليها العمل في السينما، من خلال فيلمه الجديد "سلطان" إنتاج 1958 بطولة الفنان الراحل فريد شوقي، وهو من أطلق عليها "نادية لطفي"، مقتبسه من اسم فاتن حمامة في فيلم "لا أنام" لرواية إحسان عبد القدوس، حيث رأى نجيب أن اسم (بولا) لن يحوز على إعجاب المصريين وانه غير مألوفا على مسامعهم . 
 
غضب عبد القدوس : هذا انتهاك واضح لحقي كمؤلف 
ويقول بعض المؤرخين، أن إحسان عبد القدوس، استبد به غضب قاس جراء استخدام لطفي لاسم بطلة روايته وفيلمه، معتبرا ذلك سرقة غير مشروعة، ما جعله يتقدم بدعوى قضائية في المحكمة يطالب فيها بحقه الأدبي.
 
فيما قال آخرون، أن رمسيس نجيب بعث دعوة لكل من إحسان عبد القدوس والفنانة فاتن حمامة لحضور العرض الأول لفيلمه سلطان، بطولة نادية لطفي، وعندما التقى لطفي قال لها :" أداءك مبهر للغاية.. استمري لا تتوقفي عن المشاركة في الأفلام، كذلك فاتن شجعتها ومزحت معها قائلة :" لا يمكنك أن تنسي إنني نادية لطفي الحقيقية ." 
 
تاريخها الفني 
قدمت لطفي العديد من الأفلام السينمائية الهامة بلغ عددها 75 فيلما ، ومنها المؤمياء للمخرج ومهندس الديكور العالمي المصري شادي عبد السلام، بين القصرين، الناصر صلاح الدين للمخرج يوسف شاهين، النظارة السوداء، أبي فوق الشجرة مع عبد الحليم حافظ وإخراج حسين كمال، الخطايا وغيرها من الأفلام ، اما بالنسبة للأعمال الدرامية فقدمت لطفي مسلسل تلفزيوني واحد بعنوان " "ناس ولاد ناس"، كذلك بالنسبة للمسرح قدمت عملا واحدا وهو "بمبة كشر".
 
نادية والزواج 
كانت زيجتها الأولى عندما بلغت العشرين من العمر من ابن الجيران الضابط البحري "عادل البشاري" وهو والد ابنها الوحيد أحمد الذي تخرج من كلية التجارة ويعمل في مجال المصارف، وتزوجت للمرة الثانية من المهندس "إبراهيم صادق شفيق"، في حقبة السبعينات، والثالثة من "محمد صبري" .
 
ودائما ما دافعت لطفي عن الحيوانات لاسيما الحمير، جراء ما يتعرضون له من اهانات داخل المجتمع فضلا عن وصفهم بالأغبياء، وهو ما جعلها تتقلد منصب زعيمة جمعية "حماية الحمير" في مصر خلال حقبة الثمانينات .