أشرف حلمى 

حضرت احتفالية روحية الاسبوع الماضى بالكنيسة القبطية الكاثوليكية فى أستراليا نظمتها احد الهيئات التابعة للكنيسة الكاثوليكية ( واحد فى المسيح ) جمعت الطوائف الكاثوليكية والارثودكسية بجميع كنائسها بحضور  قياداتها الدينية او ممثلين عنها بهدف توحيد أصواتها لمواجهة وعلاج الأمراض النفسية والعقلية التى تصيب ملايين الاستراليين نتيجة معاناتهم القلق , الاكتئاب , العمل والخوف من المستقبل وتؤدى فى نهاية المطاف بانتحار الالاف منهم .
 
توقفت قليلاً امام الهدف الأساسى من الاحتفالية الذى اجتمعنا من أجله وهو دور الكنيسة فى إنقاذ المرضى الذين يعانون الأمراض النفسية من الانتحار  , ما جعلنى اتذكر  الجرائم الارهابية التى قام بها المتأسلمين على مدار الأعوام السابقة فى العديد من دول العالم خاصة بلادنا الحبيبة مصر وأدت الى استشهاد المئات من المسيحيين نتيجة اعتداءات الدهماء والغوغاء الإسلاميين ويتخذ من ادعاءات المرض النفسى للإرهابيين مقدماً دليلاً دامغاً يبنى عليه دليل براءة الجناة او سبباً لانتحار الجنود المسيحيين بوحداتهم العسكرية , تذكرت ايضاً جرائم القتل التى اودت بحياة الألف الأشخاص نتيجة العنف العائلى وانعكاساتها على أفراد عائلات وابناءالضحايا كذلك اصدقائهم وإصابتهم بصدمات نفسية شديدة خاصة بالقارة الاسترالية .
 
الشعب الاسترالى من الشعوب المحظوظة التى أنعمت عليه الحكومة الاسترالية بالتمتع بنظام التامين الصحى التى توفره كل من وزارتى الصحة والشئون الاجتماعية للعناية به من خلال الكشف المجانى والعلاج المدعم (  بطاقة الرعاية الصحية وبطاقة دعم الأدوية ) أضافة الى المؤسسات الاجتماعية والصحية التى تهتم باصحاب الاعاقات , المرضى النفسيين وغيرهم من اجل سعادتهم وراحتهم .
 
لذلك نحن جميعاً مدانون للحكومة الاسترالية وليس الكنائس فقط التى قامت بتقديم  يد المساعدة للمحتاجين الذين يعانون الأمراض النفسية هذا الاسبوع لخدمة الانسانية , ولكن علينا جميعاً كجسد واحد فى المسيح ان نقوم بواجباتنا وتنفيذ وصايا وتعاليم الانجيل من اجل إنقاذ الآخرين وأنفسنا من الوقوع فى خطايا قد تؤدى الى قتل الآخرين وخسارة أنفسنا وحياة الآخرين فى الدنيا وان كانت هناك فرصة للتوبة والاعتراف بالخطايا او تؤدى الى الانتحار وتودى بحياة المنتحر ويخسر حياته فى الدنيا وحياته الأبدية فى الآخرة  .
 
ولكن هناك حالات لابد ان تتظافر فيها جميع الجهود من اجلها بالتعاون المشترك فيما بين الكنائس والمؤسسات الحكومية والأفراد لمساعدة الحالات المرضية ( صحياً , اجتماعياً وروحياً ) فى سرية تامة من اجل الحفاظ على المرضى النفسيين على أنفسهم من جانب  وعلى ارواح الآخرين من ردود افعالهم الغير مسئولين عنها من جانب اخر حتى لو وصل الامر الى وضعهم تحت الرقابة السرية لإنقاذ جرائم القتل والانتحار قبل وقوعها , وهذا لم يحدث إلا بمساعدة العائلة , الاصدقاء دون الشعور بالحرج .
 
فالطبيب على سبيل المثال يقوم بالاتصال بالإسعاف فوراً عند اللزوم اذا كانت حالة المرضى تستدعى ومراكز  الأشعة والتحاليل تقوم بإبلاغ الطبيب حال ظهور شئ خطير تستدعى ذهاب المريض للمشفى لإنقاذ حياته , هكذا لابد ان تكون هناك روابط سرية مشتركه بين المريض النفسى , الكنيسة , المؤسسات الحكومية بالتعاون مع الاسرة من اجل خلاص هذه النفس المريضة من الوقوع فى خطايا القتل او الانتحار
 
اما فى حالة المرضى وعائلاتهم لهم حرية اختيار اكثر من  طبيب للعائلة كنوع من استشارة الاخر ,  كذلك الذهاب الى ما دونهم حال الشعور بالحرج تجاه مشكلة عابرة خاصة بالنسبة للعديد من العائلات التى تختار لها أطباء سهل التفاهم معهم فى بلاد المهجر  دون النظر الى ديانة , طائفة وجنسية الطبيب المعالج , كذلك سر الاعتراف الذى يلجأ فيه المعترف لاحد الاباء الكهنة من التابعين لطائفته خارج نطاق مدينته , فجاء الاحتفال رسالة للجميع ان العمل المشترك بين الكنائس فيما بينها يهدف الى مساعدة المريض النفسى وعائلته لاختيار الكنيسة المناسبة لاجل ايجاد أفضل الطرق والحلول الروحية المكملة للعلاج الطبى والنفسي وذلك لرفع الاسباب التى تؤدى الى اصابه المريض التى يكون احد أفراد العائلات طرفاً فيها لاجل خلاص حياتهم الأبدية .