طلاب جاءوا من محافظات مختلفة إلى القاهرة، للدراسة فى كليات متعددة تابعة ل الأزهر'>جامعة الأزهر، وفى اعتقادهم أن أكبر مشكلة ستواجههم فى الغربة المؤقتة بالمدينة الطلابية، هى البعد عن الأهل والاعتماد على النفس، لكن الواقع كان مغايراً، فالوجبات الغذائية عكرت صفو حياتهم، وأربكت حساباتهم، فهم مضطرون يومياً للوقوف فى طابور طويل شديد الزحام، للفوز بوجبة!
«هو إحنا جايين علشان نقضى يومنا كله فى طابور الأكل؟» سؤال طرحته أسماء أمين، الطالبة بكلية الطب، وتقيم بالمدينة الطلابية بالقاهرة، لافتة إلى أن المشكلة ظهرت فى نهاية العام الماضى، وتفاقمت هذا العام، وحاولوا توصيل شكواهم للمشرفين على الأكل دون جدوى، المشكلة التى تزداد فى ظل قوانين صارمة وضعتها الجامعة بعدم السماح للطلاب بتخزين طعام فى الحجرات: «بيجيبوا الأكل الساعة ٢ الضهر، ويقعدوا ساعة لحد ما يبدأ التوزيع، وشوية والأكل يخلص، ونقف طوابير بالساعات، لحد ما ييجى أكل تانى.. حرفياً المدينة كلها بتتجمع فى المطعم خلال الفترة اللى مفيهاش أكل، بقينا نطلع من غير ما نأخذ الأكل».
710 هو رسوم الأكل التى يسددها الطلاب فى المدينة الجامعية، بحسب «أسماء»، وترى ضرورة أن تقابلها خدمة جيدة، خاصة أن بعض الطلاب يصعب عليهم الأكل خارج المدينة بمزيد من النفقات.
«الأكل غير كامل النضج»، سبب آخر لغضب بعض الطلاب، ومن بينهم محمد الحديدى، الطالب بكلية الصيدلة، ويقيم بالمدينة الطلابية بمدينة نصر: «عندنا تنوع فى الأكل والكميات مناسبة يوم لحمة أو فراخ أو بانيه، ومعاه رز وخضار وثمرة فاكهة، عدا يوم الجمعة بيكون بيض مكان اللحمة زائد الحاجات التانية.. المشكلة بقى فى جودة الطبخ يعنى الفراخ فى مرة نزلت دم فى الطبق بدون مبالغة، باقى الأيام مش بيكون فيها دم، لكن مش مستوية كويس». واقعة مشابهة رواها أحمد أبوحسن، الطالب بكلية تربية الرياضية ويقيم فى نفس المدينة الجامعية، حيث لم تكن اللحمة التى تتضمنها وجبة الغداء جيدة، وتخلص منها دون أن يأكل.
"زارع": الطعام المقدم لهم بجودة عالية.. والزحام يرجع إلى قدومهم فى أوقات متقاربة
نفى الدكتور أحمد زارع، المتحدث الرسمى ل الأزهر'>جامعة الأزهر، روايات الطلاب، مؤكداً أن الطعام المقدم لهم بجودة عالية، وأن البعض يردد كلاماً غير منضبط، داعياً الجميع للحضور إلى المدينة وتناول الأكل فى أى وقت للتأكد بنفسه. أما مشكلة الزحام، فسببها، قدوم الطلاب فى أوقات معينة يصعب الوفاء بمتطلباتهم سريعاً.
