«تماماً كما تصوّرهم الأساطير، جنود يرفضون الانكسار، لا ينحنون إلا لوجه الله، جباههم أعلى من قمم الجبال، لا يلقون للكلمات الرثّة بالاً، لا يبتغون سوى سلامة الوطن، ذرات تراب الأرض تلك التى اختلطت بدماء من سبقهم فى ركب الشهادة، تحيّة لهذه البذلة المموهة، التى طالما أرعبت أعداء هذا الوطن، تحية إجلال وتقدير لزلزلة الأرض تحت بياداتكم الطاهرة»، بتلك الكلمات وغيرها أشعل المذيع الفلسطينى عامر خميس القديرى حماس ومشاعر آلاف المصريين على موقع «يوتيوب» ومواقع التواصل الاجتماعى، الذين تداولوا عدداً مما وصفوها بـ«المقدمات التاريخية» فى حب مصر، اعتاد «القديرى» إذاعتها بين الحين والآخر فى بداية حلقاته التى يقدمها على قناة «الكوفية»، كما أكد، فى حواره لـ«الوطن»، أن دفاعه المستمر عن الجيش المصرى جاء لتقديره لعظمة الدور الكبير الذى يقوم به للحفاظ على وحدة الدولة المصرية وحمايتها ضد أى أخطار، وإلى نص الحوار.

متى كانت أولى الحلقات التى دافعت فيها عن الجيش المصرى؟
- فى حادثة الروضة عام 2017، كانت هناك حلقة فى هذا اليوم، إلا أننى غيّرت مسارها تماماً، بعدما شعرت أن إخوتى هم من تعرضوا للهجوم الإرهابى، ولا يمكن أن أرى مصر تتعرض لمؤامرة وأتجاهل هذا الأمر.

أطالب القنوات التى تهاجم مصر مثل "الجزيرة" والفضائيات التركية بالتركيز فى شئونهم الداخلية

ما رأيك فيما تقوم به قناة الجزيرة وبعض القنوات فى تركيا من الهجوم على مصر؟
- هناك بعض القنوات تعمل على مهاجمة مصر، منها قناة الجزيرة، بالإضافة إلى بعض القنوات التركية، وهم بالتأكيد لا يريدون مصلحة الشعب المصرى، كما أنهم يعملون على هدم الجيش المصرى الذى يعمل جاهداً باذلاً الغالى والنفيس من أجل الدفاع عن تراب بلاده، وأطالب هذه القنوات بالتركيز فى شئونهم الداخلية، وترك مصر لأهلها فهم أدرى بشئونها.


كيف تتلقى ردود الفعل من المصريين على مقدماتك الحماسية؟
- هذه المقدمات تكون نابعة منى بكل صدق تجاه مصر والمصريين، فمصر قلب العروبة النابض، وهى أقرب الدول إلى قلبى، وأتلقى العديد من الرسائل من المصريين التى يعبرون فيها عن سعادتهم بهذه المقدمات، وغير المصريين يخبروننى «هل مصر تستحق كل هذا؟» فأرد عليهم بأنها تستحق الأفضل.

منذ متى وأنت تعيش فى مصر؟
- أعيش فى مصر منذ 5 سنوات، وطوال مدة إقامتى فى «أم الدنيا» لم أشعر فيها بالغربة، فقد رأيت كل الجنسيات تعيش فيها دون أى اضطهاد أو تفرقة، حيث يعيشون وكأنهم فى أوطانهم يعملون ويبيعون ويشترون مثلهم مثل المصريين.

هل يهاجمك عناصر إخوانية على السوشيال ميديا بسبب ذلك؟
- يسألوننى أنت فلسطينى وتعمل فى قناة فلسطينية ما دخلك أنت لتدافع عنها وعن جيشها؟ أجيبهم بأن ما أقوم به يأتى من خلال تقديرى لعظمة هذا الجيش، وما يقوم به من دور كبير من أجل الحفاظ على وحدة مصر وحماية أراضيها ضد أى أخطار.

وما السر وراء حبك الشديد لمصر؟
- الحياة التى أعايشها فى فلسطين وعدم وجود جيش، وكذا غياب وحدة الأراضى، كانت سبباً كبيراً فى تقديرى لجيش مصر وتضحياته التى يبذلها للدفاع عن كل شبر فى البلاد ضد أعدائها، حيث أرى فى الجنود المصريين حبهم الشديد لوطنهم، وفى المقابل تأتينى بعض الانتقادات ممن يكنّون الشر والعداء لمصر.

ما ردود الشارع الفلسطينى على مدحك المستمر لمصر وجيشها؟
- بسبب ما أقدمه من حلقات حماسية أتلقى ردوداً كثيرة واتصالات من الفلسطينيين، يؤكدون فيها أننى أحد أسباب حبهم لمصر وجيشها، فأرد عليهم بأن «مصر وفلسطين كيان واحد، مصر قدمت الكثير من الشهداء للقضية الفلسطينية وما زالت تساندها، ونحن لا بد أيضاً من أن نقف بجانبها».


باعتبارك فلسطينياً.. هل استغل الإخوان قضيتكم وتاجروا بها؟
- بكل تأكيد، فالإخوان يستغلون القضايا «الشعاراتية»، مثل القضية الفلسطينية وغيرها، ويروجون أنهم يدافعون عنها ويعملون على حمايتها لتحقيق أغراضهم، وأنا كفلسطينى لم أرَ أن الإخوان قدموا شيئاً للقضية الفلسطينية غير الشعارات التى برعوا فى استغلالها بعد ذلك من أجل مصلحتهم.

عامر خميس: أقول للمصريين "افخروا ببلدكم.. وادعموا جيشكم.. واحمدوا ربنا على نعمة الأمن والأمان"

فى ذكرى نصر حرب أكتوبر.. ما الكلمة التى تريد توجيهها للمصريين بهذه المناسبة؟

- إن ذكرى حرب أكتوبر مناسبة يجدد فيها المصريون عهدهم وتضامنهم مع الجيش، الذى أكد فى كل الأوقات أنه على استعداد للتضحية بنفسه فى سبيل حماية مصر، ففى حرب أكتوبر المجيدة قدم الجيش المصرى وقتها كل غالٍ وسالت دماؤهم الطاهرة من أجل تحريرها من المغتصب الصهيونى، فهم درع الدفاع الأول عنها.

وأحب أن أوجه رسالة للشعب المصرى: «افخروا بمصر بلدكم، وادعموا جيشكم، واحمدوا ربنا على نعمة الأمن والأمان».