كتب - نعيم يوسف

يثير صعود أحزاب اليمين في ألمانيا، وعلى رأسها حزب "البديل من أجل ألمانيا"، قلقا وجدلا في المجتمع الألماني ككل، وأوساط اللاجئين بصورة خاصة، وبرنامج "جعفر توك"، المذاع على قناة "دويتشة فيلة" الألمانية، ويقدمه الإعلامي جعفر عبد الكريم، هذه القضية.

مكاسب سياسية
وقالت ملاك عوض، ناشطة اجتماعية ألمانية من أصول عربية، إن حزب "البديل من أجل ألمانيا"، يتسغل قضايا المهاجرين واللاجئين العرب في تحقيق مكاسب سياسية، لافتة إلى أن المهاجرين واللاجئين هم فرصة بالنسبة للاقتصاد الألماني، لافتة إلى أن الحزب يهيج الشعب الألماني لكي يتعرض المهاجرين واللاجئين للإهانات والعنف في الشوارع وأماكن العمل.
 
وأوضحت "عوض"، في لقاء مع البرنامج، أن هناك الكثير من المناطق العربية مثل لبنان وسوريا والأردن، يمكن للسيدات فيها أن يرتدين ملابس قصيرة، ويرحبون بالألمان لأنهم يحبون الشعب الألماني، مشيرة إلى أن هناك فارق في معاملات الشعب ولكن الحزب يستغل عدم معرفة الشعب بعادات وتقاليد العرب، ويهيجون الشعب ضدهم.
 
استغلال قضايا اللاجئين
أما جيورج بتسدرسكي، رئيس حزب " البديل من أجل ألمانيا" في ولاية برلين، فقد قال إن الحزب لا يستغل قضاياهم، ويمكن أن يكونوا فرصة للاقتصاد الألماني، إذا اندمجوا في المجتمع، موضحا أنه يجب التمييز بشكل واضح بين اللاجئين والمهاجرين بسبب الفقر، لافتا إلى أنهم لا مانع من لديهم من استقبال اللاجئين السياسيين، ولكنهم يرفضون استقبال المهاجرين بسبب الفقر، لأنهم ينهكون ألمانيا، وألمانيا لا تستطيع حل مشاكل العالم كله.
 
تعميم التجربة
وأشار "بتسدرسكي"، إلى أن من يشتكون من اللاجئين يعممون التجارب التي تحدث معهم، وعليهم أن يتعلموا اللغة في البداية، لافتا إلى أن حزبه ليس المسئول عن العنصرية التي يتعرض له اللاجئون، ولكن يتحملها من سمحوا لهم بالمجئ إلى ألمانيا، وعلى رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والذين وضعوا بعض المناطق الألمانية أمام مشاكل كبيرة.
 
تجربة في ألمانيا
ولفت أحمد المقداد، لاجئ سوري مقيم في شرق ألمانيا منذ 2016، إن الحزب اليميني الشعبي يلعب دورا في تزايد العنصرية، موضحا أنه عاش هو وأصدقائه تجارب تؤكد هذا الأمر، موضحا أنه كان يسير في الطريق، وتعرض له شخص يتحدث الألمانية بألفاظ مهينة للعرب.
 
وأشار "المقداد" إلى أنه عمل سنة واحدة تأهيلية، ولم يحدث معه أي تأهيل بل هي "سنة استغلال" من قبل رب العمل، حيث أنه كان يعمل لمدة 8 ساعات، كان يقضي منها 7 ساعات في الأرشيف، لافتا إلى أنه بالنسبة للمتدربين الألمان والمتدربين من جنسيات أخرى لم يكونوا يذهبون إلى الأرشيف إلا قليلا.
صعوبة الاندماج
وأكد مصطفى حجازي، أخصائي جراحة فك مقيم في ألمانيا منذ 10 سنوات، أن الاندماج لا يتم ببساطة، ولا يمكن أن تأتي بشخص من سوريا عاش صعوبات الحرب وتطلب منه الاندماج في المجتمع الألماني خلال عام، مشددا على أن اللاجئين لديهم خوف من حزب "البديل من أجل ألمانيا".