مبارك التوزونيني أو سيدي إمحمد، ثائر مغربي من أصل يهودي قاد حركة جهادية ضد المستعمر الفرنسي، والأعيان أيضا واستقطبت دعوته معظم القوى القبلية خصوصا بعد الانتصار بمعركة البطحاء في 1918، وقد بدأ التوزونيني ووزيره بلقاسم النكادي بالتنكيل بالشرفاء العلويين ثم تسلط على أموال الأغنياء،واستقر بالريصاني وتم مبايعته «سلطانا للجهاد»وهو مولود في 1883 وجده الملقب بـ«بداح» هو الذي أسلم وكان يهوديا، وعاشت الأسرة في قرية توزونين وبها نشأ وتأثر بالطريقة الناصرية والدرقاوية ثم هجر قريته واستقر بقرية أومسنات بمطلع القرن العشرين وانضم لطائفة من مريدي الزاوية، وتقرب من كبارشيوخها، الذين لقنوه بعض الأذكاروالآيات ولاحظ هؤلاء المشايخ طموحاته وهوسه بالسلطة، لدرجة ادعائه أنه شريف النسب، فنصحوه بأنه لن يستقيم له ما يريد ببلاد السوس، وعليه البحث في قبائل أخرى فاستقر بمنطقة الرك وبدأ يدعوا للجهاد منذ 1912 ويحرض الفئات العريضة المتواضعة على النخبة.
 
كانت هناك حامية فرنسية في قصبة تيجْمَرْتْ في 191، بقيادة القبطان أوستري، الذي نشر الرعب في النفوس فأرسل التوزونيني أحد العطاويين الذي قتل الحاكم الفرنسي، مما هيأ الأجواء لتقبل دعوة مبارك للجهاد وانتصرعلى الجيش الفرنسي في البطحاء في 15 أكتوبر 1918 وبايعه الناس كسلطان ونظم جيشاً مرابطاً رأس عليه، محمد بن بلقاسم النكادي، وعينه وزيراً للحربية واشتد هو على من اتهمهم بموالاة الاحتلال، فقتل عدداً من القضاة
 
والعلماء،خصوصا الأشراف العلويين،وصادرأموالهم ،فقادالباشاالتهامي الكلاوي حملة ضد التوزونيني ورفض النكادي فتك قائده بالأشراف، فزاد التنافس بين التوزونيني ووزيره وفي استعراض للجيش بمحضرالسلطان التوزونيني و«زي النهاردة»في 23 أكتوبر 1919قام التوزونيني بإذلال وزيره النكادي أمام الملأ،فأخرج النكادي بندقيته وأرداه قتيلاجهاراًأمام الجيش وبويع النكادي مكانه