هناك إدمان طبى اسمه إدمان حقن الكورتيزون لتخفيف آلام التهاب المفاصل فى مصر، هناك دراسة جديدة تشير إلى أن هذا الحقن قد يمثل خطورة، وجد الباحثون أن من بين المرضى الذين تلقوا العلاج فى مركزهم 8٪ لديهم مضاعفات.

 
يقول «جيرمازى»، الأستاذ فى كلية الطب بجامعة بوسطن ورئيس قسم الأشعة فى نظام الرعاية الصحية فى بوسطن: «نريد فقط التأكد من أننا لا نخفى أى شىء عن المرضى».
 
الدراسة، التى نشرت على الإنترنت فى 15 أكتوبر فى مجلة Radiology، بعيدة كل البعد عن الإشارة إلى المخاطر الناجمة عن حَقن الكورتيزون المتكرر.
 
دراسة عام 2017 التى نشرت فى مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA) هى مثال على ذلك. تبع ذلك نتائج مرضى التهاب المفاصل فى الركبة الذين تلقوا الحَقن المتكرر على مدى عامين، إما مع الكورتيزون أو دواء وهمى (بلاسيبو ملحى). المرضى الذين يتناولون المنشطات لا يرون عادة أى ألم، وبدلاً من ذلك انهارت الغضاريف بشكل أسرع فى مفصل الركبة.
 
وقالت الدكتورة ناتالى عازار، أستاذة مساعدة سريرية لأمراض الروماتيزم فى جامعة نيويورك لانجون الصحية فى مدينة نيويورك، إن النتائج الجديدة «تعتمد على مجموعة من الأدلة».
 
وقالت «هذه الدراسة غير موجودة فى فراغ». «لقد كان لدينا دليل ليس فقط على التشكيك فى فاعلية حقن الكورتيكوستيرويدات، ولكن أيضاً تبين أنها قد يكون لها هذا التأثير المتناقض فى تسريع تطور [هشاشة العظام]».
 
هشاشة العظام هو الشكل الشائع للالتهاب المفصلى، حيث ينهار الغضروف الذى يبطئ المفاصل تدريجياً. هذه العملية يمكن أن تؤدى إلى التهاب وألم وتصلب. فى النهاية، قد تبدأ العظام فى الاحتكاك ببعضها البعض، مما يتسبب فى مزيد من الضرر المشترك والإعاقة. فى الولايات المتحدة وحدها، يؤثر على نحو 27 مليون شخص، وفقاً لمؤسسة التهاب المفاصل.
 
لا يوجد علاج لالتهاب المفاصل العظمى، والعلاج يكون من خلال فقدان الوزن، وممارسة التمارين والعقاقير المضادة للالتهابات (NSAID) مثل الإيبوبروفين والنابروكسين، أما حقن الكورتيكوستيرويدات، التى تقلل الالتهابات فهى آخر الاختيارات.
 
غير أن الجرعات لا تكون فعالة إلا لبعض المرضى، وحتى مع ذلك، فإن تخفيف الألم مؤقت. وأضاف أنه إذا لم تسبب أى ضرر، فقد لا تكون هذه مشكلة. لكن ليست هذه هى المسألة.
 
وقال جيرمازى: «إذا كان مريضٌ مصاباً بالتهاب المفاصل العظمى يفكر فى هذا العلاج، فنحن بحاجة إلى إخباره بأنه قد لا يساعدهم، وقد يتسبب فى ضرر».
 
استندت النتائج إلى 459 مريضاً تلقوا من واحد إلى ثلاث حقن كورتيزون لالتهاب المفاصل (الورك أو الركبة) فى عام 2018. بشكل عام، أظهر 26 مريضاً (6٪) تطوراً سريعاً فى زيادة التهاب المفاصل. عانى ثلاثة مرضى من تدمير سريع للمفاصل، بما فى ذلك فقدان العظام؛ أربعة منهم يعانون من كسور الإجهاد (كلها فى الفخذ)؛ وثلاثة كانت لديهم مضاعفات من تنخر العظم، حيث «تموت» الأنسجة العظمية.
 
فى المتوسط، تم اكتشاف المضاعفات بعد سبعة أشهر من الحقن.
 
وأشارت «عازار» إلى أن الدراسة لم تكن تجربة سريرية، وما زالت تحتاج إلى تأكيد، لكن جيرمازى قال إن النتائج تتفق مع ما أظهرته دراسة JAMA، وتشير إلى وجود مخاطر جدية إضافية.
 
قالت عازار إنه إذا كنت تعانى من آلام هشاشة العظام المتزايدة وأن طبيبك يقترح الكورتيزون، فقد ترغب فى طلب إجراء اختبار التصوير أولاً. قد يكون الألم الجديد بسبب شىء آخر، مثل (وسادة الغضاريف فى الركبة).
 
ولكن بعد ذلك، يجب على المرضى أن يسألوا عن بدائل الكورتيكوستيرويد، حسبما قال كل من عازار وجيرمازى.
 
وقالت عازر: «لا يمكنك التقليل من أهمية فقدان الوزن والعلاج الطبيعى».
 
إذا كانت هناك حاجة إلى دواء، فقد قالت إنها عادة ما تبدأ بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية الموضعية، ثم تنتقل إلى «الاستخدام الحكيم» لأقراص الفم، لأن استخدام أقراص المسكنات غير الكورتيزون مثل الكاتافلام والفولتارين.. إلخ طويل الأجل ينطوى على مخاطر أيضاً.
 
وقالت عازار إنه بالنسبة للألم المزمن الأكثر حدة، يمكن أن تكون أدوية الألم المرتبط بالأعصاب خياراً. وتشمل الأدوية مثل Cymbalta وLyrica وNeurontin.
 
«أكبر شىء أود قوله هو أنه فى حالة وجود التهاب، فإن الحقن قد يكون خياراً معقولاً، خاصةً فى شخص لا يستطيع تناول أو فشل فى تناول الأدوية المضادة للالتهابات عن طريق الفم، أو فى المرضى الذين ليسوا مرشحين لاستبدال الركبة».
نقلا عن الوطن