تبذل مصر مساعي حثيثة ومتوازنة للخروج من التعثر الذي تمر به مسارات التفاوض حول سد النهضة، حيث أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي عن التطلع للتوصل إلى اتفاق يحقق المصالح المشتركة لكلٍ من مصر والسودان وإثيوبيا.

وأكد الرئيس السيسي'> الرئيس السيسي في ذات الوقت ضرورة العمل على أن تكون الأنهار العابرة للحدود مصدراً للتآخي والتنمية وليس الصراع والخلافات، وهو الأمر الذي يستدعي مراعاة كافة الشواغل وتكاتف العمل الجماعي بعيداً عن الأفعال أحادية الجانب، خلال استقباله لرؤساء وفود الدول المشاركة في فعاليات "أسبوع القاهرة الثاني للمياه" الذي يعقد تحت رعاية الرئيس، وذلك بحضور وزير الموارد المائية والري.

وقالت الدكتورة هبة البشبيشي، خبيرة الشؤون الإفريقية، إنه من الواضح أن مصر تقوم باتخاذ مسارات جديدة ومختلفة في التفاوض، لاسيما وأن الرئيس عبدالفتاح السيسي يتابع ملف سد النهضة شخصيا.

وأضافت البشبيشي لـ"الوطن" :"الرئيس عبدالفتاح السيسي تحدث عن إمكانية وجود وسيط دولي، وأنا أتوقع أن يكون الوسيط متمثل في فرنسا، حيث إن المكاتب الهندسية التي قامت برسم الإنشاءات الأولية لسد النهضة الأثيوبي فرنسية وبالطبع فالحكومة الفرنسية على إطلاع بالأوضاع، وتستطيع توفير التقارير التي بدورها تفيد في تقييم الوضع الحالي للسد"، مشيرة إلى أن باريس من الدول الرائدة في توقيع اتفاقية المياه الدولية التابعة للأمم المتحدة عام 1992.

وتابعت خبيرة الشؤون الإفريقية: "قمة روسيا ستكون محطة هامة من ضمن المحطات الخاصة بالتفاوض مستقبلا بشأن سد النهضة، إضافة إلى أن اللجان المتخصصة داخل الاتحاد الأفريقي ستلعب دورا فعالا في حل أزمة سد النهضة واستمرار التفاوض بشأنه، وهي مجلس الأمن والسلم الإفريقي، المجلس الاجتماعي والاقتصادي بالاتحاد الأفريقي، محكمة العدل الإفريقية، ويجب التركيز على أن مصر حتى الآن تتخذ مسار المساعي الحميدة بخصوص سد النهضة".

ويرى الدكتور أحمد نور عبد المنعم،  خبير الموارد المائية، إن تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي التي جاءت خلال اجتماعة مع رؤساء الدول والمنظمات أثناء استقباله لهم ضمن فعاليات أسبوع القاهرة للمياه، اعتمد فيها على مجموعة القوانين الدولية المنظمة للأحواض المائية المشتركة.

وأضاف عبدالمنعم لـ"الوطن": "هتلك القوانين مثالية حال توفر نوايا حسنة، لكن نحن أمام قضية يجب أن يعترف فيها الجانب الأثيوبي بالأحقية التاريخية لحصة مصر في مياه النيل وتحقيق مصالح لجميع الأطراف".

وأوضح أن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي تحمل دعوة لحسن النوايا وتأييد دولي للجانب المصري في حقوقه المشروعه التي يسعى فيها عبر القنوات الشرعية تحت مظلة القوانين الدولية، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي'> الرئيس السيسي سيسافر إلى  روسيا على هامش القمة القمة الروسية الإفريقية والتي من المتوقع أن تلعب فيها موسكو دور الوساطة التي يأمل الجميع أن تكون على الطريق الصحيح.

واختتم خبير الموارد المائية حديثه لـ"الوطن": "سيكون هناك لقاء بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد، من أجل التوصل إلى حل يحقق التنمية وعدم التسبب في الضرر".