"حيرة وغموض".. كانا عنوان مسلسل الحرائق المستمر داخل العقار 141 بالحي الخامس في أكتوبر، فلا أحد يعلم من وراء 8 حرائق نشبت داخل العقار المذكور وفي محيطه.. مالكة العقار ونجلها المقيمان في العقار أخطرا الشرطة بالحرائق 8 مرات، حيث تنتقل عربات الإطفاء للسيطرة على الحريق الذي لم يتعد مرحلة "الحريق المحدود"، لكن دون تحديد لفاعل بعدما أكدت التحريات وجود الشبهة الجنائية في الوقائع، وكانت المعاينات تؤكد نشوب الحريق بـ"فعل فاعل"، وبدورها كانت النيابة العامة تأمر بسرعة تحديده وضبطه، لكن أحدا لم يتوصل لهويته.

مالكو العقار اعتقدوا أن "الجن" وراء الحادث، ونصحهم أحد الجيران بالاستعانة بـ"شيخ" يطرد الجن، لكن قبل الإقدام على تلك الخطوة، تمكنت الشرطة من فك اللغز والخروج من دائرة الحيرة التي اكتست بها هذه الوقائع.

التحريات السرية المكثفة التى باشرتها أجهزة الأمن فى الجيزة، عقب تلقيها بلاغات الحريق المتكررة داخل العقار، فجّرت المفاجأة، حيث رصد أجهزة الأمن أحد الأطفال النزلاء في دار أيتام، يحتل طابقين بذات العقار، بعد إشعاله حريقا في قطع آثاث داخله، مستخدما الكبريت، حيث تمكنت الحماية المدنية من السيطرة عليها.

تمكنت الشرطة من القبض على الطفل المتهم البالغ من العمر 14 عاما، وكشفت المناقشة "الهادئة" التى أجرتها الشرطة معه، عن وقوفه وراء وقائع الحريق السابقة، واعترف بمروره بحالة "اكتئاب" حادة، وأنه يهدأ فور إشعال الحريق فى أي منقولات يراها، مستخدما الكبريت.

التحريات التى جرت تحت إشراف اللواء محمد الشريف، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، واللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة للمباحث، أوضحت أن العقار 141 مكون من 6 طوابق أرضي، وبه دار أيتام، تأوي 11 طفلا. وحُرر محضر بالواقعة، وأُحيل للنيابة العامة التى تولت التحقيقات.