سليمان شفيق
في الوقت الذي تعم فية الانتفاضات في العراق ولبنان ويتم الغزو التركي لشمال سوريا تهتز مكونات الاتحاد الاوربي في الصراع البريطاني ـ الاوربي حول البركسيت .
 
قرر مجلس العموم البريطاني امس السبت إرجاء التصويت على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى أن يتفاوض رئيس الوزراء بوريس جونسون مع بروكسل على مهلة جديدة غير التي سبق وحددها في 31 من الشهر الجاري، وهو ما سارع جونسون إلى رفضه.
 
وبأغلبية 322 صوتاً مقابل 306 وافق النواب على التعديل الذي قدّمه النائب أوليفر ليتوين والذي يهدف إلى إتاحة مزيد من الوقت للنواب لمناقشة الاتفاق الذي أبرمه رئيس الوزراء مع بروكسل من دون المخاطرة بحصول بريكسيت "من دون اتفاق" في 31 أكتوبر الجاري.
 
غير أن رئيس الوزراء سارع إلى إعلان رفضه الطلب من بروكسل إرجاء الموعد المحدد لبريكسيت.
 
أفاد مصدر في مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن الأخير لم يوقّع الرسالة التي طلب فيها من الاتحاد الأوروبي إرجاء بريكست، وأنه أتبعها بواحدة ثانية يقول فيها انه لا يريد التأجيل.
 
وجونسون مجبر على إرسال الطلب بحكم القانون بعد رفض النواب في مجلس العموم السبت دعم الاتفاق الذي توصل اليه مع الاتحاد الاوروبي بشأن بريكست، لكنه لا يزال مصرا على وجوب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر كما هو مخطط.
 
وقال المصدر في 10 داونينغ ستريت أن جونسون أرسل نسخة عن الرسالة كما يفرض عليه القانون في حال عدم اقرار اتفاق بشأن بريكست، الا انه لم يوقعها.
 
لكن جونسون وقّع رسالة أخرى تظهر بوضوح انه لا يريد إرجاء بريكست الى ما بعد نهاية هذا الشهر.
 
وتشرح رسالة ثالثة كتبها السفير البريطاني لدى الاتحاد الاوروبي تيم بارو أن رسالة جونسون تم ارسالها فقط بهدف الامتثال للقانون.
 
وفي بروكسل أكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك وصول طلب تمديد مهلة بريكست، لكن مصدرا في الاتحاد الأوروبي رفض التعليق.
 
وقال توسك عبر تويتر "طلب تمديد المهلة وصل. سأبدأ الآن استشارة قادة الاتحاد الأوروبي حول كيفية الرد".
 
وقال جونسون في وقت سابق "لن أتفاوض مع الاتحاد الأوروبي على تأجيل (موعد بريكست) والقانون لا يلزمني بذلك"، معرباً عن أسفه لأن يكون التصويت التاريخي الذي كان متوقعاً على الاتفاق السبت قد "أفرغ من مضمونه".
 
وأضاف "أيّ تأجيل جديد سيكون سيّئاً لهذا البلد وسيئاً للاتحاد الأوروبي وسيّئاً للديموقراطية
 
 من جهة اخري أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك السبت أن الحكومة البريطانية أرسلت لقادة الاتحاد الأوروبي طلبا لتأجيل موعد خروجها من التكتل.
وقال توسك عبر تويتر "طلب تمديد المهلة وصل. سأبدأ الآن استشارة قادة الاتحاد الأوروبي حول كيفية الرد"، في إشارة الى رسالة أجبر مجلس العموم البريطاني رئيس الحكومة بوريس جونسون على ارسالها.
 
ويصر جونسون على انه لا يريد تأجيل موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الى ما بعد المهلة النهائية المحددة في 31 أكتوبر، ويقول انه لن "يفاوض" بروكسل للقيام بذلك.
 
لكن بعد فشله السبت في تأمين الدعم في مجلس العموم للاتفاق الذي توصل اليه مع الأوروبيين، كان مجبرا بحكم القانون البريطاني على ارسال رسالة يطلب فيها تمديد مهلة الخروج حتى 31 يناير عام 2020، بينما يعمل النواب على تشريعات بريكست.
 
ويعود الآن القرار حول الطلب الى زعماء الاتحاد الأوروبي ال27 الآخرين، لكن مهمة توسك كرئيس للمجلس الأوروبي ستكون جمع وجهات نظرهم، وقد يدعو إلى عقد قمة خاصة للموافقة على تمديد المهلة.
 
ويعتقد بعض دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي أنه يمكن اتخاذ قرار من خلال القنوات الدبلوماسية وإصداره من بروكسل، لكن في الحالتين مشاورات توسك "قد تستغرق بضعة أيام" كما أفاد مصدر الاتحاد الأوروبي لفرانس برس.
 
تري هل يؤدي هذا الصراع البريطاني ـ البريطاني الي اسقاط حزب المحافظين .