هاني صبري - المحامي

أثارت عظة رئيس الطائفة الإنجيلية في أحتفال الطائفة الإنجيلية بعيد القيامة المجيد بتاريخ ٢٧ / ٤ / ٢٠١٩ ردود أفعال غاضبة ومتباينة وأحدث جدلاً شديداً وأثارت حفيظة الكثيرين ووضعت الكثيرين في تساؤلات وحيرة.
في تقديري قد جانبه الصواب في الكثير منها وتحمل في طياتها تناقض وخلط في الأمور التي تحتاج إلي ضبط كثير من المفردات، وفيها مخالفة لتعاليم الكتاب المقدس، وأخطاء قانونية قد تعرضه للمساءلة، وسوف نتناول بالتعليق علي بعض من هذه الأمور، حيث يُقرر رئيس الطائفة الإنجيلية بحصر كلماته "فكلُّ الشرائعِ والطقوسِ هي لخيرِ الإنسانْ" 
 
هذا الكلام مرفوض وغير مقبول من الجميع، وحتي من أصحاب الطقوس والشرائع الأخري، ومخالف لتعاليم الكتاب المقدس ولموضوع القيامة الذي يتحدث عنه.
ونحن نتساءل هل طقوس عبادة الأوثان والشيطان والحيوانات وطقوس الإلحاد وغيرها من الشرائع الأخري التي تحط من قيمة وكرامة الإنسان تخدم الإنسان ؟!.
 
حسب إيماننا المسيحي هناك طريق واحد للخلاص هُو خلاص السيد المسيح وفقاً لما جاء في الكتاب المقدس في ( سفر أعمال الرسل٤: ١٢) "ليس بأحد غيره الخلاص، لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعْطِيَ بين الناس به ينبغي أن نَخْلُص " .
مع تسليمنا الكامل أن الله أعطي الإنسان حرية الإرادة والاختيار فيما يدين أو يعتقد وهي علاقة خاصة بين الإنسان وربه والله وحده هو الذي يدين الجميع بالحق. 
 
كما يقرر سيادته في عظته "أن السيد المسيح لم يستخدمِ لفظةَ "المسيا" لو مرة واحدة لِمَا لهَا من حساسيةٍ سياسيةٍ لدى المستعمرِ الرومانيّ وموقفٍ دينيٍّ لدى اليهود وإستطاعَ السيدُ المسيحْ تجاوزَه واستخدَمَ بدائلَ تُعطِي نفسَ المعنى والدلالةْ، ككلمة الراعي. 
 
هذا الإدعاء فهم غير دقيق لكلمة الله وغير مقبول إطلاقاً وليس له ما يبرره اياً كان، وكان يجب علي سيادته أن يرجع للخلفية التاريخية للنص ومعني كلمة المسيَّا الذي معناه "الممسوح" أو المعين من الله لذلك فإن عبارة يسوع المسيح" و " يسوع المسيَّا" تتطابق في المعني، وعادة كان الشخص في زمن الكتاب المقدس يُمسَح بسكب الزيت إشارة إلي أنه معين لأداء عمل معين، لكن يسوع المسيَّا مسَح بالروح القدس ولم يُمسَح بالزيت ومن ثم ما تفضل بذكره في غير محله، وقد يفهم من البعض علي خلاف الحقيقة أن السيد المسيح رسالته غامضة وغير واضحة، أو أنه يخشي الرومان واليهود وحاشا أن يكون ذلك والأمثلة والمواقف التي ذكرها واضحة بذاتها ولا تحتمل التأويل لإرضاء سياسي أو ديني، فالحق هو السيد المسيح. 
 
كما يقول القديس جيروم أحد أباء الكنيسة العظماء، وصاحب ترجمة ” الفولجاتا”: “إن أسئلة السيد المسيح وذكره للأمثلة لكي يقود اليهود والجميع كي يعرفوا ويتعرفوا بأنفسهم علي المسيح.
 
بالإضافة إلي وجود أخطاء قانونية وردت بالعظة عندما ذكر سيادته "أن هناك كنائس أجنبية تحت مظلة الطائفة" وهذا لا يجوز لمخالفته للقانون وللأمر العالي الصادر في أول مارس ١٩٠٢ ولائحته التنفيذية، الذي تقرر يجب أن تكون الكنائس التي تخضع لمظلة الطائفة الإنجيلية كنائس مصرية معتمدة من الدولة، وليست أجنبية مع كامل احترامنا لكافة الكنائس الخارجية وتقديرنا لدورها نتحدث عن القانون، ربما لم تسعفه الكلمات أو المفردات" ربما كان يقصد تبادل أو تنسيق أو شراكة في الخدمة ولا نعلم ماذا يقصد بالتحديد!. 
 
عفواً رئيس الطائفة الإنجيلية فنحن نختلف مع سيادتكم لا يجوز لكم أو لغيركم أن يقول تعاليم تخالف تعاليم الكتاب المقدس تحت أي مسمي مهما كانت دوافعكم أو تفسيركم أو تأويلكم لها، مع كامل الاحترام والتقدير لكم ولمقام كنيستكم الرفيع، فأنا أختلف معكم في هذا الرأي حسب إيماني وإدراكي وما تعلمته وآمنت به.
 
لذلك يجب أن يصدر عن المجلس الإنجيلي العام بيان توضيحي لبعض الأمور الواردة في عظة رئيس الطائفة الإنجيلية لأنها تحتاج إلي إيضاحات أكثر لعدم تفسيرها وتأويلها بطريقة خاطئة قد تنال من طائفتكم الموقّرة وقد تحدث بلبلة بين المصريين.