كتبت ... كرستين انطون
نظم اليوم مركز إعلام قنا ندوة موسعه حول انتصارات أكتوبر وحروب التكنولوجيا الحديثة، حاضر بالندوة الدكتور محمد امبارك البنداري، أستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، بحضور فاطمة عبده عاشور، مدير مجمع إعلام قنا، أدار الندوة سهير السيد عبد الرازق، مسئول البرامج بالمركز.

قال البنداري، إن الدروس المستفادة من حرب أكتوبر ١٩٧٣ فكان أول درس هو الإيمان والثقة بالله عز وجل، فبعد هزيمة ١٩٦٧ كانت الروح المعنوية للجنود محطمة، ولذلك اختاروا شعار "الله أكبر" لرفع الروح المعنوية للجنود، كما تم اختيار تسمية خطة الحرب بـ "خطة بدر" تيمنًا بموقعة بدر فهي أول خطة هجومية تضعها القوات المسلحة المصرية بعد هزيمة عام 1967.

فرق البنداري، بين الجندي الذي يدافع عن وطنه وبلده و بين المرتزق، فالمرتزق هو جندي أجير ليس من أهل البلد يدافع عن غير بلده فإذا اشتدت الحرب نجي بنفسه هاربا من المعركة، أما الجندي المدافع عن بلده  وأرضه فهو عند موته شهيد منزلته مرتفعه في الجنة فمن شدة إيمان الجنود المصرين كانوا يحاربون وجهًا لوجه دون خوف أو رهبة من العدو.

أكد البنداري، بأن وحدة الجبهة الداخلية للمجتمع المصري هو الدرس الثاني من الدروس المستفادة من انتصارات أكتوبر فلم تكن هناك أي فتن طائفية في هذه الفترة، بل كانت فترة توحد فيها المجتمع بكافة أطيافه، خاصة الشباب لحرب رد الكرامة  فكانت وحدة المجتمع هي حائط سد ضد العدو الخارج.

تابع البنداري، الدرس الثالث هو السرية والخدع الإستراتيجية، فالسرية في الحروب والمعارك هو أحد الأهداف ألاستراتيجيه، حيث حققت المفاجأة 60% من النصر فكان التأكيد على السرية المطلقة لساعة الصفر وعدم الإعلان عنها كأوامر تحمل درجة سري للغاية، كما قامت ألدوله بعدة خدع استراتيجيه تساعد في هزيمة العدو ومنها تسريب معلومات للمخابرات الإسرائيلية بشأن أن مصر تنوي إجراء مناورات شاملة وليس حربًا ستبدأ من 1- 7 أكتوبر وأن المصريين الذين ينوون القيام بمناسك الحج سيتاح لهم ذلك، و إنهاء استدعاء بعض القوات الاحتياطية كنوع من التمويه بأن مصر لا تنوي شن أي حرب لتأكيد المعلومات التي وصلت للمخابرات الإسرائيلية

 و أشار البنداري، إلى أن حروب الجيل الأول هي الحروب التقليدية بين جيش و جيش آخر و حروب الجيل الثاني وهى حروب عصابات وفرق تقاتل الدولة والثالث هي حرب استباقية  وحروب الجيل الرابع هدفها انهيار الدول من الداخل و تسمي بنظرية الفوضى ألخلاقه فيخلق العدو مصالح له من هذه الفوضى فهي حروب غير تقليدية ليس بها أسلحة وجها لوجه  فالعدو مجهول بها، كما يدخل فيها الإعلام الجديد من وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المرئي وبدأت هذه الحروب مع بداية انتشار الانترنت 1986.

و أضاف البنداري، كما تعمل حروب الجيل الرابع على استخدام الحرب النفسية والذهنية المتطورة وأدواتها التحليل النفسي من خلال الصفحات الشخصية على مواقع التواصل، الإعلام والانترنت والتلاعب النفسي وتحريك الرأي العام، و استخدام الضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية.