"استحالة العشرة الزوجية".. جملة مقترنة في العديد من قضايا الخلع التي تقيمها السيدات لإنهاء حياتهن الزوجية، تكمن وراءها آلاف الأسباب التي تؤدي إلى وقوف المرأة بساحات المحاكم، في هذا الموقف، وأتى الخذلان من الزوج على رأس تلك المشكلات، خاصة حال فقدان الثقة بين الطرفين، فلم تعد أسباب الخلع والطلاق والنفقة كما كانت في السابق بل تطورت لتصبح لبعض الحالات أسباب غريبة، مثل حالة "عبير"، التي رفعت الدعوى بسبب "كيلو كفتة".

"كان نفسي أكل كفته وجوزي شخص نباتي، فجبت كيلو من وراه، واستنيته ينزل من البيت عشان آكله لأنه مانع أي لحوم تدخل البيت وأنا نفسي بتروح للحاجة غصب عني، فقولت آكل من غير ما أعرفه، لكني فوجئت من رد فعله"، كانت هذه أولى كلمات "عبير ف."، 29 عاما، بعدما أقامت دعوى خلع ضد زوجها أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة حملت رقم 1079 لسنة 2019.

تقول عبير لـ"الوطن"، إنها تزوجت منذ عامين من أحد أقاربها وهو شخص نباتي، وأخبرها في فترة الخطوبة أنه يريد أن تكون زوجته نباتيه أيضا، وأنه سيساعدها على ذلك، وبالفعل أقنعها وحاولت أن تتأقلم على الوضع الجديد وظلت فترة عليه، وعندما كانت تريد أن تأكل اللحوم والأسماك كانت تخرج لتأكلها خارج المنزل مع إحدى صديقاتها دون علم زوجها، إلا أنه كشف أمرها ومنعها من الخروج بدعوى أنه يساعدها أن تصبح نباتية، فأصبح خروجها بمفردها من المنزل أمر نادر حدوثه، لدرجة أنه كان يذهب معها عند والدتها.

تتابع ذات الـ29 عاما حديثها، قائلة إنها لم تعد تتحمل الوضع أكثر من ذلك، خاصة بعد تعدي زوجها عليها بالضرب عقب مشاهدتها وهي تتناول وجبة كفتة، من دون علمه: "كان نفسي فيها وطلبتها دليفري وقعدت أكلها قبل ما يرجع البيت، وخصوصا إن أنا مبعرفش أتحرك من غيره ولا أعمل أي حاجة، ورجع وأنا لسه باكل معرفتش أتصرف فقررت أصارحة، وأن أنا مش هكون نباتية تاني، وتطور النقاش بيا ومد غيده عليا وسببلي شرخ في كتفي، وقالي: أنتي متلزمنيش واطلعي برا بيتي".

ولهذا السبب قررت عبير أن ترفع دعوى خلع ضد زوجها، مبررة ذلك بأنها لم تعد قادرة على تحمل نمط حياته وعصبيته وشده تحكمه بها.