كتبت - أماني موسى
قال الكاتب والباحث د. مجدي خليل، مدير منتدى الشرق الأوسط للحريات، ما الذي يجري في العراق؟ بأن المظاهرات التي اجتاحت المدن العراقية مؤخرًا لم تكن الأولى بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، حيث شهد عدة تظاهرات في 2013 و2015 و2018 وهذه المظاهرات هي الأكبر من الغزو الأمريكي، وأول سبب لهذه المظاهرات هو الفساد الواسع المستشري بالعراق، لدرجة أن القيادي العراقي حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي السابق، صرح بأن محاربة الفساد أصعب من محاربة الإرهاب، حيث تفشى الفساد في العراق حتى أصبحت بغداد من أسوأ 10 دول في العالم بمؤشر الفساد.

فتجد أن 90% من أطفال العراق بسن الدراسة هم خارج التعليم، بالإضافة إلى النفوذ الإيراني بالعراق والذي كان من أهم أسباب هذه المظاهرات، حيث أصبحت العراق وكأنها تابعة لولاية الفقيه الإيراني، وهذا تحول في مجرى الأمور، حيث في السابق كان رفض من قبل السُنة للشيعة، واليوم هو رفض الشيعة للشيعة.

ففي استطلاع رأي أجرى العام الماضي وجد أنخفاض نسبة تأييد العراقيين الشيعة لإيران من 88% إلى 47% فقط، حيث زاد السخط من قبل الشيعة على إيران، وهذا تطور كبير يعني رفض لإيران والدور الإيراني وتدخله بالعراق.

كما قام المتظاهرين العراقيين بإحراق العلم الإيراني، وهتف المتظاهرين العراق حرة وإيران تطلع برة، وهذا يعكس كيف تتدخل إيران بالشأن العراقي، وتحرك كل الأحداث داخل العراق بالريموت كنترول من طهران.

وتابع خليل في برنامجه "مع مجدي خليل" المقدم عبر شاشة اليوتيوب، أيضًا تظاهر العراقيون لاعتراضهم على النظام العراقي الحاكم بعد سقوط صدام حسين كمعظم الشعوب العربية التي تعاني من وجود أزمة مع النظام الذي يحكمها.

وأشار خليل إلى الفريق عبد الوهاب السعدي الذي كان يعمل بمنصب رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، وهو رجل أمني محترف قام بالدور الأكبر في القضاء على داعش هناك، وأقام الناس له تمثال في العراق بعام 2017 بعد إعلان القضاء على داعش بالعراق.

موضحًا أن طهران والنظام الإيراني لا يحب أي نظام شيعي مستقر، فأي نظام شيعي لا بد أن يكون تابع لهم أو عميل بمعنى أدق، وأنهم يخشون من أي قائد شيعي لديه علاقات دولية جيدة.

وأضاف مجدي أن مظاهرات العراق الأخيرة كانت أشبه بما حدث في ثورات "الربيع العربي" وأن الشباب العراقي يبغي التغيير نحو الأفضل، مشددًا بأن هذه المظاهرات والشباب القائمين عليها لا علاقة لها بأي جهات خارجية، وليس لها قيادة موحدة ككل المظاهرات التي قامت بالدول العربية، وكانت مطالبها اقتصادية أيضًا ككل انتفاضات دول الشرق الأوسط، ثم يتم رفع سقف المطالب والمطالبة بإسقاط النظام.

وأوضح خليل أن العشرات قتلوا جراء هذه المظاهرات قتلوا بواسطة قناصة محترفين استهدفوا الرأس والصدر، أي الإصابات التي تؤدي إلى الوفاة، ومن تورط بقتلهم هو إيران وعملاءها، حيث قالت رويترز أن فصائل شبه عسكرية تابعة لإيران قامت بقتل المتظاهرين العراقيين.