بقلم زهير دعيم
( من وحي شلالات كريمل - النمسا – 4\ 7 \2019)
 
ويجثمُ الغيم على رأس الجبل 
يدغدغُ تارةً بقايا الثلج 
وأخرى زهراتٍ صغيرةً هائمة 
وشُجيراتٍ ولهى 
ويروح يهمسُ برفقٍ 
كاتبًا بخيوط من طلٍّ 
قصيدةَ وجْدٍ 
وقصّةَ محبّة 
سرعان ما تخبو وتصمتُ 
" وتتفتتُ " همسًا ووشوشةً 
حينمات ينتحر الجرف 
من فوق 
ينتحر بلا رحمة 
ليولدَ شلّالاً هادرًا ..
شقيًا ...
تارةً يُغازلُ الصّبايا الشُّقر 
والسُّمر أخرى 
وهنَّ يغسلن أقدامهنّ الجميلةَ
عند قدميْهِ 
فيرشُّهنَّ بعطرِه 
وفوْحِ عبيرِه مقهقهًا 
ليروحَ من جديدٍ 
يخطُّ على الصّخرِ 
سيمفونيةً لموتسارت 
تمورُ رذاذًا مُنعشًا 
وحروفًا ...
تحكي عن السّماء 
عن الفِداء 
عن لوحةٍ رسمها الإلهُ 
ورماها من علٍ 
لِتُحدِّثَ بمجدِهِ 
وتُخبرَ عن جبروته 
وتحطّ عند أقدام الأزل 
سِحْرًا لا يعرفُ الذّبول.