مدحت قلادة يكتب:

شهداء المسيحية الأبرار"لقب شهيد" هذا اللقب السحري ذو القدرة الجبارة القادر على تحويل الإنسان إلى وحش كاسر أو لص قاتل مستحل شرف وحياة وأموال الآخر.

 

هذا اللقب الذي جعل الغوغاء والدهماء يتسابقون لنيل سبق الفوز به معتقدين أنه طريقهم للجنة المزعومة.ومن العجيب أن لقب الشهيد نسمعه يومياً من المتأسلمين فأصبح يطلق على الجماعات الجهادية الإرهابية وعلى المجرمين والسفاحين وسافكي الدماء من أبناء أوطانهم المتفقين لدينهم أو المخالفين لمذهبهم، ويقسمون بالله وبعرشه أن هؤلاء القتلة السفاحين وسافكي الدماء هم شهداء معتقدين أنالله جل جلاله يسير على هواهم ويتبع خطاهم.

 

أصبحت كلمة شهيد عند سماعها تصيب المرء بالريبة لالتصاقها بقاتل أو لص أو سفاح لبني وطنه. او حاكم طاغية مثل صدام حسين او سافك دم مثل ابومصعب الزرقاوى السني " القاطع رؤوس البشر أحياء أو الشيعى صاحب المتقاب " أومعتوه أٌستخِدم من قبل جماعات الجهادية !!.

 

ولكن ستظل كلمة شهيد فى المسيحية محتفظة بجمالها وسموها حينما نتذكر شهداؤنا الاقباط فى كل زمان ومكان منذ حادث الخانكة ودماء شهداء الاقباط تروى أرض مصر الجميلة مروراً بالزاوية وأبوقرقاص.

 

إلى ماسبيرو عام 2011 هؤلاء الشهداء سفكت دمائهم ليس لكونهم قتلة أو مفجري قطارات أو طائرات أو سفاحين لبني أوطانهم بل لكونهم مسيحيين.مدحت قلادة أرادوا الاحتفاظ بإيمانهم في دولة ضاع فيها العدل واستباح التطرف دماء وشرف الآخر المخالف في الدين فشهداؤنا خير مثال لكلمة شهيد قدموا ذواتهم محرقات حية على مذبح الحب الإلهي متمسكين بإيمانهم إلى النفس الأخير.أتذكر الشهيد مينا دانيال " جيفارا المصري " المناضل العنيد الذى نجا من القتل يوم موقعة الجمل ليستشهد فى ماسبيرو لتضيع ابتسامته ويهرق دمه الطاهر ليروى أرض مصر العظيمة فى شهادة حب للوطن لأنه رفض الظلم والكراهية والحقد.

 

اتذكر العريس الشاب مايكل مسعد الذى شارك مع خطيبته فيفيان مجدى أقباط مصر فى مظاهراتهم السلمية لرفض التعصب والكراهية طالبين العدل فلم يرى العدل فى الأرض ليراه فى السماء بعد ان اغتيل بواسطة سيارات مصرية وقوات مصرية وقائد مصرى ليترك خطيبته المسكينة ممسكة بيديه صارخة رد عليا يا مايكل. رد عليا. احنا كان اكليلنا اتحدد ليه تسبنى وتموت شهيد ليه قتلوك لم تحمل سلاحا ولا سيفا إنما حملت قلبك فقط المملوء بالحب لمصر وشعبها.

 

لهذا قتلوك لماذا تركتنى. لتروى دموعها أرض مصر كما روت دماء خطيبها أيضا.إن الشهادة فى المسيحية هى الثبات على الإيمان وعلى الرأى ليست الشهادة قتل ونحر الآخر بل ثبات على الإيمان لذلك شهداءنا الأبرار هم شفعاء فى السماء وكما هو مكتوب فى سفر الرؤيا 11 و12 " وصرخوا بصوت عظيم قائلين:

 

حتى متى أيها السيد القدوس والحق، لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض، فأعطوا كل واحد ثيابا بيضا، وقيل لهم أن يستريحوا زمانا يسيرا أيضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم، وإخوتهم أيضا.

 

طوباكم أيها الشهداء العظام لقد أثبتم للعالم معنى الشهادة الحقة شهادة للحب الالهى وليس شهادة القتل وسفك الدماء.طوباكم أيها الشهداء الأبرار الذين ينعمون بالوقوف أمام عرش الله ترنمون وتسبحون مع ملائكة السماء.

 

طوباكم أيها الشهداء الأبرار الذين ارتفعتم بالحواس الجسدية لتنالون أرواح ملائكية.صلوا لأجلنا أمام عرش النعمة صلوا لسلام العالم صلوا من أجل أرضنا الحبيبة مصر ليحل عليها الحب والخير والسلام وترحل عنا ايدلوجية الكراهية والحقد المستحلة للآخر.صلوا لأجل مصر ليرحل هذا النظام الفاشى المستحل كل شىء والمستحل كل الأشياء من أجل البقاء." لا أعرف خطيئة أعظم من اضطهاد برئ باسم الدين" من أقوال غاندي