تلقيت من الأستاذ محمد السيد رجب رسالة حول الجدل الدائر بين المؤيدين والمعارضين جاء فيها:

 
تحت عنوان «مؤيدون ومعارضون» قرأت لكم مقالًا مهمًا فى 29 /9، ومختلفًا كما هى العادة، يفيض صدقًا ومنطقًا. وأبادر وأقول بأنه ليس هناك شخص عاقل يحمل قدرًا محدودًا من الفكر السليم يعتقد أن مصر عاشت الأسابيع القليلة الماضية خالية من القلق والخوف والترقب: مؤيدين ومعارضين على نحو لم يسبق له مثيل. ومن خلال تجربة شخصية أنا أعيش مع زوجتى وحدنا بعد أن تزوج الأنجال، هى فى حجرة وأنا فى حجرة أخرى، ولا تمر دقيقة إلا وأنا أسمع تصفيقًا حادًا من الحجرة المجاورة بعد سماع أى جملة ينطق بها السيد الرئيس عبر برامج التليفزيون المختلفة، بينما أنا أقرأ روايات نجيب محفوظ أو تولستوى!. ومن عجب أننا لا نختلف بل نتفق فى أمور كثيرة. نتفق أن الرئيس أنقذ مصر ويقيم مشروعات نهضوية كبرى ويتمتع بفكر شامل جديد. هى لا ترى أى نقص أو تقصير إطلاقًا حتى عندما أواجهها بفاتورة السوبر ماركت التى تزداد دون مبرر أسبوعًا بعد أسبوع، تقول لى على الفور دون أن تذكر الاسم: «ماذا يفعل لكم وكأنه المسؤول عن كل صغيرة وكبيرة؟» أنتم لا تعملون ولا تنتجون وتتناسلون!.
 
إن تأييد زوجتى هذا ينخرط ضمن ملايين المؤيدين!، ولكن الإنسان لا يستطيع أن يعيش بالحب فقط، بل هو يحتاج دخلًا معقولًا يضمن له تحقيق أبسط أمور الحياة! هو باختصار يريد استقرارًا وأمنًا وسترًا. والمقصود بالستر هنا هو أن يضمن حدًا إنسانيًا معقولًا من الغذاء وتعليم أولاده ورعاية صحية إنسانية. ولكن حذارِ أن تتصور أن هذا الشخص لا يرى ولا يسمع ولا يفهم ولا يتألم. ومن الخطأ الجسيم أن يتم حساب المؤيد والمعارض بالأعداد والأرقام، فهناك ملايين تتحول من مؤيد إلى معارض إذا استشعرت خطرًا، قبل أن يرتد طرفك حيث هى، لا ولاء لها إلا صالحها ومكسبها. وهناك ملايين تتحول من معارض إلى مؤيد إذا استشعرت حبًا وأمنًا واهتمامًا واحترامًا!.
 
وللمناسبة هناك سؤال مُلِح يحيرنى: أنا أعلم يقينًا أن النفاق لابد أن يجلب فائدة ونفعًا وكسبًا. ولكن هل هو أيضًا يحقق فى حد ذاته متعة ولا أقول لذة؟! إن الإنسان أحيانًا يضحى بالمبدأ فى سبيل اللذة. فهل النفاق الواضح المكشوف إذا استفحل إدمانه من الممكن أن يحقق اللذة فقط دون الحصول على نفع أو كسب؟!.
 
وأشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
محمد السيد رجب.
نقلا عن المصرى اليوم