كشفت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن إعلان الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من سوريا حدث خلال "مُكالمة مُجدولة" مُتفق عليها مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان بعد ظُهر الأحد.

 
ونقلت المجلة عن مسؤول في وكالة الأمن القومي الأمريكية وصفته بـ"المُطلع"، الثلاثاء، قوله إن المكالمة الهاتفية المُجدولة جاءت بعد ساعات من قيام أردوغان بتعزيز وحداته العسكرية على الحدود السورية التركية وتهديده بشن هجوم عسكري.
 
وقال المسؤول الأمريكي الذي تحدّث بشرط عدم كشف هويّته لأنه غير مخول لمناقشة الأمر علانية، لنيوزويك، إن "الرئيس ترامب وافق على سحب القوات الأمريكية من سوريا خلال المكالمة ليبدو فقط وكأننا نحصل على شيء، لكننا لا نحصل على شيء".
 
وأضاف أن "الأمن القومي الأمريكي دخل في حالة من الخطر المتزايد لعقود قادمة لأن الرئيس ليس لديه تصورات واضحة، وهذا هو بيت القصيد".
 
وتابع "ليس مُستغربًا أن نشهد توغلًا أمريكيًا داخل الأراضي السورية في غضون الـ 24 أو 96 ساعة المُقبلة".
 
وفي وقت متأخر من مساء الأحد، قال البيت الأبيض في بيان إن تركيا ستغزو شمال سوريا قريبًا، لكن ترامب ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أكّدا أنهما لا يؤيّدان أي عملية تركية في شمال سوريا.
 
وغرّد ترامب على حسابه عبر تويتر، أمس الاثنين: "أكرر ما أكّدته من قبل، أنه إذا فعلت تركيا أي شيء أعتبره بحكمتي البالغة التي لا تضاهى متجاوزا للحدود فسأدمر الاقتصاد التركي وأمحوه تماما (لقد فعلت ذلك من قبل)".
 
ووفق المسؤول الأمريكي، لم يوافق ترامب خلال المكالمة على أي عملية عسكرية تركية ضد القوات الكردية، كما لم يُهدّد بفرض عقوبات اقتصادية إذا قررت تركيا شنّ عمليات هجومية.
 
وفي حين ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير، أمس الاثنين، أنه سيتم سحب ما بين 100 إلى 150 من الجنود الأمريكيين من شمال سوريا. وأكد المسؤول في مجلس الأمن القومي لنيوزويك أن العدد يقارب 230 جنديًا أمريكيًا، بينهم عدد من عناصر القوات الخاصة الأمريكية ووحدات الاستطلاع.
 
وفي حال مضت أنقرة قُدمًا في عمليتها العسكرية المُزمعة في سوريا، رجّح المسؤول الأمريكي أن تُمارس الولايات المتحدة ضغوطًا على الاقتصاد التركي.
 
كان ترامب قال أمس الإثنين إنه حان الوقت لتخرج الولايات المتحدة "من الحروب السخيفة التي لا نهاية لها في سوريا"، وذلك بعد أن أعلن البيت الأبيض عن سحب قوات أمريكية من شمال شرق سوريا قبيل العملية العسكرية التي تعتزم تركيا القيام بها شرق الفرات.
 
وأضاف ترامب في سلسلة تغريدات عبر تويتر أنه "كان من المفترض أن تكون الولايات المتحدة في سوريا لمدة 30 يومًا، كان ذلك قبل سنوات عديدة. (لكننا) بقينا وتدخلنا أعمق وأعمق في معركة دون هدف في الأفق"، مٌشيرًا إلى أن القوات الأمريكية وصلت سوريا عندما كان تنظيم داعش ينتشر في المنطقة.
 
وتابع الرئيس الأمريكي: "سريعًا، هزمنا داعش بنسبة 100 بالمائة بما في ذلك القبض على الآلاف من مقاتلي داعش، معظمهم من أوروبا، لكن أوروبا لم تستعدهم"، لافتا إلى أنه رفض طلب أوروبا من واشنطن الاحتفاظ بهم، داعيًا إياها لمحاكمتهم بدلا من تكلفة احتجازهم "باهظة التكلفة" بالسجون الأمريكية.
 
وأعلنت تركيا، الثلاثاء، أنها أتمّت استعداداتها لعملية عسكرية في شمال شرق سوريا بعد أن بدأت الولايات المتحدة في سحب قواتها، مما يمهد الطريق لهجوم تركي على القوات التي يقودها الأكراد والمتحالفة مع واشنطن منذ وقت طويل.
 
وسيكون هذا ثالث توغل من نوعه لتركيا منذ 2016 بعدما نشرت بالفعل قوات على الأرض عبر قطاع في شمال سوريا بهدف احتواء النفوذ الكردي بسوريا في الأساس، بحسب رويترز.