كتب - محرر الأقباط متحدون أ. م
قال الباحث إٍسلام بحيري، أن الحلول السطحية لعلاج الخطاب الديني لن تجدي نفعًا، بل أن الحلول المدلسة هي مجرد ضحك على الناس، والأمر هنا أصبح مصالح وليس دين، وأن هناك أحاديث اختقلت -على حد قوله- وأحاديث ضعيفة دخلت بين البخاري ومسلم، والمشكلة أن هذه الأحاديث دخلت في أصول التكفير وقضت على قيم الإسلام بالقرآن الكريم وما أقره الرسول "ص".

وأضاف بحيري في برنامجه "البوصلة" المقدم عبر شاشة TEN، أن هذه الأحايدث ضربت قيم القرآن الكريم فجعلتك تعادي العالم كله، وتعادي وتعادي بني دينك وتعادي بني جنسك كله، 72 فرقة في النار، وترى أن الناس كلها على ضلال والدنيا كلها مرتدة، فهذا هو الإسلام الموجود في الكتب القديمة قبل ابن تيمية -على حد تعبيره-.

وتابع بحيري، هناك أيات تم انتزاعها من سياقها وأيات أخرى وضعت في سياق آخر غير سياقها وتم إعلاء أيات على أخرى لكي يخرج فقه، وإذا كان هذا الفقه لا أريده دينًا لي، بما أنه رأي واجتهاد واستنتاج بشر، فأنا لن أعتد به، فيتم تكفيرك، وغير مسموح بالاختلاف إلا في داخل هذه الآراء.

وشدد بقوله أن الإجماع هو سيف على الرقاب، وكلمة إجماع الأمة هي كلمة مدلسة -على حد قوله- لأنها تعني أن كل فرد في الأمة قد وافق واتفق على هذا الرأي، وكلمة إجماع الأئمة تمنعك من التفكير أو المعارضة أو طرح أي رأي آخر، فتجد من يقول لك أنت مين؟ أنت تعرف إيه عن الدين أو اللغة العربية.

وأضاف بحيري، الشاب الداعشي اللي قاعد في ريف سوريا ولا عندنا في سينا ولا في جنوب تونس أو المغرب أو السودان، يتم تكوينه من خلال خطبة الجمعة وقراءة الكتب المجمع عليها، فتجد أن الأئمة أجمعوا أن جهاد الطلب فريضة، وأن النكوس عنه إهدار لفريضة في الإٍسلام، وجهاد الطلب هو أخذ الناس بلا سبب، ولو الحاكم لم يفعله افعله أنت، وكذا مقاتلة المرتدين ولو شهدوا الشهادتين وصاموا رمضان، ولذا تجد الدواعش يقتلون الجنود في رمضان وهم صائمين أو يصلون وقت الإفطار، أو يفجروا مسجد، وذلك لأنه وفق هذه الكتب مرتدين وجب قتالهم، ولذا لا تستغرب هم ينفذون ما جاء في الكتب.

هذا بخلاف قتل السني والشيعي والصوفي والأشعري، وبالطبع قتال المختلف بالدين وأفهموهم أن قتل وقتال المرتدين أمر واجب، بلا راية من الإمام أو الحاكم، مث واعة قتل فرج فودة.

وأشار بحيري إلى إجماع الأئمة الأربعة أن كل من هو على غير الإسلام كافر بالله، ولذا تجد مشايخهم يقولون جهرًا أنت كافر بس أنا مش مطالب أقتلك، لكن الشاب هياخد كلمة كافر ويروح يقرا الكتب، فيلاقي أنه لازم يقتله.

كما أن قتل المسلم لغير المسلم يتم عقوبته بالتعذير وليس القصاص باعتبار أن دمه ليس في درجة دم المسلم، وشدد بقوله: اقرا الكتب اللي بتكون عقليات الشباب الداعشي ومعروف مكانها فين، حتى أنها تقول على بعض الآيات القرآنية الخاصة بالسماحة "لا يعمل بها"، كآيات ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين، وعن المسيحيين أنهم أهل الكتاب وأن الله يحكم بينهم يوم القيامة.

كما أن ابن تيمية وآخرين أفتوا بقتل المرتد دون الرجوع للحاكم، وهو ما يستند إليه أتباع داعش، مشددًا أن التراث يحوي الكثير من الأمور التي لا تستوي أن توضع تحت كلمة دين، ولكنها موجودة، وبجانب التراث هناك نسق عام أي حالة مجتمعية نعيشها تؤيد هذه الكتب وما جاء فيها ولا تسمح بالمخالف، ولم يخرج طيلة مئات السنوات السابقة أحد يتدبر ويقول أن هذا غير معقول ولا يمت للدين بصلة، وحين يخرج أحد من التيار الإصلاحي يتم مهاجمته وتشويهه بكل الطرق.

وحين قال علي عبد الرازق أن الإسلام دين فقط وليس خلافة قاموا بتكفيره وإخراجه عن الدين، ورفعوا عنه الدرجة العلمية التي أخذها من الأزهر، واليوم يقولون أن الخلافة أمر مزعوم، وأخشى أن يتراجعوا بعد عشرات السنين عما أقروه الآن بعد أن نكون انتهينا جميعًا.

وشدد على حد تعبيره أن هذه الكتب تكفي لخلق لعنةوليس مجتمع، ولذا فأن النسق العام منذ عشرات السنوات يتم تكفير أي شخص من التيار الإصلاحي.

وطالب بضرورة الاعتذار عما جاء بالكثير من هذه الكتب، كما فعل البابا يوحنا بولس حين اعتذر عام 2000 عن الحروب الصليبية، قائلاً: "وأنت هتعملها.. يومًا ما هتعملها، تقول أنا أسف كل اللي حكيته لكم عن الخلافة الأموية وغيرها لا علاقة لهم بالإسلام وكانوا قتلة".

وأختتم، بأن هناك حلولاً وتستطيع أي دولة أن تفرضها فرض.