هاني دانيال
ساد خلط كبير، خلال الأيام الماضية، على هامش توزيع جوائز «الأفضل» المقدمة من الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، ومع الإعلان عن حصول النجم المصرى محمد صلاح على المركز الرابع خلفا للبرتغالى كريستيانو رونالدو صاحب المركز الثالث، اعتقد البعض أن صلاح كان بحاجة لعدد قليل من النقاط للمنافسة مع رونالدو ليصبح من اللاعبين الثلاثة الأوائل، وهى كلها أمور مغلوطة وينبغى توضيحها، خاصة أن هناك معايير واضحة يضعها الفيفا، ولا تخضع للأهواء والعواطف، فى ظل رقابة صارمة يقوم بها بالتعاون مع PwC وهو مكتب مستقل فى سويسرا.

لماذا اخترت ساديو مانى أولاً؟
حظيت بثقة الفيفا للعام الرابع على التوالى فى المشاركة بالتصويت عن مصر، وتصلنى استمارة التصويت بالبريد الإلكترونى، ويتم منحى حوالى ثلاثة أسابيع للرد والاختيار، ولكن الأمر لا ينبغى النظر إليه بشكل عاطفى أو عشوائى، وعبر متابعة من أرض الملعب وليس الشاشات، عبر حضورى نهائى دورى الأبطال الأوروبى للأندية فى مدريد، ونهائيات دورى الأمم الأوروبية للمنتخبات فى بورتو، فضلت اختيار ساديو مانى لنجاحه فى الفوز بدورى الأبطال الأوروبى مع ليفربول، مع تحقيق أعلى عدد من الأهداف بالدورى الإنجليزى، إلى جانب مساعدة منتخب بلاده فى الوصول لنهائى إفريقيا، بينما جاء صلاح ثالثا بنفس أسباب ترشيح ساديو مانى، ولكن خروج منتخب مصر مبكرًا من كأس إفريقيا أضعف حظوظه فى الحصول على مركز متقدم، وهذه هى معاييرى منذ اختيارى للتصويت فى 2016، فلم أختر ميسى رغم موهبته التى لا يختلف عليها أحد لعدم وجود إسهامات له بارزة مع منتخب الأرجنتين، مع الوضع فى الاعتبار أن هناك معايير يضعها فيفا أمام صاحب الصوت ومنها تقييم أداء وسلوك اللاعب أو المدرب داخل الملعب وخارجه. وللتوضيح، وبحكم قربى من التواجد مع الصحفيين الأجانب، هناك متابعة دقيقة فى الاختيار وعدم التعامل مع الأمر بعشوائية، وكما قلت كثيرا الأمر ليس شخصيا بدليل اخترت صلاح العام الأول ترتيب أول، ولكن هذا العام أرقام التصويت كاشفة لعدد من الأمور ينبغى الالتفات لها بعناية دون عواطف، فى تصويت العام، احتل صلاح المركز الخامس فى تصويت المدربين، والمركز الرابع فى تصويت قائدى المنتخبات، والخامس فى تصويت الصحفيين وأخيرا الرابع فى تصويت الجمهور!

هل صلاح بحاجة لمجاملة منى؟
بالطبع لا، صلاح لاعب محترف ويدرك مقومات الاحتراف، ولا يهم صلاح أن يختاره أحد فى المركز الأول أو الثالث، وكثيرا ما دخل فى صدام مع البعض لمجرد أنه يطالب باحترافية التعامل، وتصريحاته لشبكة CNN فى أغسطس الماضى توضح ذلك «أنا مجرد لاعب بالفريق، ولو بإمكانى شىء لغيرت كثيرًا من الأمور»، ردًا على دعمه لعمرو وردة، ولاتزال كلمته الشهيرة «المصريين ليست لديهم الـ Mentality»، وتعامل معها البعض بسخرية، فى حين أنه يلعب فى أكبر وأهم دورى على مستوى العالم، ويتعامل بنفس المعايير الاحترافية التى فرضت نفسها عليه لعبًا وسلوكًا.

هل خذل الصحفى المصرى «ابن بلده»؟
بالطبع لا، الخلط بين الشخصى والاحترافى غير ممكن، بدليل عدم تصويت كل من الصحفيين الممثلين لكل من إنجلترا وفرنسا لأى لاعب من منتخب بلادهما، بينما اختار الصحفى البلجيكى هازارد فى المركز الثالث ولم يضعه ترتيبًا أول. مع مراعاة أن كل صحفى يقوم بمتابعة الفعاليات التى ينظمها الفيفا أو الاتحاد الأوروبى لكرة القدم عليه الالتزام بقواعد صارمة ويقوم بالتوقيع على ذلك، ويتم سحب الاعتماد منه فور اكتشاف اختراقه لهذه القواعد، ومن ثم محاولة خلط الأمور وتزييف الحقائق، ومحاولة الارتكان إلى وجود أمور شخصية فى التصويت عارٍ تماما عن الصحة.

أما من يدّعون أن الفيفا اختار شخصًا مجهولًا للتصويت، فهذا يمكن الرد عليه من خلال الإشارة إلى أن هناك معايير واضحة وصارمة تقوم بها اللجنة الإعلامية للفيفا، وتعمل على متابعة الصحفيين المعتمدين رسميًا لديها، وتقييم مشاركتهم فى الفعاليات المختلفة، والموضوعات التى يقومون بها، بل وتقييم الاستفتاءات التى سبق أن شاركوا بها، وتم تغيير عدد من الصحفيين الذين شاركوا فى الاستفتاء مثل ممثل الصحافة الإنجليزية والأمريكية، بينما ممثل الصحافة المصرية حافظ على وجوده، سواء حينما كان يعمل بجريدة «وطنى» داخل مصر ثلاث سنوات، أو حينما انتقل للعمل فى ألمانيا مراسلاً لصحيفة «البوابة»، وهو ما ينفى مزاعم البعض بأن وجوده خارج مصر هو السبب فى الاختيار، مع العلم بأن له موضوعات منشورة فى عدد من الصحف باللغات العربية والإنجليزية والألمانية، وإذا كان البعض لم يتابع ذلك منذ 2016، فهو يلوم نفسه أولا، خاصة أن نتائج التصويت معلنة وليست سرية.
نقلا عن المصري اليوم