نشوى الحوفى

ارجوك اقرا بهدوء وحاول تربط الاحداث وتدرك ما يحيط بنا ...
بينما تشتد موجة الهجوم الفضائي على بلادي وعامود خيمتها الأساسي القوات المسلحة، لم تكن مصر بمنأى عن أطراف الأحداث المحيطة بها. فما بين انتخابات الكنيست الاسرائيلي للمرة الثانية خلال العام، وبين انتخابات الرئاسة التونسية التي مثلت المفاجأة للقاصي والداني، وبين ضرب موقع شركة أرامكو السعودية واعلان المملكة خفض انتاجها للنصف قبل عودته مجدداً، وبين تصريحات الادارة الامريكية عن موقفها من ايران، وبين اعلان القاهرة عدم التوصل لاتفاق فيما يتعلق بسد النهضة باثيوبيا واستمرار الخلاف حول مدة ملئه، لا يمكنك وسط تلك الاحداث إلا التأمل علك تدرك ما تواجهه بلادك وما علينا فعله.

ففي اسرائيل ورغم تراجع حزب الليكود وفشله بقيادة نيتنياهو في الفوز، وتقدم حزب أزرق أبيض بقيادة جانتس رئيس الاركان الاسبق، وحصول القائمة العربية المشتركة على نحو 12 مقعد، إلا أن هذا لا يعني تغير الموقف الحاكم في اسرائيل المؤسسات وانتهاء حكم اليمين بقيادة نتينياهو، ولكنه ربما يعني تقارب في اتجاه فكرة الدولة الواحدة بتكوين حكومة ائتلافية تضم جانتس و نتينياهو و ليبرمان حتى لو تنازل نتينياهو عن الرئاسة. في ظل اصرار الاخير على تكوين "حكومة صهيونية قوية" كما أسماها. ليكون المزيد من التوغل في مفاصل العالم العربي لمزيد من التفتيت.

أما في تونس فقد انتهت الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية التي انتهت بالاعادة بين اثنين من المرشحين لم يكونا على قائمة التوقعات. وهما الاعلامي ورجل الاعمال نبيل القروي المسجون على ذمة قضايا مالية وفاز بنسبة 15.8% و أستاذ القانون الدولي قيس سعيد والذي فاز بنسبة 18.4 %. البعض رأى في فوز سعيد هزيمة منكرة لحزب النهضة الذي خاض الانتخابات بعبد الفتاح مورو نائب رئيس مجلس النواب، ولكن الحقيقة أن الاخوان خاضوا الانتخابات بمورو و وجهوا الاصوات والدعم لقيس سعيد! أي أنهم لم يسعوا للرئاسة في ثاني خطوة لهم بعد اتفاق انتخابات الرئاسة في 2104 والتي عُرفت "اتفاق الشيخان" راشد الغنوشي والقائد السبسي لاقتسام السلطة بعد خلع الاخوان من حكم مصر عام 2013. الأخوان تنظيم لديه بدائل ويفضل اليوم الحكم من وراء الستار.

ويأتي الحدث الثالث في الأيام الماضية ليثبت ما تواجهه مصر من تحديات بعد ضرب شركة ارامكو في المملكة العربية السعودية وتضارب الاراء حولها. فبينما اعلن الحوثيين ضرب شركة البترول السعودية بما يزيد عن 10 طائرات مسيرة، تناولت بعض الاخبار والتحليلات استحالة ذلك مرجحة أن يكون الهجوم قد تم بنوع محدد من الصواريخ تم اطلاقه من منطقة شمالية للمملكة. من العراق أو ايران دون ان يشترط هذا ضلوع الدولتين في الفعل، فلربما الفاعل اسرائيل التي تمتلك تلك النوعية الخاصة من الصواريخ. ولكن في ظل حالة الافزاع التي تقودها الولايات المتحدة في العالم من ايران وحشد الامكانيات العسكرية للتجييش في الخليج و جمع الاموال من دوله لصالح الحماية، وغياب البصيرة العربية عن حقيقة العدو، فلابد أن تكون إيران هي الفاعل لا غيرها. وأمن الخليج واستقرار شمالنا امن مصري استراتيجي.

ثم كانت تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري في القاهرة اثناء اجتماعه بنظيره الفرنسي، حين اعلن عند سؤاله عن نتائج اجتماعات سد النهضة، أن الاجتماع مع اثيوبيا والسودان انتهى برفض الجانبين المصري والاثيوبي لمقترحات كليهما. ووجود خلافات أساسية بشأن التدفق السنوي للمياه التي ينبغي أن تحصل عليها مصر وكيفية إدارة عمليات التدفق أثناء فترات الجفاف. بالطبع يأتي هذا بعد اعلان اثيوبيا واسرائيل في شهر يونيو الماضي نشر صواريخ اسرائيلية حول السد لحمايته؟!؟!

يأتي كل هذا في وقت تداعت في السنة الضباع و فيديوهاتهم في فضائيات ممولة، لا تخاطب سوى ضعاف الفهم و غائبي التفكير، مع اصرار الجميع على تركيز هجومهم على الجيش المصري وأداءه و مسئولييه. وحينما يتحدث رعاع الفكر والخُلق يغيب المنطق ويسود العبث ويصبح الإقناع ضرباً من خيال.

ومن هنا تكون دعوتي للحفاظ على كتلة مصرية يعلمون انها عنصر القوة الحامي لهذا الوطن. كتلة لا يملكون لها طريق سوى عالم الفضاء الغامض الخفي، للعبث بوعيها في ظل غياب لاعلام وطني قادر على ملأ الفراغ، وغياب مشروع ثقافي قادر على احتواء التمرد والفراغ. فهل من واع لما يحدث حولنا؟ وهل من عقول قادرة على العمل كي تحيا مصر؟
ابداً ودوماً تحيا مصر.
نقلا عن الفيسبوك