زهير دعيم
وتصرخُ السّماءُ صرختَها المعهودة 
 صرختها المُدويّة : 
 " دمُ أخيكَ يصرخُ اليَّ "
وتصرخُ الأرضُ بمرارةٍ 
شبعتُ دمًا  بريئًا 
أرتويتُ 
كُنتُ أريده ماءً زُلالًا
ومطرًا ورحمةً 
ويصرخُ الفضاء
مللتُ أزيزَكم  وضجيجَكم وليلَكم المُدلهمّ
 ومقتُّ 
اختلاسكم للأرواح والسّكينة 
وعبَثَكم 
وعُهرَكم 
 ومؤامرتكم
وتصرخُ الانسانيةُ المُعذّبة 
 والألمُ يتعصرُ النفوس :
كفى...رحماكم
رحماكَ يا ربّ السّماوات 
أطلقْ نفوسَنا من الضّغينة 
حرّرنا من العنفِ المستشري 
أعتقْنا من أحابيل الشّرّير 
خلّصْنا...
فقد امتلأتْ حقولُنا  شوكًا وحَسَكًا 
وغمرتْ روابينا المرارةُ 
وبِتنا نمقتُ الليلَ وأهلَه 
ونترجّى وعيوننا الى فوق
والدّمعُ يغسلُ الخدودَ 
نترجّى ... 
رحمتَكَ 
حنانَكَ 
وسلامَك المغاير...
سلامك الجميل.