هل تذكر عزيزى القارئ فضيحة «ووتر جيت» التى انتهت بعزل الرئيس الأمريكى نيكسون؟

 
طيب، هل تتذكر أزمة تحرش كلينتون بموظفة البيت الأبيض، مونيكا لوينسكى، وما أضفته تلك الجريمة على شعبية واحد من أكثر الرؤساء الأمريكيين المحبوبين لدى شعبهم؟
 
الذكرى حاضرة، لكن ما يبدو أن الرئيس الأمريكى الحالى دونالد ترامب لا يذكرهما، أو لا يأبه. فهو يتذكرهما، ولكن كأفعال سياسيين سابقين حكموا بلاده، وليس كواحد من هؤلاء السياسيين، الذين لا تُغتفر أخطاؤهم، فتصير خطايا. فالخطأ فى عالم المال والأعمال الذى ينتمى إليه ترامب قد يكون مقبولًا، ويمكن تداركه، أما فى عالم السياسة، فكما يقولون «الغلطة بفورة».
 
ارتكب ترامب الخطأ الذى أعلنت بعده رئيسة مجلس النواب الأمريكى، الديمقراطية نانسى بيلوسى، فتح تحقيق رسمى بهدف عزل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المشتبه بانتهاكه الدستور عبر السعى للحصول على مساعدة دولة أجنبية (هى أوكرانيا) لإلحاق الضرر بخصمه الديمقراطى جو بايدن.
 
واعتبرت بيلوسى أن «تصرفات رئاسة ترامب كشفت عن الحقائق المشينة لخيانة الرئيس لقسمه وخيانته لأمننا القومى وخيانته لنزاهة انتخاباتنا». وأعلنت «أن مجلس النواب يفتح تحقيقًا رسميًا لعزل الرئيس».
 
وبما أن الديمقراطيين يتمتعون بالأغلبية فى مجلس النواب، فإن توجيه اتهام إلى ترامب بهدف عزله هو خطر يحدق بقوة بالرئيس الجمهورى.
 
ولا بد لأى تصويت على عزل الرئيس أن يحصل على أغلبية الثلثين فى مجلس الشيوخ كى يتم بالفعل عزل الرئيس، وهو أمر لم يسبق حصوله فى تاريخ الولايات المتحدة. فإذا كان مجلس النواب هو الذى يوجه الاتهام للرئيس بهدف عزله، فإن مجلس الشيوخ هو الذى «يحاكمه».
 
هى بالفعل إجراءات معقدة نسبيًا، ولكن تعامل ترامب معها بشكل يؤكد عدم انتمائه أصلًا لعالم السياسة أمر كارثى، فقد وصف ترامب الإجراءات التى أطلقها خصومه الديمقراطيون خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك بأنها «حملة مطاردة نتنة»، كما أعاد وصفها بشكل آخر فى تغريدة على تويتر بأنه «تحرش بالرئاسة!».
 
ترامب بهذه الأوصاف ظهر أنه لا يعرف لغة الساسة، لا يفرق بين كلامه السابق أثناء الحملة الرئاسية، وبين كلامه وهو مقبل على الانتخابات الرئاسية، التى تعد اختبارًا حقيقيًا له.
 
ترامب بخطأ الاستعانة بالأوكرانيين، وبخطأ أوصافه لتحرك الكونجرس ما زال يرتكب خطايا يهدم بها الديمقراطية فى بلاده، بل الأدهى أنه يضر حزبه فى أى استحقاقات انتخابية مقبلة.
 
كما يقول عديد من المراقبين إن زعيم أقوى دولة فى العالم يتصرف مثل ديكتاتور مستبد يهدد الديمقراطية فى بلاده وما عداها.
 
ومثال آخر على ما يفعله الديكتاتوريون هو شيطنة مجموعة، وفى هذه الحالة هم المهاجرون، بأنهم تهديد خارجى وجيش من الغزاة بشكل مكثف ولزمن طويل، بحيث يبدو أنهم يستحقون أى مصير فى النهاية بغض النظر عن مدى وحشية أو لا إنسانية ذلك، حتى عندما يصاب به أصغر أعضاء المجموعة وأضعفهم.
 
زمن صعب.
نقلا عن المصرى اليوم