مكان وزمان تساوى فيهما الغنى والفقير، الكبير والصغير، واتفق فيهما الجميع بدون إشارة بدء على الشعور بالملكية لهذا الوطن الذى يتعرض للخطر، وتكونت خطة وسياسة لحماية الممتلكات العامة «الشارع والمتحف والكنيسة والجامع»..

 
هذا هو تعريفى الشخصى لفكرة اللجان الشعبية، التى عاصرتها بعينى فى أحلك أوقات الوطن والخطر.
 
اليوم.. وقد عبر ما عبر، وتغير ما تغير، وصارت اللجان الإلكترونية هى عنوان صناعة الكذب فى العالم، أعتقد أن اللجان الشعبية هى ما نحتاجه الآن وبشدة.
 
ذلك الشعور بالملكية للوطن والقدرة الحقيقية على حمايته هو سلاحنا الذى نحتاج إليه اليوم وبشدة، والفئة الوحيدة التى تمتلك هذا السلاح الآن هم أولئك- البعيدون نسبيًا- عن دوائر الإعلام والسياسة.
 
نعم.. فدوائر الإعلام والسياسة دورها كان فى مراحل سابقة- وربما نقدر أنها لم تنجح فيه تمامًا- مما أوصلنا إلى هذا الحال اليوم.. وربما يكون دورها أكثر فاعلية فى مراحل قريبة قادمة بعد أن تعبر هذه الموجة السخيفة- وستعبر بإذن الله- لكنها ستعطى دروسًا لنا جميعًا.
 
قضية الناس- العاديين- أولئك البعيدين عن دوائر الإعلام أو السياسة هى القضية الأهم.. والحقيقة أن موقفهم اليوم هو الأهم!.
 
هؤلاء هم مَن يدركون تمامًا مخاطر الوقوع مرة أخرى فى فخ التظاهرات والاضطرابات.. هؤلاء مَن يستطيعون التعبير وبدقة عن الوضع الحالى ويصفونه دون تجميل أو تحميل للأمور بغير ما تحتمل.
 
نحتاج إلى لجان شعبية «من الشعب» تتحدث.. تعلن موقفها.. توضح بكل لغات العالم وللعالم أن معركتنا مع الموتورين والكارهين واضحة، وأن موقفنا من الوطن هو موقف الدعم والثبات على الطريق الذى بدأناه ودفعنا فيه ثمنًا غاليًا جدًا.. لا يفهم هؤلاء الموتورون قيمته ولا تفاصيل التضحيات فيه.
 
كيف نصدق.. أن مَن قام وقتل إخوتى فى التحرير والجامع والكنيسة وسيناء سيعود ليكون صديقى اليوم.
 
اللجان الشعبية الجديدة التى نريد.. هى لجان ذات منطق وذات عقل، ودَعْنى أقل: لها مصلحة حقيقية فى استقرار الوطن وحمايته.. تمامًا كما كنا أيام الخطر الأولى نحمى بيوتنا أولًا ثم نحمى شوارعنا.
 
نريد لجانًا تقدم للناس آراء على مواقع ويصدقها الناس لأنهم يدركون أن مَن يتحدث اليوم لا يتودد ولا يجامل ولا يحمى موقعه.. لكنه يحمى وطنًا يحبه.
 
إنه دور الشعب اليوم.. وأعظم ما يستطيع القادة فعله هو تسهيل كل فرصة للجان الشعبية أن تقدم صورة حقيقية لما يريد المصريون حقًا.
 
تحيا مصر التى نحبها.
نقلا عن المصرى اليوم