الأب رفيق جريش
رجع أطفال المدارس إلى الشوارع ذهابًا وإيابًا إلى مدارسهم بالزى المدرسى المدرسة وعلى ظهورهم شنطة الكتب الثقيلة والتابلت في أيديهم يسيرون أفواجًا ويصيحون في الشارع ويلعبون بكرة، ويمثل الأولاد فيما بينهم بعض أفلام الأكشن بينما البنات يضحكن، وينمون قطعًا على المدرسين والمدرسة والناظرة، ما أجمل هذا المنظر الذي يزين شوارعنا وقرانا، فهؤلاء الشباب والأطفال زينة مصر فمستقبل مصر في هؤلاء الشباب والأطفال الذين يلعبون ويمرحون في ذهابهم وإيابهم، فمنهم من سيكون عالما أو دبلوماسيا أو محاميا أو محاسبا أو استاذ جامعة أو مدرسا أو مؤلفا أو مخرجا إلى آخره، وهؤلاء سيشكلون وعى وذهنية شعب مصر في المستقبل القريب.

لذلك تطوير المنظومة التعليمية في مصر بكاملها على رأس الدولة، كما هو هم كل الأهالى والعاملين في مجال التعليم، وشاهد على ذلك برامج التليفزيون والإذاعة التي لا تنتهى عن الشرح وإعطاء التفاصيل والهم الأكبر هو ما يتطلبه ذلك من إمكانات ضخمة، فلدينا أكثر من 23 مليون تلميذ في مراحل التعليم المختلفة وما قبل الجامعى، ويحتاجون إلى عدد ضخم من المدارس والفصول والمناهج المتطورة المواكبة للعصر وتدريب المدرس حتى يكتسب المعلم الخبرة الكافية لإعطاء تربية وتعليم جيد. لقد أكدت وزارة التربية والتعليم أن فلسفة المنظومة التعليمية الجديدة التي يتم تطبيقها الآن تقوم على التعامل مع العملية التعليمية كمنظومة شاملة ومتكاملة في جوانبها العلمية والتربوية والثقافية والرياضية، والوصول إلى مرحلة الفهم والابتكار وتنمية الملكات الإبداعية، وهذا يعنى طفرة كبيرة في العقلية المصرية التي كانت تقوم على الحفظ والتلقين، ويستهدف النظام الجديد على تطوير العقلية التي تقوم على الفكر والإبداع.

هذه الفلسفة تتماشى مع المتغيرات التي يشهدها المجتمع وحاجات سوق العمل وما تقوم به الدول الكبرى في هذا المجال، إلى جانب إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى أن عام 2019 هو عام التعليم، للارتقاء بهؤلاء الأطفال والشباب فهم ثروة لا تقدر والعمل على تحقيق نقلة نوعية للتعليم باعتباره أساس أي نهضة كبرى، وهو ما تلمسه الآن الأجيال الجديدة من التلاميذ، خاصة مع الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة في منظومة التعليم الجديدة. فما نزرعه اليوم سنحصده في السنوات القليلة القادمة، وكما نهتم بالتعليم علينا أيضًا أن نهتم بالتربية فعلينا أن نعترف أن تربية الأطفال والشباب أصبحت صعبة، وكثير من الأهل منشغلون عن أولادهم بالعمل والكفاح من أجل أسرهم، فالعلم بدون تربية وغرس القيم الإنسانية الأساسية يعطى مجتمعًا متقدمًا علميًا ومنحلًا أخلاقيًا كما نرى في دول كثيرة سبقتنا في العلم. لذا علينا استكمال العلم بالتربية واستكمال التربية بالعلم حتى ينتج عن ذلك مجتمع متقدم وسوى.

فالشباب هم الركيزة الأساسية لبناء مصر وصنع مستقبلها، واهتمام الدولة المصرية بتعليم الشباب، وتفعيل دوره والاستفادة منه ومشاركتهم في تحقيق التنمية والرقى لوطنهم، فهم ثروة وطنية للاستفادة منهم.

تطوير التعليم قبل الجامعى في مصر يعد أضخم دعم للعملية التعليمية وتطوير العنصر البشرى في مصر، وذلك يعكس مستوى التقدم في مصر لعملية إصلاح وتطوير التعليم كمحور رئيسى من محاور التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة في مصر. بما يستهدف تحقيق نقلة نوعية وشاملة لمنظومة التعليم، وبما يتناسب مع أحدث النظم التعليمية المعمول بها دوليًا.

أنظر إلى هؤلاء الأطفال والشباب الذين يمرحون الآن وهم سائرون نحو مدارسهم وجامعاتهم، هؤلاء هم أبناؤك، هؤلاء هم مستقبلك بل امتدادك وامتداد لمصر الحبيبة صاحبة الحضارة، فلنعمل على تربية شباب متحضر ومتسلح بالعلم الحديث.
نقلا عن المصرى اليوم