كثير من علماء الأزهر أدلوا برأيهم فى جماعة الإخوان، وحذروا منها منذ زمن طويل، ومن أبرز هؤلاء الدكتور سعد الدين السيد صالح، حيث تناول أزمة السمع والطاعة لدى شباب الجماعة، وقال: "للأسف وكنتيجة لمنهج تربوى خاطئ تجد الواحد منهم ممسوخ الشخصية أمام ما يوجه له من أوامر القيادة".

وتابع: "فالقادة فى نظرهم رجال منزهون عن الخطأ، ومن هنا فهو لا يكلف نفسه عناء الفهم والتدبر للأحداث والأوامر التى توجه إليه، هو مجرد أداة للتنفيذ فقط، ليس من حقه أن يفكر أو يتدبر أو يتعقل، وقد يوجه إلى الأخ أمر بعدم التعامل مع صهره أو شقيقه – لخلافه معهم- فإذا بالجميع يلتزم بهذا الأمر دون اعتراض، ولا مجال للتراجع فى تنفيذ الأمر حتى لو كان فيه قطعية رحم، وهكذا نجد أنفسنا أمام نوع غريب من البشر ليسوا على استعداد لإعمال عقولهم فيما يوجه إليهم من أوامر".

وأضاف، فى تصريحات له: "وإذا أقمت عليهم الحجة على أخطاء الإخوة الكبار فإنهم لا يسمعون، وإن سمعوا تحت الإلحاح فإنهم لا يعقلون، وإذا ما عقلوا فإنهم لا يتكلمون، وإن تكلموا فسوف يكون كلامهم نميمة، حيث سيخبرون قادتهم بأنك تتحدث عن الإخوة الكبار بما يمس هيبتهم وكرامتهم".

واختتم: "المؤسف أن هذه القواعد على مستوى عال من العلم والثقافة فمنهم المهندس النابغة، والطبيب البارع، ولكن حين يتعلق الأمر بما يمس قادة الجماعة فشعارهم(لا أرى لا أسمع لا أتكلم)، فالوضع الطبيعى لهذا هو مسخ شخصية القواعد وإحساسهم بالتصاغر، حيث فهموا هذا المبدأ على أنه إلغاء للعقل، ومصادرة للفكر، وتسليم مطلق بكل ما يقال دون أدنى تفكير أو فهم".