العيد يختلف عن "النيروز الفارسي".. ويتضمن 13 شهرا
 
كتب – نعيم يوسف
أقدم تقويم

يحتفل المصريون اليوم، وخاصة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بـ"عيد النيروز"، وهو رأس السنة القبطية الجديدة، والتي توافق العام 1732 للشهداء، وهو عيد يختلف عن "النيروز الفارسي"، الذي يحتفل ببداية الربيع، بل ويعتبر "النيروز المصري" –الفرعوني- أقدم عيد لأقدم أمة في التاريخ. 
 
أصل كلمة عيد النيروز
هناك العديد من الآراء حول أصل كلمة "نيروز"، ولكنها جميعا تشير إلى أن أصل الكلمة مرتبط بالأنهار وخاصة نهر النيل، حيث يقول الأنبا لوكاس أسقف منفلوط –المتنيح- أن الكلمة اختصار لجملة "نيارو أزمورووؤو"، وهي قرار شعري لمباركة الأنهار، أو "عيد مباركة الأنهار". 
 
تقويم فرعوني الأصل.. بدماء الشهداء
 
على الرغم أن التقويم فرعوني الأصل، واستخدم قبل التقويم القبطي إلا أنه في عام 282 ميلادية اتخذ الأقباط هذا العام بداية لتقويم جديد وهو العام الذي بدأ حكم الإمبراطور دقلديانوس فيه، وذلك لأنه كان أكثر العصور دموية في تاريخهم، بعد أن شن اضطهادا رسميا عليهم، ولذلك سُمي "تقويم الشهداء". 
 
احتفالات ضخمة
 
حتى العصر المملوكي، كانت الاحتفالات تعم مصر بمناسبة هذا العيد، وكانوا ينظمون المهرجانات، وتبادل الحلوى والفاكهة، وبعد العصر المملوكي ابتدأت مظاهر الاحتفال تختفي تدريجيا إلى أن انحسرت داخل جدران الكنائس وبيوت الأقباط فقط. 

تقويم فرعوني الأصل
 
يعود التقويم في الأصل إلى الفراعنة، ويُعتبر أول عام للشهداء (عام 1 قبطية، وعام 282 ميلادية) يوافق عام 4525 فرعونيا، أو "توتيا" كما يطلقون عليه نسبه لأول الشهور وهو "توت". 
 
ارتبطت الشهور المصرية القديمة في كل ما يختص بالزراعة، ووفقا لمواسم الزرع والحصاد، وانطلقت منها الأمثال والحكم الشعبية المرتبطة بها، كما اتخذت أسماؤها من الآلهة المصرية القديمة، وهي 13 شهرا، كل شهر عبارة عن 30 يوما ما عدا الشهر الأخير يكون خمسة أيام أو ستة فقط، ليكون العام بإجمالي 365 يوم في السنة العادية و366 يوما في السنة الكبيسة. 

ارتباطه بالآلهة الفرعونية
 
جاء اسم الشهر الأول "توت" من إله الحكمة والعلم "توت – أو تحوت"، والشهر الثاني "بابة" هو الأسم الأصلي لمدينة الأقصر، وكان بمناسبة نقل معبد الإله "أمون" إليها، والشهر الثالث "هاتور" نسبة لإله العطاء "حاتحور"، وشهر "كيهك"، كان اسم عيد اجتماع الأرواح، و"طوبة" مشتق من اسم أحد الأعياد وهو "تاعبت"، و"أمشير" مشتق من اسم إله "الزوابع" والذي يدعى "مخير".
 
 وشهر برمهات ارتبط باسم الملك "أمنحتب"، وشهر برمودة نسبة لإله الحصاد "رنودة"، وشهر بشنس، نسبة لإله القمر "خونسو"، وشهر بؤونة نسبة إلى عيد انتقال "آمون" من شرق النيل إلى غربه، وشهر "أبيب" نسبة للإله "أبيبي"، وشهر "مسرى" نسبة إلى عيد ميلاد الإله "رع"، وكان يطلق عليه "مسو-رع"، أما الشهر الأخير وهو "النسي"، فقد كان مرتبطا باحتفال "أوزوريس" في أول هذه الأيام. 
 
تقويم مرتبط بالزرع والحصاد
 
كما ارتبطت الشهور بالأمثال الشعبية التي تساعد في مواسم الزرع والحصاد، ومنها "توت ري ولا تفوت"، و"بابة خش واقفل البوابة" (اتقاءا للبرد)، و"إن فاتك هاتور اصبر لما السنة تدور"، و"طوبة تخلي الشابة كركوبة" –لشدة البرد تجعل الفتيات يبدين أكبر في السن- و"أمشير يفصص الجسم نسير نسير" –أي أن شدة الهواء تصيب الجسم بالتكسير والكسل-، و"أبيب فيه غيط العنب يطيب"، وغيرها من الأمثال.