كتبت – أماني موسى
قال الكاتب والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية ثروت الخرباوي، لقد خلق الله لنا عقولا وأعينًا وآذانًا، وطلب منّا أن نستخدمها، ولكن بعضنا آثر أن يُغلق عينيه، ويصم أذنيه، ويسلم عقله لغيره ليفكر بدلاً منه، لذلك قال الله سبحانه وهو يذم الإنسان الذى يفعل ذلك "لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل * أولئك هم الغافلون" وما ذم الله هذه الخصال إلا لأنها تسلب من الإنسان حريته فيكون تبعًا لسيدٍ يأمره وينهاه، فلا يفكر إلا كما يفكر سيده ولا يرى ولا يسمع إلا بعين وأذن هذا السيد.
 
وتابع الخرباوي في تدوينة عبر حسابه بالفيسبوك، هذا هو مجتمع العبيد، حيث تنهزم طائفة العبيد نفسيًا أمام السيد، فترى أنه المُخَلـِّص، وأن ما يقوله هو الصواب، فإذا قال أحد من غير سادتهم كلمة حق تخالف قول "السيد" فإنها عندهم باطل، وإذا اصطفت الجماهير بالملايين ناقمة على سادتهم، دلس عليهم السادة وقالوا: "إن هؤلاء لشرذمة قليلون * وإنهم لنا لغائظون" ساعتها لن ترى أبصارهم إلا إنهم شرذمة مستأجرة من أجل محاربة دين سيدهم الذى هم عليه.
 
فإذا ارتفعت أصوات الجماهير غاضبة منهم ومن سيدهم فأصبحت كالهدير "جعلوا أصابعهم فى آذانهم واستغشوْا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا" هم فى الحقيقة لا يسمعون إلا سيدهم ولا يفهمون إلا منه ولا يرون غيره، ولكن هل سيكون سادتهم معهم يوم القيامة عندما يقفون بين يدي الله سبحانه وتعالى؟ هل سيدافعون عنهم كما دافعوا هم عنهم فى الحياة الدنيا؟ هذا هو اليوم الذى يفر فيه المرء "من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه" سيقول كل واحد من سادتهم لهم فى هذا اليوم: نفسي نفسي.
 
وأختتم متساءلاً، ترى ما الذى سيقوله العبيد لله سبحانه وتعالى يوم القيامة، سيقولون "ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا" لن يعتذر العبيد لله إلا بركن الطاعة، والثقة فى سادتهم، سيتهمون أنفسهم بالغفلة وهم يقولون: إن مشكلتنا كانت فى السمع والطاعة، لم نعقل ولم نفهم ولم نستخدم التفكير الفردي، وضعنا عندما فكرنا تفكيرًا جمعيًا.