فى دراسة أمريكية حديثة تم ربط السمنة بزيادة خطر الإصابة بما لا يقل عن 13 نوعاً من أنواع السرطان. وجدت دراسة جديدة أن هذه الأنواع من السرطانات قد تتزايد بشكل غير متناسب بين الشباب فى الولايات المتحدة.

 
خلال السنوات الـ17 الماضية، زادت التشخيصات الجديدة للسرطانات المرتبطة بالسمنة، خاصة بين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و64 عاماً، بينما انخفضت معدلات التشخيصات الجديدة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 عاماً أو أكبر.
 
كان التحول فى السرطانات المرتبطة بالسمنة أكثر وضوحاً بين الأقليات العرقية والإثنية، حيث شهدت النساء والرجال السود واللاتينيون أعلى نسبة مئوية.
 
وأكدت الباحثة سيران م. كوروكيان، مدير الموارد المشتركة لتحليلات سرطان السكان فى مركز كيس الشامل للسرطان فى كليفلاند بولاية أوهايو، فى تصريح لـMedscape Medical News عبر البريد الإلكترونى: «تشير دراستنا إلى أنه من الأهمية بمكان بالنسبة للأطباء إجراء تقييم كامل لأعراض السرطان حتى عند المرضى الأصغر سناً، خاصة عندما يكونون يعانون من السمنة المفرطة».
 
تسلط النتائج الضوء على الحاجة إلى الفحص الفردى والتدخلات لمكافحة السمنة.
 
وأكد البحث أن «الأطباء يجب أن يحثوا المرضى الصغار على الحفاظ على وزنهم الطبيعى لأن السمنة تعزز السرطان أو تسرعه. وتشير الأدبيات إلى أن السرطانات المرتبطة بالسمنة لدى المرضى الأصغر سناً قد تكون أكثر عدوانية وحاضرة فى مراحل أكثر تقدماً، مما يتطلب علاجاً أكثر كثافة».
 
تم نشر الدراسة على الإنترنت فى 14 أغسطس فى JAMA Network.
 
وقالت: «الزيادة فى السرطان لدى الشباب الذين هم فى ذروة سنواتهم الإنتاجية تعنى فقدان الإمكانيات الاقتصادية والوفيات المبكرة».
 
يلاحظ الباحثون أن البيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تشير إلى أن زيادة الوزن أو السمنة ساهمت فى 40٪ من أنواع السرطان التى تم تشخيصها فى عام 2014. إن الزيادة فى هذه الأنواع من السرطانات، بالإضافة إلى زيادة معدلات السمنة فى الفئات العمرية الأصغر سناً، أثارت السؤال ما إذا كانت معدلات السرطان ترتفع فى الشباب؟
 
لتحرى المشكلة، قام الفريق بتحليل البيانات من يناير 2000 إلى ديسمبر 2016 من قاعدة بيانات المعهد الوطنى للسرطان والوبائيات والنتائج النهائية (SEER)، والتى تمثل سكان الولايات المتحدة وتشمل نحو 97٪ من حالات السرطان الجديدة التى تم تشخيصها فى المناطق التى شملها الاستطلاع.
 
تضمن التحليل 2٫665٫574 تشخيصاً جديداً للسرطان مرتبطاً بالسمنة (70.3٪ منهم من النساء) و3٫448٫126 تشخيصاً جديداً للسرطان مرتبطاً بالسمنة (32.0٪ منهم من النساء). استبعدت الدراسة سكان ألاسكا الأصليين والأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً والرجال المصابين بسرطان الثدى.
 
السرطانات المرتبطة بالسمنة شملت سرطان القولون والمستقيم، سرطان الثدى «الإناث»، سرطان الرحم والمرارة وغيرها من أنواع السرطانات الصفراوية، سرطان المرىء والمعدة والكبد والقناة الصفراوية داخل الكبد والبنكرياس والمبيض والكلى والحوض الكلوى، سرطان الغدة الدرقية والمايلوما.
 
بين الأشخاص فى الفئات العمرية الأصغر سناً، كان هناك أيضاً احتمال أكبر لأن المعدلات السنوية للحالات الجديدة من السرطان المرتبطة بالسمنة تفوق السرطانات التى لا تتعلق بالسمنة.
 
فى بيان صحفى، خلص المؤلف البارز ناثان أ. بيرجر، دكتوراه فى الطب (مركز الحالات الشاملة للسرطان، كلية طب جامعة كيس وسترن ريزيرف، كليفلاند، أوهايو) إلى:
 
«نعلم جميعاً أن جهود التثقيف فى مجال الصحة العامة مهمة لمعالجة تأثير البدانة على صحة الأفراد ونوعية حياتهم. هذا التحليل لبيانات SEER يثبت النقطة على مستوى السكان، مع نتائج درامية لمجتمعات السود واللاتين. من الحكمة أن يستمر الممارسون والمسئولون فى مجال الصحة العامة فى بذل الجهود لإبلاغ الناس بالنتائج الضارة للسمنة، ودعم الأفراد والمجتمعات فى تغيير السلوكيات التى تسهم فى السمنة».
 
تم تمويل هذه الدراسة من قبَل المركز الوطنى للسرطان.
نقلا عن الوطن