منع عبد الناصر روايته "أولاد حارتنا".. وتعرض لمحاولة اغتيال بسببها

كتب - نعيم يوسف

في يوم 11 ديسمبر عام 1911، جاءت حالة ولادة صعبة لطبيب النساء والتوليد الشهير -آنذاك - نجيب باشا محفوظ، في حي الجمالية، بمنزل عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا، وبالفعل، ذهب أشهر أطباء هذا العصر إلى المنزل واستطاع إنجاز عملية الولادة بنجاح، ووضعت السيدة ولدًا أطلق عليه اسم "نجيب محفوظ"، تيمنًا باسم هذا الطبيب العظيم.

أديب عالمي يظهر للنور
لم يعلم هذا الطبيب الشهير، أنه أخرج للنور واحدا من أهم وأعظم الأدباء المصريين وهو الأديب العالمي الكبير، الحاصل على جائزة نوبل في الآداب، نجيب محفوظ.

موظف ابن موظف
ولد نجيب محفوظ، أواخر عام 1911، وكان والده موظفًا لا يقرأ كثيرًا، بينما كان الطفل "نجيب" أصغر إخوته سنا، ونظرا لوجود فارق بينه وبين أشقائه نحو 10 سنوات، فقد عومل كأنه طفل وحيد، والتحق بجامعة الأزهر عام 1930، وحصل على ليسانس الفلسفة، شرع بعدها في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية ثم غير رأيه وقرر التركيز على الأدب.

عمل موظفًا في وزارة الأوقاف، في الفترة من 1938 إلى 1945، ثم مديراً لمؤسسة القرض الحسن في الوزارة حتى 1954. وعمل في وزارة الإرشاد، ثم وزارة الثقافة مديراً للرقابة على المصنفات الفنية، وفي 1960 عمل مديراً عاماً لمؤسسة دعم السينما، ثم مستشاراً للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون. آخر منصبٍ حكومي شغله كان رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما (1966 - 1971).

تزوج في السر لـ10 سنوات
أما حياته الخاصة، فقد تزوج عام 1952، من السيدة عطية الله إبراهيم، وأخفى خبر زواجه عمن حوله لعشر سنوات متعللاً عن عدم زواجه بانشغاله برعاية أمه وأخته الأرملة وأطفالها، وعُرف زواجه عندما تشاجرت إحدى ابنتيه أم كلثوم وفاطمة مع زميلة لها في المدرسة، فعرف الشاعر صلاح جاهين بالأمر من والد الطالبة، وانتشر الخبر بين المعارف.

بداياته الأدبية
بدأ محفوظ في نشر قصصه ثم في عام 1939، نشر روايته الأولى عبث الأقدار، ثم رواية كفاح طيبة ورادوبيس منهياً ثلاثية تاريخية في زمن الفراعنة، وتوالت عشرات الروايات، ويعتبر أهمها الثلاثية، و"أولاد حارتنا"، والتي منعت من النشر في مصر منذ صدورها وحتى وقتٍ قريب، وتعرض لمحاولة اغتيال بسببها، وحصل على جائزة نوبل عام 1988.

أزمة "أولاد حارتنا"
رواية "أولاد حارتنا"، اتفق "محفوظ"، مع حسن صبري الخولي "الممثل الشخصي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر" بعدم نشر الرواية في مصر إلا بعد أخذ موافقة الأزهر، وتمت طباعتها في لبنان ومُنع دخولها مصر، وطالب محمد الغزالي وعبد المنعم أبو الفتوح القيادي السابق في حركة الإخوان المسلمين، بمنع نشرها في مصر، وهاجموه هجومًا شديدًا.

تعرض للطعن من قبل شابين، في أكتوبر عام 1995، بعد اتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته المثيرة للجدل، وتم أعدام الشابين رغم أن "محفوظ" لم يمت من هذه الطعنة، وتعليقه بأنه غير حاقدٍ على من حاول قتله، وأنه يتمنى لو أنه لم يُعدما.