زهير دعيم 
(سيمو أسمر.. ( 2\1\1943 – 11\ 9\ 2019))
رحل صانع الفنّانين والفنّانات ؛ رحل المُخرج الجميل الذي نهلَ الفنّ الباريسيّ ، ومزجه عطرًا وخمرًا في دنّ الشّرق ، فتحوّل الى سيمفونية ولهى ، عاشقة ، ساجدة عند أقدام بْشرّي وبسكنتا وبيروت.
 
رحل ذاك الذي سما بلبنان الى السّماء ، فزرع تلاله وأوداءه وضيعاته ومدنه فنّانين ومبدعين.
 
رحل ذاك الذي أوجد ماجدة الرّومي وربيع الخولي (الأب ربيع الخولي ) ، وليد توفيق ، راغب علامة ، عاصي الحلّاني ، ماري سليمان ، غسان صليبا ، نوال الزّغبي ، رامي عيّاش ، زين العمر، وائل كفوري وكثيرين ممّن رصّعوا جبين الشرق العربيّ بالفنّ الجميل والغناء الأصيل والطّرب الحقيقيّ ، فلوّنوا حياتنا بالأوف والعتابا والميجانا والمواويل والآه وكركرة الشلّال ووشوشة الفراشات على خدود الورد الجوريّ.
 
رحل العملاق المتواضع وترك في القلوب غصّاتٍ وذكرياتٍ جميلة وهمسًا صارخًا يقول :
 
لبنان يا أخضر حُلو ..
 
لبنان لوحة الشّرق التي رسمتها يد الخالق المبدع وكحّلت بها الشرق.
 
لبنان أغرودة الفنّ على شفاه الدُّنيا.
 
رحل سيمو أسمر وبسمته الحيية لم ترحل ، فما زالت تطلّ من كوى الذكريات الجميلة وشاشات التلفزة لتقول : هأنذا !
 
ها أنا سأبقى معكم ، أرافقكم ، أتابعكم وأعيش فرحكم وحزنكم ومشاكلكم وامنيّاتكم ...
 
ها أنا أصفّق لكلّ اغنية جذلى وكلّ نغمة عاشقة.
 
رحل سيمو أسمر ولم يرحل .
 
فهو باقٍ في نفوسنا ونفوس الكثيرين من عُشّاقه ومُحبّيه.
 
نعم.... رحل عملاق آخَر من عمالقة لبنان ، ليعانق هناك جبران ونعيمة والريحاني والبستاني والصّافي والصّبوحة وشمس الدين وقوافل المبدعين الذين يصعب عدّهم ، اولئك الذين غرسوا الارض والسماء وما زالوا ، غرسوهما فنّا وابداعًا وأدبًا وشعرًا ووردًا لا يعرف الذّبول.
 
سيمو أسمر لروحك سلام.