(حكاوي فتيات وسيدات اخميم
مقدمة الفنان محمد عبلة
كتاب يحمل فن في لحظة الغروب ، فهل نساعدة علي الاشراق من جديد؟

سليمان شفيق
لولا لحام فنانة حقيقية وانسانة نبيلة وكاتبة رصينة ، تعمل بالصحافة في الاهرام وصحف اخري ، وحاصلة علي دبلوم الدراسات العليا في الفنون الشعبية من اكاديمية الفنون ، ولذلك فهي صاحبة قلم يتحول الي فرشاة ومدادها الوان حياة .

تقدم لنا رحلة الي اخميم ممزوجة بعطرحكاوي فتياتها وسيداتها ، وما بين الحكي والدراسة واللوحات نعيش حلم الحرية والفن في 144 صفحة من القطع الكبير المصقول في اربعة فصول : الفصل الاول :حكاوي وذكريات اليوم الاول قراءة في تاريخ اخميم ،من فم "لست عزيزة " السيدة التقية التي يتبارك بها اهالي اخميم ، وهي ابنة الشيخ ذنون المصري العالم الجليل الذي عاش في القرون الوسطي ،وكأنها عادت من عالمها الي عالمنا تحكي وتقص علي لسان لولا ،لتقدم لنا مغامرة فنية متميزة مع عضوات المركز التابع لجمعية الصعيد للتربية والتنمية ، وكيف بدات تلك المغامرة بتقليد دقيق للمطرزات المصرية التقليدية من العصور الفرعونية والقبطية والاسلامية ،ونقلت لولا بفرشاة قلمها تطور جدل العلاقة الابداعية بين الابرة والخيط ، وعناصر البيئة المحلية ، لتشرق الشمس من طيات الطاقة الكامنة تلك اللوحات وكأنها تروي عبر الوانها بلسان راوي شعبي يروي الذاكرة الجمعية المعبرة عن الثقافة الفنية الموروثة عبر الاف السنين .

الفصل الثاني : الموضوعات الاساسية التي تظهر لوحات الفن :

"احتفالات شهر رمضان" للفنانة اقبال القمص، و"ادم وحواء" و"ميلاد السيد المسيح" و "البلهارسيا" للفنانة اقبال توفيق ، و"افتتاح مسجد الشيخ مسلم بأخميم " و"وفاء سميرة" و" واكتشاف تمثال ميرت امون " و"رحلة لاسوان " للفنانة مريم عزمي ، " السوق في اخميم " و"كحك العيد" للفنانة فوزية فؤاد ، و"حنفية المية" للفنانة اقبال توفيق ، و" الزراعة في اخميم "للفنانة رضا حكيم .

الفصل الثالث : كل لوحة فنية لها اصل وحكاية خاصة :
تقدم لنا لولا لوحات وحكايات للفنانات :
سعاد ثابت لوحات : "الغذاء في الغيط"، "فرح في البلد " ، وللفنانة اقبال توفيق لوحات: "عباد الشمس " و"شوارع سوهاج" ، وللفنانة مريم سدراك
:"سوق الجمعة" ، وللفنانة بلة كامل :"حصاد البطاطس" و"حصاد الذرة" ، وللفنانة مريم عزمي :"الطبيعة حلوة" و"اخميم بلدنا" و"منظرمن الريف" و"احتفال ديني"، وللفنانة رضا فؤاد ك"نحل وطيور" والفنانة هدي توفيق :" شجرة" ، والفنانة علية عبد الحفيظ :" الجزيرة" ، والفنانة فريال احمد :" الخبيز برة الدار " ، "شجرة وطيور" ، وللفنانة نورة خلف :" رحلة الي اديرة الشرق في اخميم".

ويصاحب هذا التوثيق المرئي تسير موازيا له لولا بالتحليل الفني لتلك اللوحات ، مع حكاوي حية لبعض الفتيات والسيدات الاخميميات ، او بعض من فريق السيدات المؤسس للمشروع لما يجول بخاطرهم تجاة الفن والمركز والحياة ، لتأتي لنا كلمات تلك الحكاوي كومضات وان لم ترتبط مباشرة بالموضوع الا انها تصبغ لوحات الكلام بالوان ذات بعد انساني واجتماعي متفرد ، تحمل معانية ضوء ينير خلفية المغامرة بالدفء، وتفضح الطابع الذكوري الذي تعيشة نساء الصعيد من معاناة وقسوة .

الفصل الرابع : سيرة ذاتية لبعض الفنانات :
الفنانة مديحة فكري شكرالله ، والفنانة عواطف ثابت عبد الحميد ، والفنانة فريال احمد .
مع مجموعة اخري من اللوحات .
اما الخاتمة : تقول فيها لولا :

(الان وقد شارفت صفحاتي علي الانتهاء ، فأن الاحساس الذي يراودني وبقوة انني قمت بتوثيق حلم جميل ،ربما ينتهي في السنوات القادمة . وهذا محزن للغاية وبالنسبة لي . وسألت نفسي هل اقوم بكتابة هذة المخاوف ام لا؟ هل اذكر ان العمل لايتجدد؟ هل اكتب ان الفنانات الكبار سوف يمتن بعد عشر او خمسة عشر سنة ؟ وان الجيل التالي من الفنانات ، في ظروف بلدنا القاسية ، يعمل من اجل المال وليس من اجل الفن ؟ هل اكتب انة لايوجد في اخميم فتيات صغيرات يتعلمن من اول السطر ويبدعن هذا الفن المبتكر من جديد ؟ هل اكتب ان خيال الفنانات لن يتجدد الا بالرحلات وبالمشاهدات الجديدة وبسماع قصص شعبية اصيلة ؟ هل نقدم لهن فرص تسويقية مناسبة تضمن بيع حد معقول من اللوحات يضمن استمرار المسيرة وتطورها ، هل نقوم بعرضها للجمهور في معارض كافية ليكتشفها العالم من حولنا ؟ )
وتنتهي لولا بالقول :(لن اشعر ان ضميري مستريح اذ لم أعبر عن مخاوي وتوجساتي
لابد ان نقرر الان ان كنا ننوي تخطي هذة العقبات ام لا ؟)

سؤال موجة لوزارة الثقافة والمؤسسات الفنية القاهرية ذات المبهرجات اسف "المهراجنات"، ذات الضوضاء والصخب المبهر القاتم بلا معني .