واللى يحب يبان فى عينيه، ورَقّ الحبيب، وحبيبى يسعد أوقاته، وروحى وروحك حبايب من قبل ده العالم والله، أنا فؤادى مُتيَّم من قبل يوم التلاقى، وربى هو اللى يعلم محبتى واشتياقى، يكتب لى فى الحب نايب ويطل على العشاق طلة، والأولة فى الغرام والحب شبكونى، والثانية بالامتثال والصبر أمرونى، والثالثة من غير معاد راحوا وفاتونى، وفاتونا الحبايب، ويا رب من له حبيب ماتحرموش منه.

 
مادام تحب بتنكر ليه، وتحريفًا مستحبًا، مادام تحب بتكره ليه، صحيح الأذية طبع، لكن المحبة فضيلة، قولها ولا تِخْشى ملامة، قولها للطير للشجر للناس لكل الدنيا قول الحب نعمة.. مش خطِيّة، الله محبة، الخير محبة، النور محبة، قولها لمن تحب، قولها صريحة، الله محبة.
 
إذا بحثت عن المحبة فى أعماق بئر نفسك فحتمًا ستجد ينبوع حب صافيًا فارْتَوِ منه، الكراهية بئر ملحية أُجاج، لا تشرب منها، وإذا شربت كرهًا لا ترتَوِ، فالكراهية نار موقَدة إن لم تجد ما تأكله أكلت نفسها، الحب يُرقِّق المشاعر، يُطيِّب الجروح، يُنقِّى النفس، ريح طيبة، نسائم، وأرواح، وأطايب، حديقة وورد، ورد بلدى، أحب الورد البلدى على طريقة لطيفة التونسية، لطيفة الصوت والطلة!
 
شوية حب، قليل من الحب، ألم تَمَلّوا من الكراهية، ألم تسأموا من الحقد، ألم تُشفوا من الأثرة، أحِبوا أعداءكم، بارِكوا لاعنيكم، ولا يجْرِمَنَّكم شنآن قوم، صحيح اتقِّ شر مَن أحسنتَ إليه، ولكن بدوام الإحسان إليه، وأحْسِنوا إلى مُبْغِضيكم، وصَلُّوا لأجل الذين يسيئون إليكم.
 
سُئلت رابعة عن الحب، فقالت أبياتًا مأثورة، منها: أحبك حبين، حب الهوى/ وحبًا لأنك أهل لذاكا. ونُقلت عنها أبيات قمة فى التسامى: «إنى جعلتُك فى الفؤاد مُحدِّثى/ وأَبَحْتُ جسمى مَن أراد جلوسى/ فالجسم منى للجليس مؤانس/ وحبيب قلبى فى الفؤاد أنيسى».
 
ووقع المحبوب أحمد بهجت فى «بحار الحب عند الصوفية» على لؤلؤة فى صدفة مكنونة فى قلب صوفى عاشق للذات الإلهية: «أن تكون الدنيا فى يدك وخارج قلبك، أن تكون قادرًا عليها وسيدًا فيها ومُزْدَرِيًا لها ومُحْتقِرًا لها فى نفس الوقت، هذا هو الزهد»، وينقل عن محب سائح فى البحار العلوية مقولة «فقْد الأحبة غربة».
 
ومنها نواح فريد الأطرش على حبيب فاته: «من يوم ما فاتنى وراح/ شدو البلابل نواح/ والورد لون الجراح...»، لعله المقطع الأثير الذى يقطع نياط القلوب، ووجع القلوب، مَن منا لم يتوجع قلبه، كل القلوب موجوعة، كل القلوب مجروحة، هل فى صدركم قلب سليم، إلا مَن أتى الله بقلب سليم.
 
يناجيكم الكروان محمد عبدالمطلب: «يا أهل المحبة ادُّونى حبة من سعدكم/ أسعد فؤادى وأبلغ مرادى يوم زَيُّكم»، ادُّونى حبة، ابذلوا بعضًا من الحب، أعطونا حبة من سعدكم، أسْعِدوا القلوب الحزينة، بَلْسِموا الجروح من فضلكم.