كتب/ شوقي رمزي أندراوس

مكتب جنوب البحيرة.

منذ أن أعلنت شركة العاصمة الإدارية عن اطلاق مسابقة لاختيار اسم وشعار للعاصمة الإدارية الجديدة، وأنا أحلم بأن تحمل هذه العاصمة اسم “كمت Kmt” وهو الاسم المحبب لأجدادنا القدماء الذي أطلقوه على بلدهم “مصر”.

وكما ذكر أ.د. عبد الحليم نور الدين في “كتابه اللغة المصرية القديمة” أن المصريين أطلقوا أسماء عدة على بلدهم “ومن بين كل هذه الأسماء كان أكثر الأسماء قربًا إلى قلب المصري القديم اسم “كمت””.

وكلمة “كمت Kmt” كما عرّفها السير Alan Gardiner في كتابه “Egyptian Grammar” أنها: ( The Black Land أي الأرض السوداء، أو Completion بمعنى إكمال أو إتمام أو إنجاز)

فهي الأرض السوداء نتيجة لتربة نيلها الطينية الخصبة، التي ساعدت على قيام حضارة من أعظم الحضارات التي عرفتها البشرية.

مما يميز هذا الاسم أن له جذورٍ ضاربة في التاريخ، فكما يذكر د. رمضان عبده في كتابه “رؤى جديدة في تاريخ مصر القديمة – الجزء الأول” أن: “عُرفت هذه التسمية منذ عصر الدولة القديمة” و”قد استخدم هذا الاسم بكثرة في النصوص المصرية منذ عصر الدولة القديمة حتى نهاية العصر الروماني”.

• سوف نولي اهتمامنا الآن بشروط اختيار اسم العاصمة الإدارية الجديدة التي أعلنتها الشركة.

الشروط:-

١- التعبير عن الشخصية المصرية: يظهر صفات العزة والكرامة، ويدعم دور مصر الريادي.
(نجد أن هذا الشرط متوفر في اسم “كمت”، حيث يعبر عن الشخصية المصرية بشكل منقطع النظير، فهو اسم مصر بلغة الأجداد.
كما أن اسم “كمت” سيعبر عن الشخصية المصرية من خلال إعادة استخدام اللغة الأصلية للبلاد – اللغة المصرية القديمة – حتى وإن كانت قد اندثرت كلغة رسمية، ولكنها ما زالت حية بيننا في كثير من المصطلحات اليومية الدارجة).

٢- التفرد والأصالة: الاسم باللغة العربية – غير تقليدي – غير مستهلك.
(وهذا الشرط موجود أيضًا في اسم “كمت” فها هو الاسم مكتوب بالحروف العربية الواضحة. كما أنه اسم غير تقليدي أو مستهلك، فلا نجد أي مدينة في العالم تحمل اسم “كمت” مما سيجعل الاسم حكرًا على العاصمة المصرية فقط، والتي ستصبح مدينة مركزية هامة، وستعمل على جذب السياحة العالمية من خلال الحضارة المصرية القديمة).

٣- البساطة وعدم التعقيد: لا يزيد على كلمتين – سهل النطق.
(وهذا الشرط متوفر بجدارة في اسم “كمت” فهو كلمة واحدة، وسهل النطق على كافة الألسن واللغات العالمية، وكذلك على الفئات العمرية المختلفة).

٤- وضوح المعني وعدم الغموض: لا يحتاج إلى شرح أو تفسير!.
(وهذا الشرط أيضًا متوفر، كيف هذا؟!

اسم “كمت” معروف عالميًا، لارتباطه الوثيق بعلم Egyptology أي علم المصريات، وهو علم محبب جدًا في الخارج. فالأجانب بسبب شدة تعلقهم بهذا العلم وبالحضارة المصرية القديمة؛ لديهم ما يسمى Egyptomania أي الولع بالمصريات، فهم مولعون بكل ما يخص مصر القديمة حتى لو الأسماء، فلماذا لا نستغل هذا! وأنا أعتقد أنه بمجرد تسمية العاصمة ب”كمت” والترويج لها عالميًا، مع وجود متحف قيد الإنشاء في العاصمة مختص بحضارة الأجداد؛ كل هذا سيعود على السياحة المصرية بالنفع.. فنحن لا ننسى انبهار العالم بحفل افتتاح كأس الأمم الإفريقية الذي اعتمد على كل ما هو مرتبط بحضارة الأجداد سواء الأهرامات، أو الملابس، أو تماثيل المقدسات المصرية).

٥- الإيقاع الرنان للكلمة: يعطي انطباعًا إيجابيًا – سهل الحفظ والتذكر.
(وهذا أيضًا متوفر في اسم “كمت” فالاسم له وقع رنان على الآذان، كما إني أعلم – عن تجارب شخصية كثيرة – أن الاسم لا ينسى لسهولته، وعذوبته).

٦- الجدية والحداثة: يستشرف المستقبل – لا يعبر عن حزب سياسي أو توجه ديني.
(اسم “كمت” يستشرف المستقبل بكل تأكيد، فهو سيروج لسياحة مصر، كما أنه يتماشى مع فكر القيادية السياسية التي تعلم أن حضارة مصر العريقة هي سبيل مستقبلها المشرف.


كما أنه لا يعبر عن أي توجه سياسي، أو ديني بل هو اسم بلادنا المحبوبة بلغة الأجداد).

٧- يكون الشعار منسجماً مع رؤية وقيم الدولة، وأهداف إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة.
(أعتقد أن الاسم يعبر عن الهوية المصرية التي تولي لها الدولة الآن اهتمامًا أكثر من أي وقت مضى، وهو الذي يلاحظه الجميع، سواء الطابع المعماري المصري لمبنى الأوكتاجون (مقر وزارة الدفاع الجديد)، والتماثيل المصرية التي تملأ مقر مجلس الوزراء الجديد بمدينة العلمين الجديدة، والافتتاح العالمي المبهر لكأس الأمم الإفريقية، والكثير الكثير…).

وأعود إلى نقطة استثمار ولع الأجانب بمصر، وحضارتها، وهويتها المميزة.. فالعاصمة لن تكون عاصمة مصر فقط، بل نأمل أن تكون مركزًا حضاريًا عالميًا كمدينة الإسكندرية القديمة، وليتحقق هذا الشرط فيها يجب أن تجمع أكبر قدر من الثقافات والحضارات، فتكون البداءة من حملها لاسم “كمت”.

في النهاية أود أن أذكر أن في أمريكا مدينة ذات شهرة كبيرة تقع بولاية تينيسي، وتسمى “Memphis ممفيس” وهو النطق اليوناني لمدينة منف القديمة والتي كانت عاصمة مصر لوقت طويل قديمًا، فهل يعقل أن يكون في أمريكا مدينة باسم مدينة مصرية قديمة، ولا يتحقق هذا في مصر!.


أتمنى أن ننشر الفكرة حتى يصل صوتنا إلى الشركة، وإلى سيادة الرئيس المهتم بهوية مصر وحضارة الأجداد.. فمصر أولى بمصريتها.

لتكن #كمت_عاصمة_مصر