القمص اثناسيوس فهمي جورج
صرح ا. رفعت فكري رئيس مجلس الحوار المسكوني " احد قادة طائفة البروتستانت" لجريدة البوابة نيوز ، بانه يرفض معتقد البتولية الدائمة للعذراء ، وهذه ليست المرة الاولى التى يتقيئا فيها هذه المقئياه للاعلام ، لذلك كان لزاماً علينا رده عن غيه ، حتي لايستهن بالسيادة ويفتري علي ذوي الامجاد . ( يه ٨ )
 
امنا العذراء الطاهرة مريم ولدت ابنها الوحيد والبكر ، فكل ابن وحيد هو ابن بكر لم يسبقه احد .
 
وقدمت عنه ذبيحة يوم دخوله الهيكل حسب الشريعة ، ولدته من الروح القدس وهى العذراء التى اتاها الملاك بالبشارة المفرحة ، وقد حل عليها وسكن ابنها القدوس فى احشائها منذ ان ظللتها قوة العلى وجعلتها سماء ثانية وخيمة وبيتاً وخدراً وعرشاً للمسيا مشتهى الاجيال كلها .
 
انها ليست امرأه رجل لكنها ام وعرش وعذرا سكن في هيكلها الذي بناه هو بنفسه ،فلا توجد لغة ولا ريشة ولا الوان ولا اصوات تستطيع وصف ماصار ، لان الوحى الالهى قد اشار لها بعد ولادتها وبعد اتيان المجوس ساجدين لابنهاالملك الكاهن المخلص المولود قائلا : "رأوا الصبى مع مريم امه" (مت١١:٢) وايضا فى البشارة للرعاة "وجدوا مريم ويوسف والطفل" (مت١٦:٢) .
 
ان الشيطان رئيس هذا العالم يجهل بتولية العذراء مريم ويجهل داوم بتوليتها ( قبل واثناء وبعد ولادتها ) ، فقد ولدت ابنها وهى عذراء وبتوليتها مصونه ، لان القدوس ابنها قد حفظ طهارتها بغير فساد ولا دنس .
 
انها ام وعذراء وبتول معاً ، لان ابنها عظيماً وابن العلى يدعى ، ويملك الى الابد ولا نهاية لملكه .
 
لذلك هي مريم العذراء البتول التي ولدت ابنها المسيح البتول وقد عاشت عند يوحنا البتول بعد الصلب لان المثيل يستريح الى مثيله ، فكما خرج السيد الرب من القبر عند قيامته وهو مغلق هكذا خرج من رحم العذراء عند ولادته دون ان يحل بكوريتها .
 
لقد حرس ربنا يسوع مسكنه المقدوس " عجنة البشرية " ، تلك الاحشاء التى حل فيها تسعه اشهر ، حفظها من كل شبهة اتصال جسدى ، لان يوسف وامه كانا يتعجبان مما قيل فيه (لو٢) .
 
الها قديرا عجيبا مشيرا رئيس السلام . وهو الذي حضر عند رقادها في بيت يوحنا الحبيب وحملها علي يديه كما كانت تحمله هي علي منكبيه ، فصارت تهليل وفرح وفخر وكرامة وثبات وعلم ونعمة وقوة ورفعة واية ملتحفة بالشمس والقمر والكواكب من حول رأسها .
 
ختم بتوليتها عجب عجاب كباب المشرق المختوم بختم عجيب دخل وخرج منه رب القوات وابقاه مختوما علي حاله .
 
ويؤكد تقليدنا الكنسي الرسولي ، على ان العذراء مريم ذهبت الى الهيكل بعد ولادتها ، ووقفت فى مكان العذارى لان جنتها مغلقة وينبوعها مختوم ، وهى
 
باب المشارق الذى تنبأ عنه حزقيال (٢:٤٤) المغلق على الدوام والمملوء نوراً يدخل الى قدس الاقداس ، منه يدخل ويخرج من هو على رتبه ملكى صادق . تلك شهادات قديسي الكنيسة الاولين ، عن العذراء التي بقيت عذراء وبتوليتها سالمة لم تنحل ، وعن مولودها الالهي الممجد ، الذي ترك اوتار بتوليتها مصونه كسر مدهش فائق علي الافهام . ولذلك جميع الاجيال تطوبها ، وتقول لها السلام لك ياوالدة الاله الفرح لك ، ونحن نعطيك السلام مع غبريال الملاك ، فمن شك فيك وافتري له العقاب جهنم . — ‏مع ‏‏مينا مقار‏ و‏‎Rafik Abdelmalak‎‏‏.‏